سلام للمحبة الواعية ...
سلامي لكل إنسان يسمع..سلامي لكل عين تدمع...لكل عين تدمع فرحا ـ تدمع حزنا ، المهم أنها ما زالت تدمع...فإذا جف الدمع من العين تيبس النبض من القلب ...يقولون انك لست إنساناً لديه تجربة روحية ـ بل أنت كيان روحي لديه تجربة إنسانية... ، فالروح أسمى من أن تجسد في قالب بشري ، الروح قطرة من نقاء الله قررت أن تسبح مبتعدة لتستكشف المحيط ، غير مدركة أنها مهما ابتعدت فهي ستبقى تسبح في المحيط ، وإذا خرجت منه ستتبخر لترتفع وتهطل مجددا على المحيط التي هي أصلا انبثقت منه... !!!، ومهما أتسع المحيط فما هو إلا قطرة من المحيط الإلهي...، فماذا بكم يا أصحاب القطرات البشرية مبعثرون ؟؟؟ فمنكم من تلون ومنكم من تجهم ومنكم من تبخر وتلوى ، ومنكم من أعتقد نفسه أنه المحيط...، فما الله إلا نقاء يشرب بحلوه ومره ، وعبير يشم عبق كل عطره...، الله منبع القطرات والى المنبع كلنا راجعون ...، كيف نسمح لأنفسنا لأن تحب الله أذا كنا نخاف منه...، كيف نسمح لأنفسنا لأن نعلم أطفالنا ـ أولادنا مخافة الله قبل أن نعرفهم به وبكنه وجوده ، نعمل لكي نصنع أدراجا للوصول إلى الله ... دون أن نعرف أي باب سنطرقه لنصل إليه ، وتبقى هذه الأدراج معلقة في السماء كما هي أرواحنا معلقة بالأمل ...، وعندما ندرك مدى ثقل هذا الجسد نخلع هذا الرداء بأعبائه ونرميه فإذا بنا نحلق بدون أجنحة ، نحلق لأننا لامسنا الله وعدنا من رحلتنا إما زائرين أو دائمين ، ولن نستقر دائمين إلا إذا عدنا إلى لله وأجسادنا قد ذابت في محبته ، وأرواحنا قد أنست وألفت قربه ...وإلفته
جلس رجل في صباح يوم كانوني بارد في محطة قطارات الانفاق في العاصمة واشنطن، وبدأ يعزف على كمانه مقطوعات موسيقية لبيتهوفن. عزف الرجل لمدة 45 دقيقة، مر خلالها آلاف الناس من هناك، أكثرهم ذاهب إلى عمله في زحمة الصباح.
بعد ثلاث دقائق ينتبه رجل في الخمسين من عمره لعازف الموسيقى الواقف يعزف على آلته، يخفف قليلاً من مشيته، ويقف لبضع ثوان ثم يتابع طريقه. وبعد دقيقة يحصل العازف على أول دولار ترميه امرأة في حاضنة الكمان، وبدون أن تتوقف ولا للحظة واحدة.
وبعد بضع دقائق، استند شخص على الجدار للاستماع اليه، ولكنه بعد قليل نظر إلى ساعته وعاد يمشي من جديد. من الواضح انه كان متأخراً عن العمل.
وأحد أكثر الذين أظهروا إهتمامهم بالرجل كان طفل عمره حوالي ثلاث سنوات يمسك بيد أمه ويسير بجانبها دون توقف، لكن نظره كان مع العازف، حتى وبعد ابتعادهم عن العازف مشى الطفل وهو ينظر للخلف، وقد حصل هذا الأمر مع العديد من الأطفال الآخرين. جميع الآباء، ودون استثناء، كانوا يجبرون أبناءهم على السير رغم نظرات الأطفال وانتباههم.
وبعد مضي 45دقيقة أخرى من العزف على الكمان، ستة أشخاص فقط هم الذين توقفوا واستمعوا للعزف لفترة ثم انصرفوا. حوالي عشرين شخصاً قدم له المال وعاد للسير على عجلة من أمره..
لقد جمع 32 دولاراً حتى الآن. وبعد انتهاءه من العزف، عمّ الصمت في محطة المترو، لكن لم ينتبه لذلك أحد، ولم يصفق له أو يشكره أي شخص
لم يعرف المارة أن عازف الكمان هو جوشوا بيل أحد أشهر وأفضل الموسيقيين في العالم. وقد كان يعزف احدى أعقد المقطوعات الموسيقية المكتوبة على الكمان في العالم تقدر قيمتها بـ 3.5 مليون دولار. حيث كان قد عزفها قبل يومين في قاعة ملآنة في أحد مسارح بوستون وكان سعر البطاقة الواحدة 100 دولار أمريكي.
لقد عزف جوشوا بيل متخفياً في محطة مترو الأنفاق كجزء من تجربة اجتماعية قامت بها صحيفة الواشنطن بوست عن الإدراك الحسي والذوق والأولويات عند البشر. وكانت الخطوط العريضة للتجربة:
في بيئة عامة مزدحمة وفي وقت غير ملائم: هل لدينا القدرة على استشعار الجمال؟ هل نتوقف لنقدر الجمال ونلاحظ وجوده في حياتنا؟ هل نستطيع أن نميز الموهبة في مكان غير متوقع؟
إذا لم يكن لدينا الوقت للوقوف للحظة وسماع عزف أعظم موسيقي لأجمل مقطوعة موسيقية في تاريخ الفن، يا ترى كم من الأشياء الجميلة الأخرى التي نمر بها ونخسرها........لكن دون وعي