سبب تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني والاعجاز الإلهي في القرأن الكريم (1)
[align=center]مقدمة
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد وعلى آله وصحبة وسلَّم. يقول عز وجل في محكم التنزيل (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) [الحجر: 15/87]، وفي تفسير هذه الآية الكريمة يقول صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) [رواه البخاري]. ونبدأ هذا البحث بسؤال ما هو سرّ تسمية هذه السورة بالسبع المثاني؟
من خلال الحقائق الواردة في هذا البحث سوف نبرهن على وجود معجزة رقمية في سورة الفاتحة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها : أساس هذه المعجزة هو الرقم سبعة. ونبدأ هذه الرحلة التدبرية بالحقيقة الأولى مستجيبين لنداء المولى تبارك شأنه : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) [النساء : 4/82].
الحقيقة الأولى
عدد آيات سورة الفاتحة هو سبع آيات . الرقم سبعة له حضور خاص عند كل مؤمن. فعدد السماوات (7) وعدد الأراضين (7) وعدد أيام الأسبوع (7) وعدد الأشواط التي يطوفها المؤمن حول الكعبة (7)، وكذلك السعي بين الصفا والمروة (7) ومثله الجمرات التي يرميها المؤمن (7)، والسجود يكون على سبعة أَعْظُم، وقد تكرر ذكر هذا الرقم في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم مثل : (سبعة يظلهم الله في ظله ... ، اجتنبوا السبع الموبقات ..... ) وغير ذلك مما يصعب إحصاؤه. وهذا التكرار للرقم سبعة لم يأتِ عبثاً أو بالمصادفة. بل هو دليل على أهمية هذا الرقم حتى إن الله تعالى قد جعل لجهنم سبعة أبواب وقد تكررت كلمة (جهنم) في القرآن كله (77) مرة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة .
تكرار كلمة (جهنم) في القرآن : 77 = 7 × 11
الحقيقة الثانية
عدد الحروف الأبجدية للغة العربية التي هي لغة القرآن (28) حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
عدد حروف لغة القرآن : 28 = 7 × 4
سبعة حروف غير موجودة في سورة الفاتحة وهي (ث، ج، خ، ز، ش، ظ، ف)، فيكون عدد الحروف الأبجدية في سورة الفاتحة (21) حرفاً وهذا العدد أيضاً من مضاعفات السبعة:
عدد الحروف الأبجدية في سورة الفاتحة : 21 = 7 × 3
الحقيقة الثالثة
في القرآن الكريم حروف ميَّزها الله تعالى ووضعها في مقدمة تسع وعشرين سورة سُمّيت بالحروف المقطعة في أوائل السور، وأفضّل تسميتها بالحروف المميزة، عدد هذه الحروف عدا المكرر هو (14) حرفاً وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
عدد الحروف المميزة في القرآن (عدا المكرر) : 14 = 7 × 2
والعجيب أن هذه الحروف الأربعة عشر موجودة كلها في سورة الفاتحة، وإذا قمنا بعدّ هذه الحروف في السورة لوجدنا بالضبط (119) حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة :
عدد الحروف المميزة في سورة الفاتحة : 119 = 7 × 17
الحقيقة الرابعة
من أعجب التوافقات مع الرقم سبعة أن عدد حروف لفظ الجلالة (الله) في سورة الفاتحة هو سبعة في سبعة !! فهذا الإسم مؤلف من ثلاثة حروف أبجدية هي الألف واللام والهاء، وإذا قمنا بعدّ هذه الحروف في سورة الفاتحة وجدنا (49) حرفاً وهذا العدد من مضاعفات السبعة مرتين:
عدد حروف الألف واللام والهاء في السورة : 49 = 7 × 7
الحقيقة الخامسة
ذكرنا بأن عدد الحروف المميزة في القرآن هو (14) حرفاً أي (7 × 2) ، والعجيب أن عدد الافتتاحيات عدا المكرر هو أيضاً (14). وأول افتتاحية هي (الــم) هذه الحروف الثلاثة تتكرر في سورة الفاتحة بشكل مذهل. فلو قمنا بعدّ حروف الألف و اللام الميم في السورة لوجدناها : (22 – 22 – 15 ) حرفاً.
والرؤية الجديدة التي يقدمها البحث هي صف الأرقام صفّاً. وعندما نقوم بصفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا العدد 152222 هذا العدد من مضاعفات السبعة:
تكرار حروف (الم) في الفاتحة : 152222 = 7 × 21746
ولكن الأعجب من ذلك أن هذا النظام يتكرر مع أول آية في القرآن الكريم وهي (بسم الله الرحمن الرحيم) : هذه الآية الكريمة عدد حروف الألف واللام والميم هو (3-4-3) حرفاً، ونصفّ هذه الأرقام لنجد عدداً من مضاعفات السبعة بل يساوي سبعة في سبعة في سبعة!
تكرار حروف (الم) في البسملة : 343 = 7 × 7× 7
الحقيقة السادسة
الآية التي تحدثت عن سورة الفاتحة هي قوله تعالى : (ولقد آتينك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ) [الحجر :15/87]، لقد وضع الله هذه الآية في سورة الحجر التي تبدأ بالحروف المميزة (الــر)، السؤال : هل من معجرة وراء ذلك؟
إن عدد حروف الألف واللام والراء في هذه الآية هو: (7-4-1) حرفاً والعجيب أن العدد الناتج من صف هذه الأرقام من مضاعفات السبعة مرتين:
تكرار حروف (الر) في آية السبع المثاني: 147 = 7× 7 × 3
والأعجب من ذلك أن تكرار الحروف ذاتها في سورة الفاتحة هو : (22-22-8) تشكل عدداً من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً!!
تكرار حروف (الر) في سورة السبع المثاني : 22 22 8 = 7×7×1678
هذا ليس كل شيء، فهنالك مزيد من الارتباط لكلمات السورة والآية، فعدد كلمات سورة الفاتحة هو (31) كلمة، وعدد كلمات الآية التي تحدثت عن سورة الفاتحة هو (9) كلمات، أما العدد الناتج من صف هذين الرقمين (9-31) من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً:
عدد كلمات سورة السبع المثاني وآية السبع المثاني : 931 = 7×7× 19
وسبحان الله العظيم آية تتحدث عن السبع المثاني جاءت فيها حروف (الر) تشكل عدداًً من مضاعفات (7×7)، وتتكرر الحروف ذاتها في سورة السبع المثاني لتشكل عدداً من مضاعفات (7×7) أيضاً. وتأتي كلمات السورة مع الآية لتشكل عدداً من مضاعفات (7×7) كذلك، أليست هذه معجزة تستحق التدبّر؟
الحقيقة السابعة
من عجائب أمّ القرآن أنها تربط أول القرآن بآخره، ويبقى الرقم (7) هو أساس هذا الترابط المذهل، فأول سورة في القرآن هي الفاتحة ورقمها (1)، وآخر سورة في القرآن هي سورة الناس و رقمها (114)، هذان العددان يرتبطان مع بعضها ليشكلان عدداً مضاعفات السبعة:
رقم أول سورة وآخر سورة في القرآن : 1141 = 7 × 163
الحقيقة الثامنة
العجيب أيضاً ارتباط أول كلمة مع آخر كلمة من القرآن بشكل يقوم على الرقم (7).
فأول كلمة في القرآن هي (بسم) وآخر كلمة فيه هي (الناس). ولو بحثنا عن تكرار هاتين الكلمتين في القرآن كله نجد أن كلمة (اسم) قد تكررت (22) مرة، أما كلمة (الناس) فقد تكررت في القرآن (241) مرة، ومن جديد العدد المتشكل من صفّ هذين العددين من مضاعفات الرقم سبعة :
تكرار أول كلمة وآخر كلمة في القرآن : 24122 = 7 × 3446
الحقيقة التاسعة
أول آية وآخر آية في القرآن ترتبطان مع الرقم سبعة أيضاً. فكما نعلم أول آية من القرآن (وهي الآية الأولى من سورة الفاتحة) هي (بسم الله الرحمن الرحيم) [الفاتحة:1/1]، عدد حروف كل كلمة هو : ( 3 -4-6-6) حرفاً : العدد المتشكل من صفّ هذه الأرقام هو6643) من مضاعفات الرقم سبعة:
حروف أول آية من القرآن : 6643 = 7 × 949
ولكي لا يظن أحد أن هذه النتيجة جاءت بالمصادفة نذهب إلى آخر آية من القرآن الكريم (من الجنة والناس) [الناس 114/6]، عدد حروف كل كلمة هو: (2 - 5 - 1 - 5 ) حرفاً، والعدد المتشكل من صف هذه الأرقام هو (5152) من مضاعفات الرقم سبعة :
حروف آخر آية من القرآن : 5152 = 7 × 736
إذن الرقم سبعة يربط أول سورة بآخر سورة، أول كلمة بآخر كلمة، أول آية مع آخر آية، والسؤال: هل جاءت جميع هذه التوافقات بالمصادفة؟