قبل عدة سنوات اسسنا مع مجموعة من الشباب العربي فريق أسميناه العين الثالثة، والتي تعني عين البصيرة لا العين المجردة، العين التي تخترق العقل والقلب وتتعامل بإنسانية مفعمة مع الدوائر المحيطة فيما حولنا، كان لهذه المجموعة عدة توجهات وأهداف، منها على سبيل المثال مبادرة كيف تجعل نفسك والآخرين سعداء ، وبدأنا في التفكير بأبسط الامور حتى أعقدها، لمساعدة أنفسنا والآخرين برسم السعادة في ارواحنا.
فالسعادة حالة ذهنية وسمة شخصية يعيش من خلالها الفرد البهجة والاستمتاع منصهرين سوياً في قالب من الفرح والسرور، ينتج عنها إحساس مريح، إحساس يجعل الفرد ومن اعماقه يتلذذ ويتأمل جمال الحياة من حوله.
إحدى أفكار العين الثالثة هي الابتسامة في وجه الأطفال ،والتأمل في ردات أفعالهم، وبالفعل بدأنا في التركيز على الابتسام في وجه أي طفل نصادفه في حياتنا، وكانت ردود الفعل ممتعة، منهم من يبادلك الابتسامة فوراً، ومنهم من يلعب معك لعبة الحياء فيخفي وجه البريء ثم يعاود النظر لك بابتسامة.، ومنهم من كانت له ردات فعل شقية فيدير وجه عنك او قد يتراجع للخلف أو يخرج لسانه لك ،إلا أنه سرعان ما يبحث عنك ،عن الوجه المبتسم معه، شعور ممتع حتى إن بعضهم يبقى يلوح لك بيده حتى تختفي صورتك عنه.
المتأمل في الموقف البسيط يجد أن السعادة وإن كانت بسيطة ووقتية إلا أنها استطاعت أن تعطيك شعوراً مريحاَ وبهيجاً، وتعطي الآخرين شعورا أكثر روعة رغم بساطة الموقف الذي لم يتطلب منا سوى ثني عضلات الوجه القريبة من الفم . وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام(وتبسمك في وجه أخيك صدقة).
من الجميل جدا أن هنالك يومأ عالميا للسعادة اختارته الامم المتحدة ليكون يوماً تسعى فيه الحكومات وتسعى فيه الشعوب والأفراد بإشاعة السعادة فيما بينهم لما له من مردود على الصحة الجسمية والنفسية. والذي يصادف 20 مارس من كل عام.
فالسعادة تكلل المريض بالأمل والإرادة القوية، السعادة تقوي جهاز المناعة وترفع من معدلات المشاعر الإيجابية التي تحسن من الظروف الصحية السيئة وتساعد في رفع كفاءة العلاج. فتعريف الصحة هي حالة اكتمال السلامة جسدياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز.
وهذا يعني أن الصحة النفسية جزء تكاملي مع الصحة الجسدية التي تعلب السعادة دوراً كبيراً في جعلها أكثر قوة وأكثر حصانه. فما اهو أبسط مع احتضان طفلك او تقبيل والدتك او إهداء العاملة هدية بسيطة، فكثيرة هي الأمور البسيطة التي تستطيع من خلالها أن ترسم البهجة والسرور في قلبك وقلوب الآخرين.
جميل جدا أن نحدد ايامَ من حياتنا نخطط فيها لعمل شيء يدخل السرور والسعادة على قلوبنا وقلوب الآخرين ،لا تترك الأمور للمصادفات والمناسبات فقط ! فمكافئة الذات شيء مهم ولو بدعوة نفسك مع صديق على مائدة عشاء تشيع الفرح والارتياح لكما لما يتخللها من أحاديث ومشاركة في المشاعر وتفاصيل الحياة اليومية.
فهي دعوة للجميع،،لنبادر و لنخطط لسعادتنا ولنساعد الآخرين على أن يعيشوا سعداء، فكر في اصطحاب أطفالك الى مشفى الاطفال وفاجئ بعض الاطفال المرضى بهدايا بسيطة، مرضى لا تعرفهم ولا يعرفونكم ولكن تأكد أنهم سيظلون يذكرون طعم السعادة التي وهبتموهم إياها من هذه الزيارة البسيطة.
فلنخطط لسعاتنا ولنتشارك مع الآخرين لتكون السعادة أجمل.