اعدل بين أبنائك تكن أفلح الناس، ساوى بينهم فى قبلة تضعها على جبين كل منهم، فى ضمة إلى صدرك فى ربتة على ظهركل منهم فى مسحة على الرأس، فى بسمة فى الوجه، فى جملة ثناء أو عبارة تشجيع تطلقها لأى منهم.
ساوى بينهم منذ نعومة أظافرهم تضمن محبتهم لبعضهم البعض وإخلاصهم وترابطهم وسلامتهم من الغل والحقد والضغينه نحو بعضهم البعض.
ساوى بينهم فى العطاء، لا تحرم أحدهم وإن أساء لا تجور على آخر وإن أخطأ لا تناصر أحدهم دون الآخرين وإن كان الأقرب إلى قلبك أو تكرمه دون إخوته.
وإن احتاج أحدهم أكثر ولم يكن معك حينها ما تعطيه لهم بالتساوى فاجمعهم وشاورهم وأفهمهم أن كلا منهم سيأخذ مثله لاحقا ولاتنتقص من حقوق الآخرين عندما يحتاجون مثله حتى لا تدب الغيرة فى قلب أحدهم أو يأكل الحسد قلبه ويسلبه عقله.
ولا يغرنك أدب أحدهم أو حلمه فتجور عليه لأنه يستحى أن يطلب منك، ولا تزيد لأحدهم فى العطاء لأنه أبر بك من غيره فأنت لاتدرى فى أى أبنائك الخير.
علمهم القناعة وعودهم أن يتقبلوا ظروفهم ويتعايشوا مع الواقع، علمهم الرضا والإحسان فى وقت الضيق والرخاء، علمهم حب الخير لبعضهم ولغيرهم وكراهية الأذى لبعضهم ولغيرهم، علمهم البر والرحمة ببعضهم وبذوى أرحامهم وبالناس أجمعين دون انتظار مقابل.
عندئذ اطمئن على غرسك وعلى ترابط شمل عائلتك وعلى محبة أبنائك واحترامهم لك وبرهم بك فى حياتك ودعائهم لك بعد مماتك وعلى كونهم يدا واحدة على الدوام فلا مجال حينئذ لمكائد الشيطان بينهم ولا حيلة له أمام حكمة أب يخاف الله ويحب أبناءه وتذكر أن حبك وحده لا يكفى ليصنع رجال ونساء صالحين فحب بلا حكمة ولاعدل لا خير فيه.