سعد زغلول
اول محامى يدخل سلك القضاء:
البدايات
ولد عام 1858 فى قرية "ابيانه" مركز فوه التابعة وقتذاك لمديرية الغربية, و كان والده الشيخ ابراهيم زغلول رئيس مشيخة القرية اى عمدتها. بدأ تعليمه فى الكتاب حيث تعلم القراءة والكتابة و حفظ القران. و فى عام 187
0 عندما عين اخوه الشناوى افندى رئيسا لمجلس دسوق, التحق بالجامع الدسوقى لكى يتم تجويد القران. و فى عام 1873 وفد الى القاهرة للالتحاق بالازهر حيث تأثر بالمفكر الاسلامى الكبير السيد جمال الدين الافغانى فقد طبعه على حرية التفكير و البحث و التجريد و الاصلاح كما يرجع اليه الفضل فى تجويد لغته العربية, و من ثم اتجه سعد زغلول الى الخطابة و الكتابة. كذلك تتلمذ على يد المصلح الدينى الكبير الشيخ محمد عبده و قد نشأت بينهما علاقة تفوق علاقة الابن بوالده فشب بين يديه كاتبا خطيبا, اديبا سياسيا, وطنيا.
التدرج المهنى
عمل سعد فى "الوقائع المصرية" حيث كان ينقد أحكام المجالس الملغاة و يلخصها و يعقيب عليها. و رأت وزارة البارودى ضرورة نقله الى وظيفة معاون بنظارة الداخلية و من هنا تفتحت امامه ابواب الدفاع القانونى و الدراسة القانونية, و ابواب الدفاع السياسى و الأعمال السياسية, و لم يلبث على الاشتغال بها حتى ظهرت كفاءته و من ثم تم نقله الى وظيفة ناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة.
و فى ظل الاستعمار الانجليزى, شارك فى الثورة العرابية وحرر مقالات, حض فيها على الثورة, و دعى للتصدى لسلطة الخديو توفيق التى كانت منحازه الى الانجليز ضد الوطن. و عليه فقد وظيفته.
و عمل بالمحاماه مع صديق يدعى حسين صقر, غير ان المحاماة لم تكن مهنة محترمة فى ذلك الحين، فكان العمل فى المحاماة شبهة و مهانه، بل كان لا ينبغى لقاض ان يجالس محاميا. و لكن سعد استطاع ان يرتفع بمهنة المحاماة حتى علا شأنها و اصبح فيها من هم اصحاب ذمة و شرف. و لا سيما انتخب قضاه من المحامين. وكان اول محام يدخل الهيئة القضائية. و يذكر انه حجر الزاوية فى انشاء نقابة المحامين عندما كان ناظرا للحقانية و هو الذى انشاء قانون المحاماة 26 لسنة 1912.
نشأة الوفد و ثورة 1919
و بتوليه نظارة المعارف و نظارة الحقانية, و وكالة الجمعية التشريعية بالانتخاب, و عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى، تم وضع مصر تحت الحماية البريطانية، وظلت كذلك طوال سنوات الحرب التي انتهت في نوفمبر عام 1918- حيث أرغم فقراء مصر خلالها على تقديم عديد من التضحيات المادية والبشرية – فقام سعد و اثنين اخرين من أعضاء الجمعية التشريعية (علي شعراوي وعبد العزيز فهمي) بمقابلة المندوب السامي البريطاني مطالبين بالاستقلال. وأعقب هذه المقابلة تأليف الوفد المصري، وقامت حركة جمع التوكيلات الشهيرة بهدف التأكيد على أن هذا الوفد يمثل الشعب المصري في السعي إلى الحرية. وطالب الوفد بالسفر للمشاركة في مؤتمر الصلح لرفع المطالب المصرية بالاستقلال. وإزاء تمسك الوفد بهذا المطلب، وتعاطف قطاعات شعبية واسعة مع هذا التحرك، قامت السلطات البريطانية بالقبض على سعد زغلول وثلاثة من أعضاء الوفد هم محمد محمود وحمد الباسل وإسماعيل صدقي، ورحلتهم إلى مالطة في 8 مارس 1919. فاندلعت الثورة و اضطرت السلطات البريطانية الى الافراج عنه و عن باقى اعضاء الوفد بعد شهر واحد من النفي. كما سمحت لهم بالسفر لعرض مطالب مصر في مؤتمر الصلح. فعقب إصدار هذا القرار، والذي جاء تاليا لأسابيع من العنف الهائل من جانب السلطات في مواجهة الشعب، بدأت تهدأ الاحتجاجات، وذهب الوفد إلى فرنسا لحضور المؤتمر الذي اعترفت الأطراف المسيطرة فيه، وأهمها الولايات المتحدة ممثلة في الرئيس ولسون، بالحماية البريطانية على مصر، مما كان بمثابة ضربة كبرى لنهج التفاوض.
زعيم الامة
وتوالت أدوار سعد في الحياة السياسية المصرية، وتعمقت زعامته للشعب المصري رغم تعرضه لمحاولة اغتيال من منافسيه. و توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927وكان يوم وفاته يوما مشهودا، وبني له ضريح أسموه ضريح سعد.
فلم يحظ زعيم مصري بشعبية كالتي حظي بها سعد زغلول، حتى لقب بزعيم الأمة، وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته صفية أم المصريين. كما اقامت له الحكومة تمثالين احدهما فى القاهرة و الاخر فى الاسكندرية.