قات
70% من العلاقات الرومانسية في العمل تنتهي بالفشل
تحذير من: جيهان لطفي
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
العلاقات الإنسانية في العمل شديدة الخصوصية ومتشابكة الأبعاد بين الزملاء, فبحكم التقارب المكاني والنفسي كثيرا ما تنشأ علاقات عاطفية وتتوج بالزواج وأحيانا أخري لا توفق,
تري ماهي العوامل وراء الفشل أو النجاح؟ وهل يرتبط ذلك بنوعية العمل أم بسمات الشخصية؟ وكيف يكون تأثير المناخ المحيط أو ما يسمي بجو العمل؟ وقد توصلت دراسة جديدة إلي أن العلاقات الرومانسية في مكان العمل لا تذهب جميعها أدراج الريح, بل كشفت الإحصائيات أن ثلثها ينتهي بالزواج.
وأورد موقع 'لايف ساينس' الأمريكي أن الدراسة التي أعدها موقع 'كاريربيلدر' الأمريكي للتوظيف وجد أن 30% ممن ينخرطون في علاقة عاطفية مع زميل في العمل ينتهي بهم الأمر بالزواج.
وأفاد 38% من العمال أنهم خرجوا مع زملائهم في العمل بمواعيد عاطفية مرة علي الأقل في حياتهم الوظيفية, فيما قال 17% إنهم فعلوا ذلك مرتين.. وأشارت الدراسة إلي أن قرابة 20% ممن شملهم الاستطلاع اعترفوا بأنهم فعلوا ذلك, فيما قال28% إنهم خرجوا مع شخص أعلي منهم مرتبة في الشركة.
ورغم اعتبار الخروج مع المشرف في لقاء عاطفي, أمرا محظورا لدي معظم الشركات.
وظهر أن هذا الأمر يكثر بين موظفي المجالات الصناعية, والخدمات المالية, والنقل, والمعلوماتية, والتكنولوجيا, والرعاية الصحية.
وذكر 37% من العمال إنهم كانوا مجبرين علي علاقتهم مع زميل لهم.
وربما يري البعض أن مناخ العمل في مكان واحد وما يترتب عليه من تقارب ونضج شخصية وتوافر الإمكانات المادية يزيد من إمكانية نجاح العلاقات الرومانسية في العمل.
ويقول أيمن السيد محاسب إن مكان أو مجال العمل الواحد ليس شرطا للنجاح لأنه قد يحمل في الوقت ذاته عدم الوضوح أو الخداع للآخرين سواء زملاء أو شخص منهم مثار إعجاب, فالعديد من البشر يخفي كثيرا من جوانب شخصيته الحقيقية والتي يصعب كشفها إلا من خلال العشرة الحقيقية لارتباط حقيقي فإذا كانت هناك نماذج خطبه أو زيجات فاشلة لأن الطرفين لم يتعرفا علي بعضهما بشكل جاد أو فعال فما بالنا بزملاء العمل حيث يحرص البعض علي التحفظ أو الظهور بمثالية أو خلاف الحقيقة أمام الزملاء.
في حين تري إيناس محمد محامية أن مجال العمل وطبيعته يلعبان دورا مهما في التقارب من عدمه وهل يسمح الحوار والنقاش بموضوعات تخص العمل أم قضايا عامة وهل هناك مجال لبروز الجوانب الحقيقية للشخصية أم لا؟ خصوصا أن الإدراك الحقيقي لمدي النضج لا يقاس بسهولة.
ومن الزيجات الموفقة في عمل واحد رجاء محمود ومحمد مصطفي زملاء مدرسة واحدة ويقول الزوج إن قصة الارتباط ترجع إلي عشر سنوات منذ التحاقهما بالعمل في نفس الفترة وأن نجاح الزيجة لأنه تعرف وأعجب بالإنسانة عن قرب وعلاقاتها المحترمة مع الجميع ومساندتها لمن يحتاج منهم وتتفاني في ذلك وبعد الزواج استمرت في ذات الإطار من الاحترام والتوازن وحسن تقدير الأمور فلم تتسلل لنا الغيرة أو نربط تعاملات الزملاء مع أحدنا بمعاملتهم للآخر.
وفي عالم الصحافة هناك العديد من النماذج الناجحة للارتباط الموفق وتقول الزوجة إن الزواج الناجح في مجال العمل الواحد بالنسبة لنا أنا وزوجي جاء من خلال تقارب فكري ونفسي علي مدار فترة زمالتنا حيث المواقف والتجارب المشتركة فكان الإعجاب والمصارحة التي توجت بالزواج وربما كانت البداية رومانسية والتي كانت مثار تعليق العديد من الزملاء إلا أننا أثبتنا أنه لا توجد نهاية للرومانسية بل بداية واستمرارية طالما هناك رغبة صادقة من الطرفين.
وفي إحدي الشركات ذات الطبيعة الخاصة تري منال مهندسة أن الرومانسية أو الارتباط في العمل أكذوبة حيث بعد الإعجاب المتبادل في البداية مع أحد الزملاء والذي تحطم علي صخرة الواقع لان شخصية الرجل الشرقي بنظرته الذكوريه وغيرته من نجاحها أو تميزها بالإضافة إلي نصائح وتدخلات الزملاء التي أسفرت عن إبراز العيوب والمشاكل رغم نبل النوايا لدي البعض لتفشل العلاقة العاطفية بشكل نهائي.
أما ايهاب سعيد موظف فيري أن نجاح العلاقات العاطفية من عدمها أو الزواج يرجع إلي شخصية الرجل ومدي شخصيته ونضج العلاقة العاطفية ومجال العمل الواحد كما يوجد به من يرحب ويسعد بارتباط ما هناك من لا يشعر بالمثل ويسعي لإحباط هذه المشاعر ولذا ما أن ارتبطت بزوجتي والتي كانت زميلة لي حتي طلبت نقلي لإدارة أخري حتي أرفع الحرج عن كلينا في علاقتنا بالزملاء ولا نتعرض لمشاكل العمل الواحد
أما آلاء سكرتيرة فقد فشلت تجربة الارتباط مع أحد زملائها.
وقد يري البعض أن عدم جدية المشاعر يرجع إلي غياب الرغبة الواضحة في ارتباط ناجح وأن التسلية والشعور بالفراغ عامل مؤثر فيتسلي الموظف لشعوره بفراغ في الوظيفة كما تؤكد أحدث الدراسات.
فقد أكدت دراسة علمية حديثة أجراها مجموعة من علماء النفس بجامعة سري بالمملكة المتحدة أن الرجال يميلون إلي مغازلة صديقاتهم في العمل بسبب شعورهم بالملل الشديد من مهام وظيفتهم بالإضافة إلي افتقارهم إلي الحس العاطفي..وأظهرت الدراسة التي أجريت علي 200 شخص أن الرجال الذين يعشقون مغازلة النساء هم أقل رضا عن وظائفهم وهم أكثر شعورا بالملل خاصة أوقات العمل, فالحقيقة هي أن المغازلة لا تدل علي الشغف والسلوك العاطفي بل هي أكثر تعبيرا عن السأم والضجر.
وأكد الباحثون أن الرجال الذين يقومون بمغازلة صديقاتهم في العمل هم أقل فهما لـ'الذكاء العاطفي' وأقل إحساسا بمشاعر الآخرين ولا يستطيعون السيطرة علي مشاعرهم, مشيرا إلي أن هناك دراسات سابقة أكدت أن النساء اللائي يقمن بمغازلة زملائهن من الرجال في مكان العمل هن أكثر سعادة في وظائفهن.
وقال علماء النفس بجامعة سري بالملكة المتحدة أن العديد من الأشخاص اعتقدوا أن المغازلة هي أقصر الطرق لتحسين فرص كثير من الرجال والنساء في الحصول علي ترقية مناسبة بالعمل, مشيرا إلي أن الدراسة وجدت العكس تماما, لأن الأشخاص الذين يقومون بالمغازلة هم أسوأ أداء في العمل, وأقل رضا عن وظائفهم.
وناقش علماء النفس نتائج الدراسة في مؤتمر الجمعية البريطانية النفسية السنوي في لندن, مشيرين إلي أنه علي الرغم من أن المغازلة قد تبدو طريقة رومانسية, إلا أن الكثير يفعلها لجذب الانتباه ولتحسين العلاقات الاجتماعية.
وتقول د. سامية صالح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن مجال العمل وما يشمله من احتكاك مستمر بين الطرفين والتعرف علي الآخر عن كثب وقبل الارتباط العاطفي هناك ارتباط عقلاني فهناك أزمات ومواقف تمر واتجاهات تدرك ولذا من الممكن أن يشتركوا في مشاعر معينة نحو المحيطين سواء للقبول أو الرفض للإدارة أو سلوكيات زملاء أو الظروف المحيطة بشكل ما وبالنسبه للتجارب الموفقه للارتباط في مجال العمل فإنه ينبع من التقارب بحكم العمل وأن لديهما أوجه تقارب أكثر من أوجه الاختلاف وكل طرف يدرك ما يقبله الآخر وما يرفضه وفي كل مكان ومجال عمل هناك اختلافات ومتشابهات وبعد تجارب وخبرات مختلفة يتولد التوجه بالإيجاب أو السلب نحو الآخر
ومن هنا تنجح العلاقة أو تفشل. أما التجارب الناجحة لوجود ما يسمي بالكيمياء التي تربط بين الطرفين والأمور المشتركة بنسبة كبيرة وبعد الزواج ومرور سفينة الزواج في بحر الحياة اما أن تستمر أوجه الاتفاق أو تتلاشي شيئا فشيئا وتفسح المجال لفشل العلاقة وعدم استمرارها وهذا لا علاقة له بوجودهما في مكان عمل واحد ولا يظهر إلا الشعور بالخديعة أو المصالح الخاصة وهكذا أن النجاح الحقيقي يتوقف علي المشترك بين الطرفين التسامح التغاضي العطاء الرغبة الأكيدة في الاستمرار والإرادة الأساسية من الطرفين أن يتقابلا في منتصف الطريق خاصة اذا قابلتهما الانواء الصعبة ولا علاقة للنجاح أو الفشل بنوعية المجال وشاهدنا نماذج ناجحة في مجالات عديدة الفن والصحافة والتدريس.
وتضيف د. ساميه صالح أن العلاقات تتغير بعد الزواج مع الزملاء والزميلات إلا أن عوامل السن والوظيفة ومدي نضج الطرفين يلعب الدور الأساسي في العلاقة السوية مع الزملاء وكذا الفئة الاجتماعية وعندما تكون الغيرة علي الطرف الآخر في النطاق المقبول وكذلك عدم الغيرة من شريك الحياة خاصة في بعض المجالات أو الهيئات أو الأشخاص ذوي الطموح العالي وإن كان هذا ليس بصفة عامة فهناك شخصيات عملية بطبعها وأخري رومانسية وتعد طبيعة العمل ونسبة انشغال الموظف في عمله ومدي الوقت الذي يشعر فيه بإمكانية التفكير في شيء آخر.
وفي النهاية تري د. سوسن الغزالي أستاذ الصحة النفسية والسلوكية بجامعة الأزهر أنه عندما تكون هناك علاقة رومانسية في العمل واضحة لكل الزملاء فالمشكلة تكمن في أن بعض الأطراف المحيطة سواء بالشاب أو الفتاة تكون أما وسيلة للتقريب أو عرض المشاعر أو السبب في مشاكل بين الطرفين وأعتقد أن العلاقات العاطفية في مجال العمل ينبغي أن تكون في طي الأسرار والخصوصية إلي أن يعلن الارتباط الرسمي فهذا الزميل يعرض رأيه والآخر وجهة نظر وهكذا ولا ننكر صدق أو زيف النوايا فقد يكون هناك من لا يتقبل هذه المشاعر لسبب أو لآخر وهنا قد نفتح الباب لتلاسن وفقدان ثقة وبالتالي هنا الـ30% هي النسبة الحقيقية الموفقة أما التي تفشل والتي عادة ما تكون علي الاغلب لتدخلات من الآخرين المحيطين سواء الشاب أو الفتاة
وربما هناك ما يجهله أحدهما عن الآخر وقد يؤدي هذا إلي ما لا تحمد عقباه, والعمل بيئة مكشوفة والبعض يتدخل ويظن أنه يسعي للخير إلا أنها تؤدي إلي الشر والخراب ويمكن لمن يمر بتجربة الارتباط أن تكون المكاشفة للصديق المقرب أو الصديقة بالنسبة للفتاة ولا تتعدي الفضفضة إلي ما يمس الخصوصية بين الطرفين وفي بعض الأحيان قد تنعكس بيئة العمل علي الطرفين فيما يسمي الغيرة المهنية بين شريكي الحياة فهناك في الطب مثلا زواج بين أبناء الدفعة الواحدة يعملون في نفس المستشفي وبعد فترة قد يحدث فشل أو انفصال فقد يقول أحد المحيطين إنك كنت تستحق زيجة أفضل أو أن اختيارك لم يكن موفقا أو التقليل من طرف لحساب الآخر فهنا الإنسان يأخذ موقفا ويمكن أن تفشل
وهنا يكون انفصال وفشل زواج وليس مجرد فشل علاقة عاطفية وتزداد الغيرة المهنية خاصة مع تفوق المرأة أحيانا عن الرجل لذا قد يفكر في تحطيمها ولم يشعر بهذا في البداية حيث قد يدعي البعض أنه ليبرالي أو مودرن في حين أنه بعيد كل البعد عن ذلك وأنا أنصح كل طرف أن يكون نفسه دون تمثيل وألا يحاول تحوير طباعة من أجل الآخر فإذا كان احدهما اجتماعيا يظل كما هو بعد الزواج واذا كان متحفظا لا يدعي خلاف ذلك ولكن في اطار أهم هو التقدير والاحترام والاحتواء لشريك الحياة والذي هو زميل العمل في الوقت ذاته وإن كان يفضل ألا يعملا في ذات القسم أو الإدارة فيمكن أن يكون العمل واحدا ولكن لا يكون التقارب لصديق لأن الخصوصية في العلاقة مع الزملاء أمر مطلوب ولابد من مساحة للحوار والتفاعل.[b]