تمثل الآن جراحات تصحيح عيوب الإبصار ثورة بكل المقاييس في عالم جراحات العيون. وقبل أن نعرف لماذا نتجه الي جراحات العيون فلابد أولا أن نعرف الأسباب التي تجعلنا نلجأ إلي هذه الوسائل المستحدثة والتي اصبحت تجري بصورة سلسة وبدون مشاكل للمرضي
والدكتور أمجد العدوي استشاري طب وجراحة العيون عضو الجمعية الأمريكية لجراحات المياه البيضاء و تصحيح عيوب الإبصار بجامعة القاهره يوضح لنا الأسباب فيقول لقد خلق الله عز و جل العين وأعجز في خلق المنظومة البصرية لهذا العضو الدقيق و المهم في جسم الإنسان.
فالمنظومة البصرية المثالية للعين تعمل علي أن توقع صورة الأشياء التي ننظر إليها علي نقطة محددة في الشبكية وهي ما تسم بمركز الإبصار. أما إذا عجزت المنظومه البصرية للعين عن ذلك, ولم تقع صورة الشيء المنظور إليه علي مركز الإبصار بدقة, أصبحت الصورة المرئية لهذا الشيء غير واضحة بشكل كامل وهذا ما يطلق عليه عيوب الإبصار. والتي تنقسم إلي ثلاثة أنواع هي: قصر النظر, وطول النظر والاستجماتزم.
الليزر وتصحيح البصر
يقول لقد شهدت جراحات تصحيح عيوب الابصار بالليزر والمعروفة باسم 'ليزك' تطورا كبيرا في العقد الأخير. فقد تبارت الشركات العالمية في تطوير واستحداث الأجهزة المستخدمة في هذا النوع من العمليات, فأصبحت الأجيال الجديدة من هذه الأجهزة أكثر فاعلية وأمانا و تغلبت علي مشاكل كثيرة كنا نعاني منها مع إستخدام الأجيال الأولي لهذه الأجهزه مما يوفر للراغبين في إجراء هذا النوع من الجراحات قدرا كبيرا جدا من الأمان و الاطمئنان و الحصول علي أفضل جودة للنظر بعد العملية قد تكون في بعض الأحيان أفضل من النظر بإستخدام النظارة الطبية قبل العملية. بل إن هذه الأجهزه الحديثة أدت إلي انخفاض نسبة حدوث أي مضاعفات إلي نسب أصبحت شديدة الندرة.
ويقول د. أمجد: يقوم الشخص الراغب في إجراء عملية الليزك بإجراء فحص شامل للعين بواسطة طبيب متخصص. بعد ذلك يتم إجراء فحص آخر للعين لتحديد سمك القرنية وتضاريسها بشكل دقيق مع استبعاد وجود أي مشاكل فيها مثل القرنية المخروطية والتي تمنع إجراء عملية الليزك في حال وجودها. يقرر الطبيب المتخصص بعد الاطلاع علي نتائج هذه الفحوصات إذا كانت عملية الليزك تناسب هذا الشخص أم لا.
كما يقول إن هناك شريحة من الذين يستخدمون النظارات الطبية أو العدسات اللاصقه لا يمكنهم إجراء عملية الليزك نظرا لأن سمك القرنية لا يسمح بذلك. في تلك الحالة نقوم بإجراء تصحيح الإبصار بالليزر بواسطة عملية أخري بديلة تسمي PRK وهي تشبه إلي حد ما عملية الليزك ولكنها تستوجب وضع عدسة لاصقة علي العين بعد العملية لمدة لا تزيد علي أربعة أيام في أغلب الأحوال وتعطي نتائج مماثلة لعملية الليزك من حيث الأمان وجودة الإبصار.
لم يقف التطور في جراحات تصحيح عيوب الإبصار عند هذا الحد. بل إن هناك شريحة أخري من مستخدمي النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة لا يمكنهم إجراء الليزك لأن درجات عيوب الإبصار عند هؤلاء تتخطي الحد المسموح بتصحيحه بالليزك مثل الدرجات العاليه لقصر النظر و طول النظر بل إن هؤلاء الأشخاص قد يعانون بقدر أكبر من غيرهم نظرا لسمك النظارة الطبية مما يمثل ثقلا في وزنها وشكلا قد يكون غير مقبول لدي الكثيرين منهم. يمكننا الآن مساعدة هذه الحالات من خلال إجراء جراحات بديلة لليزك مثل زرع العدسات داخل العين والتي يتم إجراؤها بنسب عالية من النجاح وتتيح الفرصة لمثل هذه الحالات للاستغناء التام عن النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة وقد تعطي جودة من النظر أفضل مما كانت عليه باستخدام النظارة الطبية السميكة قبل العملية.[b]