سم الله الرحمان الرحيم
الصلاة والسلام على من جائنا بالهدى نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ام بعد:
قال ابن القيم رحمه الله في بيان اسباب سوء الخاتمة ولمن تكون:
واعلم ان سوء الخاتمة اعاذنا الله منها لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه وانما تكون لمن له فساد في العقد (اي العقيدة) او اصرار على الكبائر واقدام على العظائم فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة فياخذه قبل اصلاح الطوية ويصطلم قبل الانابة فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة ويختطفه عند تلك الدهشة والعياذ بالله.
ويقولSad(واعلم ان لسوء الخاتمة-اعاذنا الله منها-اسبابا وطرقا وابوابا اعظمها الانكباب على الدنيا والاعراض عن الاخرى والاقدام والجراة على معاصي الله عز وجل وربما غلب على الانسان ضرب من الخطيئة ونوع من المعصية;وجانب من الاعراض;ونصيب من الجراة والاقدام فملك قلبه وسبى عقله;واطفاء نوره وارسل عليه حجبه فلم تنفع فيه تذكرة ولا نجحت فيه موعظة فربما جاء الموت على ذلك فسمع النداء من مكان بعيد فلم يتبين المراد ولا علم ما اراد وان كرر عليه الداعي واعاد)).
وساق قصصا في سوء الخاتمة نتخير بعضها مما له صلة بالموضوع.
(القصة الاولى):
قيل لرجل قل لا اله الا الله-عند موته- فجعل يقول اين الطريق الى حمام منجاب;وقصة ذلك:ان رجلا كان واقفا باءزاء داره وكان بابها يشبه باب الحمام فمرت جارية لها منظر;فقالت:اين الطريق الى حمام منجاب.فقال لها هذا حمام منجاب -مشيرا الى بيته- فدخلت الدارودخل وراءها فلما رات نفسها في داره وعلمت انه قد خدعها اظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه وقالت له:يصلح ان يكون معنا مايطيب به عيشنا وتقر به عيوننا قال لها:الساعة اتيك بكل ماتريدين وتشتهين وخرج وتركها في الدار ولم يغلقها فاخذ مايصلح ورجع فوجدها قد خرجت وذهبت ولم تخنه في شيء فهام الرجل واكثر الذكر لها وجعل يمشي في الطرق والازقة ويقول:
يارب قائلة يوما وقد تعبت..........اين الطريق الى حمام منجاب
فبينما يقول ذلك واذا بجارية اجابته من طاق:
هلا جعلت سريعا اذا ظفرت بها..........حرزا على الدار او قفلا على الباب
فازداد هيمانه واشتد ولم يزل على ذلك حتى كان هذا البيت اخر كلامه من الدنيا...اه
(القصة الثانية):
وملخصها ان رجلا كان مؤذنا يؤذن على المنارة فابصر ابنة صاحب الدار المجاورة للمسجد وكانت نصرانية فتعلق بها قلبه تعلقا جعله لا يصبر عليها حتى ترك الاذان ونزل اليها فطلبها الى نفسه فامتنعت فطلب الزواج منها فابت لانها نصرانية وهو مسلم فقال اتنصر فوافقت فتنصر ليتزوجها واقام معها في الدار فلما كان اثناء ذلك اليوم رقى الى سطح كان في الدار فسقط منه فمات فلم يظفر بها وفاته دينه))
فانظر-عافانا الله واياك-الى العقوبة العاجلة بسوء الخاتمة والجزاء من جنس العمل فكما القى بنفسه من على المنارة القاه الله تعالى من على سطح الدار ميتا خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين
فمن رجى رحمة ربه فاءليه يعود فباب رحمته مفتوح غير موصود وليكن سعيه من بعد حميدا وفعله رشيدا وقوله سديدا
فاءذا كان هذا حالنا رفع الله عنا الذل والضنى والوبا والخنا وصب علينا البركات صبا ولم يجعل عيشنا كدا وكان لنا نصيرا وسندا.....
كان هذا من كتاب (ولاتقربوا الفواحش )لجمال عبد الرحمان اسماعيل
وصل الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.