إذا كنت في طريقك في أحد الأيام وقابلك شخص أعمى واستوقفك ..
تعرف عليك واطمئن لك وتحدث معك .. وجلستوا معًا طويلاً تتبادلان أطراف الحديث.
مَنْ أنت ومَنْ هو؟ تحكيان عن حياتكما ..
يحكي لك عن رحلته مع ظلام عيونه.. وأنه وُلِدَ هكذا..
لم يرى النور أبدًا .. لم يعرف شكل الأشياء إلا من خلال لمسة يده .. يعرف مَنْ حوله فقط من أصواتهم .. رائحتهم .. واحساسه بهم..
مكث طويلاً يصف لك الدنيا التي يعيشها ويشعر بها هو ..
يروي لك كيف يعيش وكيف يتعامل مع الأشياء ..
وصف لك كم يتعاطف الجميع معه وكم هذا يؤلمه .. وكيف أنه يفعل المستحيل ليعتمد على نفسه حتى لا يشعر أنه بحاجة لأن يطلب المساعدة من أحد .. وكم هو احساس مؤلم أن يحتاج لشخص ويطلب منه طلب ثم يجده يشعر بالضيق وهو يلبيه له..
وجدت نفسك فجأة تشعر بمعاناة هذا الشخص
وتتألم من أجله
وتفكر .. ماذا سيحدث لك لو كنت مكانه!!
وبينما أنت تفكر في كثير من هذه التساؤلات التي تدور بداخلك .. إذ به يفاجئك بطلب لم تتوقعه منه
وعجزت عن التفكير فيما يجب أن تفعل
طلب منك أن تصف له الدنيا
هذا هو طلبه
ماذا ستفعل ؟
هل ستعتذر ؟
أم ستجيبه ؟
ومااااااذا ستقول له؟
ماذا ستصف؟
حلاوة الدنيا أم مرها؟
ستصف له أفراحها أحزانها؟
هداياها أم صفعاتها؟
وأنها لا تضحك لنا إلا لكي تصفعنا مرة أخرى؟
هل ستخبره أن هناك مَنْ يتألم من الجوع ولا يجد قوته يومه له ولأطفاله ولا يعطف عليه أحد؟
هل ستخبره أن هناك مَنْ يصارع المرض في صمت ولا مال لديه لشراء الدواء؟
هل ستخبره أن الأبناء قد نسيوا أن لأبائهم حقوق عليهم ولا يؤدوها؟
هل ستخبره أن الأباء صاروا أكثر قسوة؟
وأن القتل أصبح شيء سهل؟
والسرقة شيء عادي؟
وأن الحياء اختفى وتبلدت المشاعر؟
هل ستخبره أن مَنْ يتنسى دينه ومبادءه هو مَنْ يصل لمكانة عالية وأن الفقراء والضعفاء البؤساء هم الذين مازالوا يتمسكوا بها؟
وأن كل شيء أصبح مُباح؟
ولا يوجد ما هو معقول في هذه النيا؟
هل ستخبره الحقيقة أصلاً؟
وتخبره أنه في نعمة من ربه إذ أنه لم يرى كل ذلك؟
أم ستلون الحياة أمامه وتجمل الحقائق؟
ستقول له أن الكل سعيد وراضي ولا ينقصنا من الحياة شيء!
ستصف الدنيا بأي طريقة؟
بعيونك ؟ أم بعيون مَنْ؟
من وجهة نظرك الشخصية؟ أم بموضوعية وبصراحة؟
أم أنك ستعتذر وتفضل عدم الإجابة أصلاً؟
تخيل أنك قابلت هذا الشخص وحاول أن تتخيل ماذا ستقول له فعلاً إذا طلب منك هذا الطلب؟
صف الدنيا من وجهة نظرك أيًا كانت كما تراها
واخبرنا إذا كنت ستقول له الحقيقة أم لا؟
هل أنت مستعد لذلك؟ اثبت هذا الشيء
وتحياتي لمَنْ سيخبرنا الحقيقة منقول