Bookmark and Share
العمل من المنزل حلم يراود الكثيرين للتخلص من الزحام المروري ولعدم قدرة الحكومة علي تهيئة بيئة العمل المناسبة للموظف ولأن هذا النظام سيمثل بديلا مناسبا عن الوجود المكتبي
لذا كشف الوزير المفوض لوزارة الدولة للتنمية الإدارية د. أشرف عبدالوهاب, عن أن الحكومة تدرس إرساء نظام العمل من المنزل في جميع القطاعات التابعة للجهاز الإداري للدولة, وذلك بعد نجاح التجربة علي أرض الواقع بين موظفي الوزارة.وأضاف الدكتور أشرف عبدالوهاب أن تطبيق نظام العمل في المنزل يتم في بعض الحالات التي تسمح طبيعة عملها بالقيام بواجبات الوظيفة عن بعد دون الحاجة للوجود الفعلي في مقر العمل
خصوصا بالنسبة للذين لا تسمح ظروفهم الحياتية بالوجود يوميا في مقر العمل, مشيرا إلي أن هذا النظام أثبت نجاحا كبيرا عند تطبيقه في محيط جزئي من الجهاز الإداري للدولة.كما أنه سيمثل بديلا مناسبا وسيوفر تكلفة الوجود المكتبي.
وعن هذه التجربة تتحدث الدكتورة آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الألمانية وعضو المجلس الأعلي للثقافة هذه التجربة تعد خروجا عن الطابع التقليدي في حل مشاكل البطالة ويمكن تطبيق هذه التجربة علي بعض الوظائف التي لا تتعامل مع الجمهور ويوجد في الجهاز الإداري حوالي 6.5 مليون موظف وهذا الجهاز يحتاج إلي 1.5 مليون موظف فقط كما أن العمل الإداري يؤدي إلي الازدحام المروري ولهذا فالعمل من المنزل يستخدم آليات التحفيز
ولابد أن يعتمد علي التكنولوجيا في تحقيق هذه الآليات والمهم النتيجة النهائية لهذا العمل فيمكن لمديري الإدارة طرح العمل من المنزل في بعض أيام الأسبوع ويمكن أن تتم ممارسة هذا العمل من خلال البريد الإلكتروني مما يوفر الكثير من الجهد والتعب ومن خلال القطاع الخاص يمكن تشغيل عدد كبير من الشباب بموجب العمل من المنزل حتي يتم توفير جزء من الرواتب لأن هذا العمل ليس وظيفة كاملة ولا يشترط فيه التفرغ وتحدد الدكتورة آية ماهر مزايا العمل من المنزل:
أولا: تقليل التكدس المكتبي في القطاع العام ثانيا: لدينا ضعف في الأجور ولهذا يتم التوازن في الحضور بشكل أقل وليس يوميا مما يقلل من الجهد المبذول وبالتالي يقل الأجر
.ثانيا: لدينا ضعف في الأجور ولهذا يتم التوازن في الحضوربشكل أقل وليس يوميا مما يقلل من الجهد المبذول وبالتالي يقل الأجر
ثالثا: القطاع الخاص لا يستطيع توفير وظيفة كاملة بمكاتب للعاملين وغير ذلك .
رابعا: هناك الكثير من السيدات لا يستطعن الحضور كل يوم وهؤلاء يمكن موازنة أوقاتهن بالعمل بنظام العمل من المنزل ليتوازن مع الظروف التي يمر بها هؤلاء سواء لوجود أطفال رضع أو غير ذلك.
خامسا: نظام العمل عن بعد مفيد في كثير من الوظائف البحثية والوظائف الإدارية والعلاقات العامة وغيرها حيث يوجد في الجهاز الحكومي 23 مليون عامل يذهبون للعمل ويعودون في وقت واحد مما يحدث الأزمات المرورية .
سادسا: يجب متابعة العمل عن بعد بواسطة جهات تفتيشية في إدارات العمل المختلفة من خلال الإدارة بالأهداف أي المحاسبة علي المنتج النهائي للعامل وليس ساعات الحضور في العمل
وتري الدكتورة آية ماهر أن الجهاز الإداري في مصر يقع في مستويات متدنية علي مستوي العالم حيث يحتل المركز الثامن والعشرين بعد المائة من بين مائة وثلاثة وثلاثين دولة وترجع هذه المشكلة إلي وجود 23 مليون موظف منهم 6.5 مليون في القطاع الحكومي و16 مليونا موزعين بين القطاع الخاص والقطاع الحر ومعظم هؤلاء لا يملكون القدرة الكافية للتعامل مع التكنولوجيا كما يوجد ما يقرب من 3 ملايين عاطل 91% منهم في المرحلة العمرية من 19 إلي 35 سنة وهم من خريجي الجامعات والمعاهد العليا وإذا أتيحت لهؤلاء فرصة العمل عن بعد سوف يتقدم الجهاز الإداري بشكل كبير.
وفي دراسة ميدانية أجراها الدكتور حسين شحاتة - أستاذ المحاسبة بكلية التجارة بجامعة الأزهر تبين أن المرأة العاملة خارج بيتها تنفق من دخلها 40% علي المظهر والمواصلات, أما تلك التي تعمل في بيتها فهي توفر من تكلفة الطعام والشراب ما لا يقل عن 30%. وخلصت الدراسة إلي أن المرأة التي تمكث في البيت توفر ما لا يقل عن 70% من الدخل الذي يمكن أن تحصل عليه, بل يمكنها أن تحقق دخلا أكثر مما تحققه الموظفة;إذ تستطيع أن تحول بيتها إلي ورشة إنتاجية بأن تصنع في وقت فراغها ما يحتاج إليه بيتها ومجتمعها.
وفي أمريكا مثلا يطبق هذا المشروع وهو العمل عن بعد, فقد كشفت دراسة نشرت في أكتوبر سنة 1996م, أن ما يقرب من 46 مليونا من أصحاب الأعمال المنزلية في أمريكا- معظمهم من النساء- يعملون من منازلهم لإيجاد موازنة أفضل بين العمل والأسرة, ويكسبون دخلا أكثر من دخل أصحاب المكاتب بحوالي 28%. وذكر التقرير الصادر عن الأمم المتحدة عن القيمة الاقتصادية لعمل المرأة في البيت أن النساء الآن في المجتمعات الصناعية يساهمن بأكثر من 25% إلي 40% من منتجات الدخل القومي بأعمالهن المنزلية.
تجارب من الحياة
في تجربة لزوجة في الثامنة والعشرين من عمرها وأم لطفلة واحدة تقول درست علوم الحاسب الآلي وعملت بمجال تصميم مواقع الإنترنت قبل زواجي, ولكن اتفقت مع زوجي علي ترك العمل والتفرغ للمنزل, والأولاد بعد الزواج, ولكن ظروف عمل زوجي التي تجعله أكثر الوقت خارج البيت جعلت لدي الكثير من وقت الفراغ الذي دفعني للعمل من البيت, وكانت فكرة تصميم المواقع هي أنسب مشروع بالنسبة لي فمتطلبات المشروع ما هي إلا جهاز كمبيوتر
وقمت بعد ذلك بالإعلان عن نفسي في إحدي المجلات, كما قمت بإجراء اتصالات بالشركة التي كنت أعمل بها سابقا وأخبرتهم باستعدادي للعمل من البيت, وبالفعل بدأت باستقبال طلبات من الشركة إلي جانب بعض الشركات التي قرأت إعلاني في المجلة, واستفدت كثيرا أولا بشغل وقت فراغي إلي جانب العائد المادي المجزي الذي يعود علي من هذا المشروع, وفي الوقت ذاته لم أترك بيتي وطفلتي وأتحمل مشاكل الخروج للعمل.
وفي تجربة أخري لأم هي حاصلة علي دبلوم تجارة,وهي وأرملة ولها طفلان تقول: تزوجت بمجرد انتهائي من التعليم ولم يكن لدي أية خبرة في أي عمل, ولكن شاءت الظروف أن يتوفي زوجي ولدي طفلان, فساعدتني إحدي الأخوات علي تعلم الكتابة علي جهاز الكمبيوتر, وعرفتني علي أحد مكاتب الترجمة والكمبيوتر, وعملت معهم من بيتي في كتابة الرسائل العلمية بعد شراء جهاز كمبيوتر في البيت, وبهذا استطعت أن أوفر مصدرا للرزق لي ولأولادي دون أن أتركهم وأعمل من الخارج.
وتؤكد د. فؤادة هدية أستاذة التربية بالمعهد القومي للطفولة والأمومة أنه يمكن للعمل عن بعد أن يساهم في حل مشاكل الكثير من السيدات العاملات خصوصا في فترة حضانة الأولاد حتي لا تنقطع المرأة عن عملها في هذه الفترة الحرجة من حياتها فكثير من الأسر تعتمد اعتمادا كبيرا علي راتب الزوجة وفي نفسة الوقت يحتاج الطفل إلي رعاية أمه كما أن المرأة التي تعمل في مجال القطاع الخاص ليس لديها إجازة رعاية طفل التكنولوجيا تنمي العمل
ويري الدكتور سمير مصطفي أستاذ الاقتصاد بالمعهد القومي للتخطيط أن العمل عن بعد يحتاج إلي متطلبات العصر من معرفة كافية بطرق التكنولوجيا التي تنمي الأعمال المختلفة كما أن العمل عن بعد يوفر الجهد المبذول في رحلة الذهاب والعودة من العمل كل يوم ويمكن تطبيق هذا النظام من خلال الحكومة الإلكترونية التي تستوجب مهارات معينة يتمتع بها الأفراد في الجهاز الإداري ولهذا يجب إطلاق حملة للقضاء علي أمية الكمبيوتر ولكي تنجح هذه الفكرة لابد من التأهيل الجيد للموظفين لاستخدام الحواسب والهواتف المحمولة لتساعدهم في العمل عن بعد.
العمل عن بعد يحتاج إلي ثقافة عالية هكذا بدأحديث الدكتورة سوسن الغزالي أستاذة الصحة العامة والطب السلوكي ورئيسة قسم طب المجتمع بجامعة عين شمس وأضافت هذه الفكرة مطبقة في كثير من بلاد العالم لكنها تحتاج إلي تدريب جيد علي الإنترنت ليتم توصيل العمل المطلوب بطريقة جيدة كما أنه يمكن للأجيال القادمة الاستفادة من هذا المشروع لأنها تملك قدرة أكبر في التعامل مع التكنولوجيا .[b]