النوم العميق.. يضمن السعادة الزوجية
تتحدث عنها: إنجي ضيف
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
مؤخرا اهتمت قناة سي بي سي البريطانية العريقة في برنامجها العلمي بعرض حلقات عن موضوع النوم وليس اهتمامها بشيء كذلك سوي انعكاس لاهتمامات الناس وشغفهم بمعرفة المزيد عن هذا القاسم المشترك بين الناس أسراره وأمراضه ومشاكله ومخاطره.
وتزامن ذلك أيضا مع صدور كتاب من المتوقع أن يحقق نجاحا هائلا للكاتب المتخصص في علم النوم ديفيد راندال والذي يحمل اسم أرض النوم: مغامرات في الدهاليز الغامضة لعلم النوم وفيه يتحدث الكاتب بأسلوب مشوق عن ماهية النوم والأسرار التي لايزال يكتنفها الغموض وعن الأفكار والأساطير المختلفة التي توارثتها مختلف الشعوب والحضارات عن النوم قبل أن يعرض لآخر ما تحدثت عنه وتناولته الأبحاث العلمية في هذا الصدد وهنا وفي قسم أساسي بالكتاب يعرض المؤلف لمجموعة من الأبحاث الحديثة من مختلف مراكز البحث في جامعات العالم تكشف جوانبا لم نكن نعرفها عن أسرار النوم وتأثيره في حياتنا ،
وقد أفردت مجلة فوكاس العلمية المتخصصة تحقيقا ينصب علي هذا الفصل في عددها الأخير كنوع من العرض لكتاب يتوقع له الكثيرون تحقيق نجاح كبير وحمل التحقيق عنوانا هو عشرة أشياء يخبرك العلم بها عن النوم لم نكن نعرف عنها شيئا وكان لافتا للنظر أن الكاتب جمع دراسات من مختلف المراكز البحثية في شتي أنحاء الأرض ليكشف لنا المزيد من أسرار الشطر الأكبر من ساعات يوم الإنسان.
درجة الحرارة المثالية :
يختلف إحساس الناس بالبرد والحر من بلد لآخر بلا شك ولكن حاول علماء جامعة لييه الفرنسية الوصول إلي متوسط لدرجة الحرارة المثالية التي تساعد الإنسان علي الاستغراق في النوم بسهولة وعمق وذلك بعد أخذ متوسطات من إحصائيات اعتمدت علي عينات من شعوب مختلفة في كل أنحاء العالم وتبين أنه إذا كانت العناصر الأخري كلها ثابتة فإن درجة الحرارة المثالية للغرفة والتي تساعد علي النوم هي من ست عشرة درجة مئوية إلي تسع عشرة إذا ما كان الانسان يرتدي ملابس نوم تغطي جسده ويتدثر بأغطية الفراش أما إذا كان الإنسان يرتدي أقل القليل من الملابس وبدون غطاء علي الفراش فإن درجة الحرارة المثالية تقفز الي معدل ثلاثين إلي اثنين وثلاثين درجة مئوية .
لا للحبوب المهدئة والمنومة:
مشكلة الأرق وصعوبة الاستغراق في النوم مشكلة معقدة بلا شك وتتدخل فيها اسباب نفسية وعضوية عديدة وتختلف باختلاف المرحلة العمرية وقلما تجد مجتمعا يخلو من هذا الأمر مما جعل شركات الأدوية تتنافس للحصول علي أكبر قطعة من كعكة الأرباح التي تدرها العقاقير المنومة والمهدئة سنويا فريق بحثي بقيادة البروفيسور شارلز مورين من جماعة لافال في كيبيك الكندية اكد ان الاعتماد علي هذه العقاقير ليس فقط مضرا علي المدي الطويل وإنما هو أيضا بمثابة وهم اصطلح علي فاعليته بينما الحقيقة التي أثبتت علميا تؤكد أن العلاج السلوكي وما يطلق عليه العلاج الإدراكي هو صاحب النتيجة الأفضل علي المدي الطويل .
أسرار الضوء الصناعي
من أغرب ما نشر في هذا الكتاب ما جاء عن المركز البحثي للطبيب النفسي الشهير توماس فير الذي اكتشف أن الأضواء الصناعية للمصابيح الكهربائية وغيرها سواء داخل المنزل أو في الشوارع لها تأثير كبير لم نكن ندركه علي أنماط نومنا ففي دراسة أقرها علي عدد كبير من العينات البشرية تبين أنه عندما يتم عزل الناس عن الضوء الصناعي لبضعة اسابيع يتغير نمط نومهم بشكل بالغ الغرابة فيصبح كالآتي:-
يصبح متوسط ساعة بدء الدخول الي النوم حوالي العاشرة مساء ليتم الاستيقاظ بعد ذلك ببضع ساعات ثم يتم النوم مرة اخري بعد هذه الإفاقة بساعة واحدة تقريبا وهكذا اصبح نمط النوم بينكل من ابتعدوا عن الضوء الكهربائي للمدة المذكورة وهو أمر بالغ الغرابة فشل المتخصصون في تفسيره وإن أكدوا أنه من الثابت الآن أن استخدام الضوء الكهربائي له علاقة وثيقة بتغيير نمط نوم البشر.
احلام الكبار والصغار :
في مركز أبحاث جامعة كيس وسترن في كليفلاند أجري فريق بحثي بقيادة البروفيسور كالفيين هال دراسة علي خمسين ألف شخص تعرضوا للمشاركة في التجارب عندما أعلن المركز عن دراسات لفهم طبيعة وأسباب رؤية الأحلام والعناصر الأساسية التي يمكن من خلالها التمكن بما سيراه المرء في الحلم.
وفي حين خلصت الدراسة إلي مؤشرات عديدة كان أكثرها ثبوتا ووضوحا هو ما يتعلق بالأمر الذي يحلم به الناس أو الشيء الذي يرونه في أحلامهم وبات واضحا أن الناس يرون في أحلامهم الشيء الذي يقلقهم وأن الأمر يختلف لدي الأطفال عن الكبار فالأغلبية العظمي من الأطفال عندما يحلمون بشيء يقلقهم في الأغلب يتمحور حول الحيوانات وعلي عكس البشر الذين يرون اكثر في أحلامهم غيرهم من البشر.
الحياة الزوجية السعيدة :
عندما تحدث المغني الأسمر سيل عن زوجته الالمانية والعارضة المعروفة هيدي كلوم قائلا: إن أولوياتي في حياتي هي زوجتي ثم أبنائي ثم صحتي ثم عملي لأنني أؤمن بالمثل الذي يقول زوجة سعيدة تعني حياة سعيدة للرجل, أريح زوجتي حتي أستريح أنا, وبالتالي أثار إعجاب النساء حول العالم معلومة أن السعادة تبدأ من الراحة, حيث نشر الطبيب النفسي المعروف وندي تروكسل بحثا في جامعة بتسبرج أن المراة عندما يوفر لها سبل الراحة والخلود إلي النوم واستمراره لساعات متصلة دون انقطاع تصبح أكثر سعادة وإسعادا لزوجها وأكثر إحساسا بالرضا عن حياتها الزوجية الأمر الغريب أن نفس الدراسة أكدت أن تأثير النوم علي الرجل لا يأتي بنفس النتيجة !
طفل الشرق غير طفل الغرب:
من الدراسات التي صدرت من فيلادلفيا والتي أجراها فريق بحث مستشفي جودي ميدنيل تبين أن عادات النوم ومفرداته تختلف من طفل لآخر حسب مكانه في العالم وذكرت الدراسة أرقاما طريفة في هذا الصدر منها مثلا أن 95% من الأطفال في فيتنام ينامون في نفس فراش والديهم لفترة طويلة بالمقارنة مثلا بـ15% من الأطفال في استراليا وفي نيوزيلاندا يخلد الطفل إلي النوم في المتوسط في الساعة السابعة والنصف اما في هونج كونج فيعتبر الأهالي أن العاشرة والنصف مساء هي وقت مبكر, لكي يخلد فيه الأطفال إلي فراشهم وتبين أن العادات السيئة التي تصاحب الطفل للخلود للنوم مثل قضم الأظافر أو مص الأصابع تزيد في دول الشمال عن الجنوب وأن أطفال الدول المتقدمة تزيد لديهم احتمالات رؤية كوابيس مزعجة في مرحلة مبكرة من حياتهم أكثر من غيرهم.
رجل استطاع التخلي عن النوم :
لايزال العلم يقف حائرا أمام حالة لم تتكرر منذ عام 1964 عندما قام شاب أمريكي من سان دييجو يدعي راندي جاردنر أن يظل مستيقظا بدون نوم لمدة احد عشر يوما متصلين الأغرب من ذلك هو أن هذه المدة لم يستعن عليها بأي منبهات ولا مشروبات تحتوي علي كافيين والأغرب من هذا وذاك أنه بعدما نام الرجل واستمر نومه خمس عشرة ساعة لم تتسبب تجربته في أي مشاكل صحية علي المدي الطويل, أما المدي القصير والمقصود به الفترة التي ظل مستيقظا فيها فقد تزايدت في نهايتها اضطرابات السمع والرؤية وبعض التهيؤات.
وهؤلاء ينامون بنصف عقولهم:
من أطرف المعلومات التي جاءت في الكتاب تلك التي تتحدث عن الحيوانات والكائنات التي تنام بنصف عقولها ومنها الدرافيل والحيتان التي تظل نصف أدمغتها في حالة يقظة حتي تبعد عن نفسها الأخطار ولتستطيع الطفو جزئيا علي سطح الماء للحصول علي الهواء نفس الأمر ينطبق علي البط الذي لا ينام فقط بنصف عقل فحسب, وإنما أيضا بعين مفتوحة والأخري مغلقة وهكذا تستطيع بعض الطيور أن يحرس بعضها بعضا أثناء النوم.
النوم والفيديو جيم
يبدو أنه شر أصبح لابد منه, هذا هو شأن انتشار ألعاب الفيديو في حياتنا, فلم تعد تقتصر فحسب علي شاشات الكمبيوتر أو مراكز الألعاب وإنما هي الآن في يد الناس عبر هواتفهم, ورغم أن الأمر لا يأتي في هوي الأمهات والآباء الذين يرون أبناءهم وقد استنزفت تلك الألعاب طاقاتهم واستحوذت علي تفكيرهم ووقتهم إلا ان منعها بات مستحيلا ولأنها أصبحت واقعا يزداد, بدأت الأبحاث العلمية تصب اهتمامها عليها ومنها جامعة هارفارد التي أصدرت كلية الطب فيها ورقة بحثية للبروفيسور روبرت ستيكجولد يؤكد فيها أن النوم له صله وثيقة بتحسين الأداء في بعض هذه الألعاب ففي تجربة علي مجموعات قاموا بممارسة لعبة (تاترس) الشهيرة قبل النوم مباشرة لوحظ أن أداءهم حدثت فيه طفرات عندما استيقظوا ليمارسوا نفس اللعبة.[b]