عندما
تراها للوهلة الأولي تشعرك بأنها غاية في الرقة والهدوء
, ولكن يبدو أن هذا الهدوء هو الذي يسبق العاصفة ,
ولذلك يخفي ورائه الكثير من الأسرار , فشيء مؤسف للغاية
أن تتحول فتاة جامعية درست في أعرق جامعات مصر وهي
الأزهر إلي قاتلة
ففي
لحظة فارقة ارتكبت سعاد جريمة قتل بشعة , بسبب حبها
الجنوني لشاب اكتشفت أنه علي علاقة بغيرها من الفتيات ,
فنحن لا نعرف ما الدافع لارتكابها هذه الجريمة هل
الغيرة الشديدة علي حبيبها أم الانتقام لنفسها ولجميع
الفتيات اللاتي خدعهن محمد ؟
منذ نعومة أظافرها تحلم بحصولها علي الشهادة الجامعية
, وارتباطها بمن يشعرها بالدفء والحنان ,ولهذا تفوقت في
دراستها لتنتهي منها سريعا , فتخرجت في كلية الدراسات
الإسلامية جامعة الأزهر, وأخذت تنتظر فتي أحلامها ولكنه
تأخر عنها كثيرا حتي قاربت علي الثلاثين من عمرها ,
فشعرت بأن قطار الزواج قد فاتها مقارنة بأقرانها اللاتي
تزوجن بل وأنجبن أيضا , وظلت سعاد علي هذا الحال إلي
أن التقت بمحمد في حفل زفاف أحدي قريباتها , فبمجرد
أن وقع نظرها عليه شعرت , بدقات قلبها تخفق سريعا
,و بشيء ما يجذبها إليه , وتمنت أن تظفر به لخفة ظله
,ولتمتعه بروح المداعبة التي لاقت استحسان الحضور ,
وجاذبيته التي كانت تجذب الفتيات إليه , وتحققت أمنيتها
عندما طرق محمد بابها طالبا يدها للزواج , فوافقت علي
الفور و تغاضت عن العقبات التي من شأنها قد تعوق هذه
الزيجة , ومنها المؤهل الدراسي لمحمد فهو حاصل علي
دبلوم تجارة و هي حاصلة علي بكالوريوس دراسات إسلامية ,
إضافة إلي أنه يصغرها بخمس سنوات , ولكنها قررت أن
تتغاضي عن جميع هذه الفروق في مقابل أن تظفر به ,
واستمرت فترة الخطبة سنتان بالكمال والتمام ,كانت تحلم
خلالهما باليوم الذي يجمعها بمحمد في عش الزوجية , فأخذت
تجهز نفسها , بأرقي الأساس وأفخر المفروشات , وتطمئن
بنفسها علي ترتيبات تجهيز الشقة , حتي تتوج حبهما
بالزواج ,
ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ,
فمشاعر محمد بدأ ت تتغير تجاهها , ودبت بينهما الكثير
من المشاكل , مما جعلها تفتش ورائه لتتعرف علي السبب ,
وأخذت تفحص تليفونه المحمول سرا و تراقب اتصالاته ,
فوجدت العديد من الرسائل الغرامية علي تليفونه , وفوجئت
بتعدد علاقاته النسائية , فبحكم عمله' مكوجي ' يتردد عليه
الكثير من النساء , مما استتبع وقوع المشاجرات والمشاحنات
وكان دائما ما يعدها بالامتناع عن كل ما يغضبها ,
وظلت تتحمل معاملته وإهماله لها علي أمل أن تعود
المياه إلي مجاريها ,
ورويدا رويدا بدأ يبعد عنها و يتنصل منها ويمهد
لفسخ الخطبة, فكانت البداية بفسخ عقد شقة الزوجية ,هنا
شعرت أنه أخذ قراره بالانفصال عنها نهائيا , فجن
جنونها ولم تذق عينيها النوم لفترات طويلة , إلي أن
دق جرس هاتفها المحمول ولم تصدق نفسها وعندما رأت
اسمه علي التليفون , فطارت من الفرحة ,لاعتقادها أن قلب
الإنسان الذي أحبته أكثر من روحها ه قد رق لها ,
وظنت أنه عاد إلي صوابه وتراجع عن موقفه, خصوصا حينما
طلب منها أن يتقابلا ليحلا مشاكلهما سويا , ولم تترد
لحظة في تنفيذ كل ما طلبه منها, فارتدت النقاب حتي
تستطيع الصعود معه إلي الشقة التي يمتلكها أحد أقاربه
في القاهرة للتفاهم في هدوء ,
وبمناقشته عن أسباب الانفصال احتدم الخلاف بينهما, ولم
تدر بنفسها إلا وهي تبادره بعد ة طعنات غادرة فور
خروجه من الحمام,ليسقط علي الأرض مضرجا في دمائه ويلقي
حتفه في الحال,ولم تكتف بذلك بل أمسكت بذات السكين
وقطعت عضوه الذكري انتقاما منه لأنه أضاع سنتان من
عمرها هباء, وانتقاما للبنات اللاتي غرر بهن, لتفيق سعاد
من حلمها علي كابوس مرعب حولها من طالبة إلي قاتلة
بعدما قتلت أعز إنسان لديها وهو حبيبها الذي رق له
قلبها من أول نظرة وتواجه مصيرا مجهولا قد يصل إلي
الإعدام لتذرف الدموع علي سنوات عمرها التي ضاعت بسبب
إنسان لعب بمشاعرها , ويتحول الحلم القديم من اللون
الوردي إلي اللون الدموي.