مساهمة في مناهضة العنف ضد الأطفال
مقدمة :
هل الإنسان بطبعه ميال إلى العنف قد يكون هذا السؤال لا مبرر له فألاسئلة الشاملة تحتاج خصوصية الإجابة .
أحد المرات سألوا جلادا
وكيف تجلد الناس
إلا تأخذك رحمة بهم
فأجابهم : هذه مهنتي هذه متعتي .
فالإنسان عندما يمارس العنف ضد أخيه الإنسان . يرجع إلى شريعة الغاب حيث السائد هناك هو العنف والأسد كما يقال سيد الغابة .
الدوافع السيكولوجية للعنف :
العنف من أخطر الظواهر التي تسود المجتمعات راقيها ومتدنيها فالإنسان رجوعا إلى غريزة الحيوان فيه يحاول أن يصادر حرية الأخر أو يلغيه أي بمعنى أن يمارس سلطة عليه أي ممارسة القوة وهذه السلطة هي العنف .
وشخصت هذه الظاهرة السيكولوجية من قبل علماء النفس بما يسمى (السادية ) وهذا المصطلح جاء نسبة إلى (المركيز دي ساد ) فسميت ظاهرة الاعتداء بالعنف على الأخر (سادية ) ولكن يبقى السؤال هنا من أين يأتي دافع العنف هذا .
قد ترى أثنين يتشاجران حد أن يقتل أحدهم الأخر ,وقد ترى العنف مجسدا بإشكال كثيرة إلا تعاني المجتمعات المتحضرة من (عنف الملاعب ) أذن هناك أكثر من دافع للعنف وهن السؤال يبقى هل الإنسان بطبيعته ميال إلى العنف هل الإنسان سادي بطبعه ؟ أم للعنف حواضنه التي تلذ الساديون كثر من رجل الشارع إلى المعلم إلى رب العائلة إلى إلى إلى .. الخ كل يمارس ساديته على طريقته الخاصة .
العنف ضد الأطفال :
لعل من أبشع إشكال العنف على الإطلاق هو العنف الذي يمارس ضد الأطفال وسلطة الأخر هنا مطلقة بالقياس البدني مما يجعل الطفل مستسلما استسلام مطلق لمن يمارس العنف ضده . وقد تتعدد مصادر ومنافذ هذا العنف تبعا للمكنة التي يتواجد الطفل فيها فهناك مثلا ( العنف الأسري ) وهو شائع في كل المجتمعات فسلطة الأب أو إلام تكون مطلقة عادة في الأسرة أو سلطة الأخ الكبير مثلا . فالطفل هنا عرضة لأن يمارس العنف ضده من قبل الأب أو إلام أو الأخ الكبير وقد يأخذ هذا العنف طابع القسوة البشعة وتفنن في ضرب الطفل . هذا من جهة الأسرة إما المكان الأخر الذي ينشاء فيه ممارسة العنف ضد الطفل هو المدرسة والذي نستطيع تسميته بعنف ( عنف المدارس ) فعادة ما يتعرض الأطفال لعنف المعلمين وبالذات في المرحلة الابتدائية وهناك من المعلمين من تلازم كفه العصي وقد كتبت دراسات وبحوث كثيرة عن هذا الشكل من العنف مطالبة بمنعه وأتباع أسلوب التربية الخالي من العنف لكن التعليم وفي أكثر الدول حتى المتحضرة منها لا زال يتبع منهج العصي الأ إن النموذج الرائع الذي ميز ( السويد ) في هذا المجال عن غيرها من الدول , فمنذ خمسون عاما ألقت السويد بعصا المعلم إلى البحر منشاة نظام من التربية خالي من العنف في كل مراحل التعليم وبالذات الابتدائي منها أما الشكل الأخر من العنف ضد الأطفال فهو ما يسمى ( عنف الشارع ) وهذا الشكل الأكثر شيوعا في المجتمعات المتدنية حيث يكثر ما يسمى اللقطاء أو أطفال الشوارع هولاء عادة ما يكونون أكثر قسوة وعنف قياسا إلى غيرهم من الأطفال ذوي الماؤى الأسري فهولاء قد يحترفون الجريمة نظرا للوضع المتردي الذي يعيشون فيه وقد يقع من الأطفال ضحية لهولاء فيمارسون العنف ضده وهم عادة ما يحملون الأدوات الجارحة محترفين بذلك صناعة العنف ضد غيرهم من الأطفال وعادة ما يزج بهم في المؤسسات الإصلاحية التي تعجز إن تعالج من ظاهرة مستفحلة معالجة جذريا أخيرا هل هناك حلول جذريا لمعالجة ظاهرة العنف ضد الأطفال .