لعالم فوق صفيح ساخن أحداث متفجرة ومتلاحقة واضطرابات تنتقل من دولة إلي أخري وتسري هنا وهناك كسريان النار في الهشيم ومابين مشكلات سياسية واقتصادية مثل الاضطرابات الهائلة في أسواق المال العالمية التي يعيشها العالم كل يوم,
البعض يعزو ذلك إلي أخطاء الساسة والحكام والسياسات الاقتصادية الفاشلة في دول العالم كبيرها وصغيرها ولكن ماذا لو كان المسئول عن كل هذا هو الشمس؟ نعم فهذا ما خرجت وكالات الأنباء لتعلنه علينا مؤخرا وعلي الرغم من عدم وجود أدلة كثيرة تؤكد أن ما يجري في الفضاء هو المسئول عن تلك الأحداث الأرضية لكن الشمس تقذف بانبعاثات من الجزيئات عالية الشحنة إلي الفضاء في ظاهرة تعرف علميا باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي. وهذا ما أعلنه موقع (سبيس ويذر) الإلكتروني SpaceWeather.com
وقالت إدارة الطيران الأمريكية إن ثلاثة انبعاثات كبيرة من هذا النوع دفعت علماء الحكومة الأمريكية إلي التحذير من عواصف شمسية يمكن أن تتسبب في انقطاع الكهرباء كما أمكن رصد أضواء الشفق الشمالية الناتجة عن اضطرابات في الغلاف الجوي للأرض علي مسافة امتدت جنوبا حتي انجلترا وكولورادو وأضاف الموقع الإلكتروني مازال المجال المغناطيسي للأرض يشهد أصداء موجة من الانبعاث الكتلي الاكليلي هبت يوم الخامس من أغسطس وأثارت واحدة من أقوي العواصف وقال بعض الاكاديميين إن مثل هذه العواصف الجيومغناطيسية يمكن أن تؤثر علي البشر وتغير أمزجتهم وتدفع الناس إلي سلوك سلبي عن طريق التأثير علي الكيمياء الحيوية لأجسادهم. وتوصلت بعض الدراسات إلي أن حالات دخول المستشفيات لأسباب الاكتئاب تزيد خلال العواصف الجيومغناطيسية كما تزيد حالات الانتحار.
ويحذر العلماء من أن الدورة الشمسية في حالة نشاط ومن المقرر ان تصل للذروة في عام 2013 ومن المرجح أن يهب المزيد من العواصف الجيومغناطيسية علي الأرض خلال الأشهر المقبلة ويقول العلماء في تفسيرهم لهذه الظواهر إن سطح الشمس مليء ببقع تسمي بالكلف الشمسية وهي عبارة عن بقع داكنة وبأحجام مختلفة في طبقة الفوتوسفير وتتألف من منطقة مركزية تدعي منطقة الظل محاطة بمنطقة أكثر إضاءة تدعي بشبه الظل وتكون درجة حرارة البقع أقل بحوالي 500 درجة من درجة حرارة السطح ويعتقد بأنها ظواهر تحدث نتيجة للانفجارات الداخلية غير الاعتيادية في الشمس وتظهر علاماتها علي السطح المرئي علي هيئة سحب كثيفة داكنة وعندما تحدث الانفجارات الشمسية تخرج الرياح الشمسية من هذه البقع علي شكل عواصف مغناطيسية تهدد غلافنا الجوي.
وهذه العواصف هي المسؤولة عن اختلال الاستقبال الإذاعي والتلفزيوني, وعن الاضطرابات الكبيرة في الطقس.
كما أن نشاط البقع الشمسية يزيد احتمال الأعاصير والزوابع فوق المحيطات. ففي الشمس مجالات مغناطيسية قوية, قد تفوق المجال المغناطيسي الأرضي أو الشمسي بمئات أو آلاف المرات, إضافة إلي أنها محاطة بأعاصير هيدروجينية. كما أن العلاقة التي تحكم البقع الشمسية تتبع دورة تتكرر كل 11 سنة. وقد وجد العلماء أن هذه الدورة ترتبط ارتباطا وثيقا بكثير من مظاهر حياتنا. فهي تؤثر علي مستوي مياه الكثير من البحيرات في العالم, وكذلك علي عدد من جبال الثلوج العائمة في البحار, وتسبب اشتداد الجفاف في المناطق الجافة. ويشير العلماء إلي أننا يمكن أن نري تسجيلا دقيقا لهذه الدورات في مقطع أي شجرة. فعند أخذ أي مقطع عرضي لأية شجرة نجد عددا من الحلقات بعضها داخل بعض, وكل حلقة من هذه الحلقات تدل علي سنة من عمر الشجرة, ومجموع هذه الحلقات يحدد لنا عمرها.
ونجد دائما أن الحلقة الحادية عشرة ومضاعفاتها أكثر سمكا من غيرها, نظرا لارتباطها ارتباطا تاما بالدورات الشمسية. وقد تمكن العلماء من قياس هذه الظاهرة بشكل أكثر دقة عن طريق دراسة طبقات الطين المتحجر في الحفريات, فتبين أن سمك مثل هذه الطبقات يخضع أيضا لدورة تتكرر كل 11 سنة.
إضافة إلي هذه الدورات فإن للشمس دورات أخري أطول تتكامل الواحدة منها علي مدي 90 سنة تقريبا.وعن الكيفية التي تؤثر بها الشمس علي الكائنات الحية التي تعيش علي سطح الأرض.يقول العلماء: الواقع أن تأثيرها علينا ناتج من تأثيرها علي الماء _ ذلك المركب الكيميائي المؤلف من عنصرين أساسيين هما الأوكسجين والهيدروجين _ الذي يشكل حوالي 65 % من وزن الجسم, وهو الوسيط الأمثل لإتمام العمليات الحيوية فيه; بل إن جميع العمليات الحيوية في الجسم تجري في وسط مائي. ونحن نعلم بأنه يمكن فيزيائيا تغيير قدرة الماء علي التوصيل بتعريضه لمجال مغناطيسي, وإن كان ضعيفا.
وقد تمت عدة تجارب في مركز أبحاث الفضاء في كولورادو, تبين منها أن الماء شديد الحساسية للتغيرات الكهرومغناطيسية, وقادر علي التغير والتبدل والتكيف الذاتي عند أي تغيير في محيطه بشكل لا يتحقق لأي سائل آخر. بل إن الماء يصل إلي أعلي قدرة له علي التغير والتكيف بين درجتي 35 و 40 _ وهي درجة حرارة الجسم عند ذوي الدم الحار. لذلك نجد أن الماء في كل الكائنات الحية هو المسئول عن نقل تأثير المجال المغناطيسي للشمس إلينا.
ويشير العديد من الأبحاث العلمية إلي أن غالبية الأوبئة الخطرة, مثل الطاعون والكوليرا والتيفود والحصبة الوبائية, تظهر عند أوج النشاط الشمسي الذي يحدث كل 11 سنة. وقد توصل أحد علماء اليابان إلي اكتشاف زيادة مفاجئة في نسبة بروتين الدم عند الجنسين (المعروف أن هذه النسبة ثابتة عند الرجال ومتغيرة عند النساء) عند النشاط الكبير للبقع الشمسية الذي يؤثر علي المجال المغناطيسي الأرضي. كما وجد أن النشاط الشمسي يسبب هبوطا في نسبة الخلايا اللمفاوية في الدم (وهي خلايا صغيرة تشكل 25 % من كريات الدم البيضاء عند الإنسان). كما لوحظ أثناء النشاط الشمسي المكثف تضاعف عدد المرضي الذين يعانون من أمراض تعود إلي نقص الخلايا اللمفاوية.
يضاف إلي ذلك تأثر العديد من الأمراض بالاضطرابات المغناطيسية التي يسببها نشاط البقع الشمسية, ومنها مرض التدرن الرئوي والجلطة الدموية إلخ. وقد بينت الأبحاث وجود صلة قوية بين النشاط الشمسي وهبوط القلب الناتج عن الجلطة, حيث وجد أن الأشعة الشمسية تساعد علي تكوين الجلطات بالقرب من الجلد, وأن هذه الجلطات هي التي تؤدي إلي الانسدادات المميتة في الشريان التاجي.. الثابت من هذا كله أن الكثير من وظائف الجسم تتأثر بالتغيرات التي تحدثها الشمس في المجال المغناطيسي الأرضي.
والتأثير الأكيد يكون منصبا علي الجهاز العصبي نظرا لاعتماده في عمله أساسا علي نظام خاص من المنبهات, كالإثارات الكهربائية. وحتي الحوادث اليومية الأخري, مثل حوادث المرور, تزداد إلي أربعة أضعاف معدلها الطبيعي في اليوم التالي للانفجارات الشمسية.
عالم آخر يؤكد ارتباط مزاج الإنسان بفعالية الشمس ويقول Dull الذي درس حالات الانتحار التي حدثت بين 1917 و1932 في برلين وكوبنهاجن وفرانكفورت وزيورخ إن عدد حالات الانتحار يرتفع بشكل ملحوظ عندما يزداد النشاط الشمسي بشكل مفاجئ. إذ لاحظ أن عدد حالات الانتحار يرتفع بنسبة 8 % في الأيام التي يحدث فيها ازدياد الفعالية الشمسية. ويري بعضهم في هذه الحصيلة دليلا علي وجود اضطرابات في الجهاز العصبي تحدثها تغيرات مصاحبة في حالة الهواء الكهربائية. وإذا كانت دراسة Dull تعود لما قبل الحرب العالمية الثانية وتنقصها بعض الدقة الإحصائية, فقد أكد علماء آخرون من بعده وجود علاقة بين الانتحار والنشاط الشمسي. فقد أكد الدكتور أورمينيي من بودابست, بعد دراسته 2240 حالة انتحار أو محاولة انتحار مسجلة في عام 1964, علاقة هذه الحالات بالنشاط الشمسي.
واحتمال أن تكون النتيجة الملاحظة محض مصادفة يقل عن 1 %. ويذكر العالم ذاته بعد جمعه معطيات تتعلق بـ5479 حادث سير حدثت في بودابست بين عامي 63 و 64 أن العواصف الجيومغناطيسية ترافقت بارتفاع نسبة الحوادث بنسبة 101 %.
وقد خلص الباحث إلي أن العواصف المغناطيسية خطيرة جدا, خصوصا إذا ترافقت بهبوط مفاجئ في الحرارة. ويضيف: يمكن استنادا إلي ملاحظاتنا إعطاء توقعات منتظمة عن عدد حوادث العمل إذا كان بمقدور علماء الفضاء التنبؤ بنشاط الشمس. وقد سمحت بعض التنبيهات بتخفيض عدد الحوادث بنسبة 10 _ 20 % في الصناعة.
وفي عام 1952 خلص باحث آخر هو Martini, بعد دراسته لحوادث العمل (حذف منها الحوادث التي سببها خطأ فني مرده نقص أو ضعف في الأدوات, كما حذف الحوادث الكارثية, واحتفظ بالحوادث التي يسببها خطأ مرده عدم انتباه العامل وتعبه) إلي أن عمال المناجم يتعرضون لعدد أكبر من الحوادث في الأيام التي يحدث فيها تغير مغناطيسي قوي.
أما الأيام الهادئة ففقيرة بعدد الحوادث. لم تلق أبحاث Dll و Martini صدي كبيرا في الأوساط العلمية, كما لم تلق قبولا كاملا من جانب المختصين _ إلي أن نشرت المجلة الإنجليزية المعروفة Nature أعمال ثلاثة باحثين أمريكيين. فقد أراد طبيبان من نيويورك H. Frieotman وR. O. Becker, يساعدهما جيوفيزيائي هو C. H. Bachman, أن يعرفوا ما إذا كان سلوك المرضي النفسيين يتأثر بتبدلات العوامل الجيوفيزيائية ذات المنشأ الشمسي.
وقد بحثوا عن معيار موضوعي لقياس ازدياد هذه الاضطرابات عند المرضي النفسيين فتركز اختيارهم علي عدد القبولات اليومي لمرضي جدد في المشافي النفسية في نيويورك, وجمعوا 28642 حالة ما بين 1 أول يوليو 1957 و 31 أغسطس 1961, ثم قاموا بحذف كل العوامل الاجتماعية والإدارية التي تلعب دورا في عدد القبولات اليومي بحيث يتجنبون أي ارتباط خاطئ, وقارنوا المعطيات المتبقية لديهم بدالة جيومغناطيسية تقاس كل ثلاث ساعات في المرقاب المغناطيسي في فريدريكسبورغ في ولاية فرجينيا.
وقد لاحظوا أن عدد القبولات يرتفع بشكل ملحوظ في أيام العواصف المغناطيسية الكبري. وكتبوا يقولون: لقد لاحظنا علاقة مهمة بين الاضطراب النفسي الذي يعكسه عدد الداخلين إلي المشفي وشدة حقل الأرض المغناطيسي. كل شيء يحدث كما لو أن الأنظمة التي تحكم سلوك الإنسان تتأثر بحقول قوي خارجية. هكذا جذب انتباهنا بعد مهمل يهم علم النفس المرضي مثلما يهم السلوك الإنساني الطبيعي.
ومن بين الأصوات المعارضة لهذه الأبحاث الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك حيث يقول: تأثير النشاط الشمسي مثل البقع الشمسية والانفجارات يمكن أن يؤثر علي المجال المغناطيسي للارض وهذا المجال المغناطيسي مصمم عليه الجهاز العصبي للإنسان ولكن 90% من علماء الشمس يرفضون هذا الكلام ولا نجد إلا %10 من العلماء يؤيدون هذا الكلام ويضيف الدكتور مسلم شلتوت أنا لست مع هذه النظرية في أن السبب الرئيسي في حدوث البراكين والزلازل الشمس لأننا نجدها تحدث أيضا عندما تكون الشمس في أقل نشاطها وبالتالي النشاط الشمسي نستبعده من الزلازل ووقوع الحوادث والبراكين فهي نظرية لم تحدث ويدعون أيضا أن هذا النشاط الشمسي مرتبط بالحروب والثورات والبعض ربطه بدورات الإنفلونزا ودورات القمح من حيث إذا كان نشاط الشمس عاليا, فالإنتاج يكون مرتفعا والعكس ولكن معامل الارتباط بين هذه الحوادث والنشاط الشمسي في اعتقادي ليس عاليا.
[b]