محمد فوزى البلقينى المشرف العام لمنتدى عالم بلا حدود
عدد المساهمات : 17662 نقاط : 34130 تاريخ التسجيل : 03/10/2009 العمر : 73
| موضوع: ابناء//وضحايا حكايات من الزمن الردىء الأربعاء 9 مايو 2012 - 7:17 | |
| أبناء ضحايا انتقام الآباء | | | جريمة ترصدها: أميمة رشوان |
|
| | | |
| | <="" p="" border="0"> |
| |
لم أكن أتخيل أن تصل هذه الرغبة بشخص إلي الدرجة التي تجعله يقدم علي إزهاق روح بريئة .. فما بالنا إذا كانت هذه الروح جزءا من هذا الشخص وفلذة كبده.. نعم .. فقد تكررت هذه الجريمة النكراء بصورة كبيرة في الفترة الماضية .. واحتلت مكانا ثابتا في صفحة الحوادث وهي جرائم قتل الآباء للأبناءانتقاما من الطرف الآخر وهذه نماذج من هذه الحوادث.
سائق وصديقته يعذبان طفلته حتي الموت لبكائها المستمر, حيث تجرد سائق وصديقته من مشاعر الرحمة .. وعذبا ابنته الطفلة حتي الموت لتضررهما من بكائها المستمر حزنا علي فراق والدتها التي تركتها وتزوجت من آخر, وكشفت التحقيقات أن السائق المتهم 37 سنة طلق زوجته منذ أربعة أشهر .. وتركت له الزوجة طفلتها الوحيدة شهد عامان .. إلا أنه ارتبط بعلاقة غير شرعية مع جارته .. ودأب علي اصطحابها إلي شقته بمنطقة حلوان وبسبب حزن الصغيرة علي فراق والدتها وسوء معاملة أبيها كانت تنتابها حالات بكاء وصراخ مما دفع المتهم وصديقته إلي كي جسدها بنصل سكين ملتهب واطفاء السجائر في فروة رأسها ووجهها حتي فارقت الحياة من شدة التعذيب.
أما هذا الأب .. فقد قام بقتل ابنه الرضيع ذي الشهرين ضربا وركلا .. ولم يهدأ إلا بعد أن راح يدخن السيجارة المحشوة بالبانجو معتقدا أن النحس قد زال عنه بزوال الرضيع .. وأن الحياة سوف تبتسم له .. وفجرت الأم مفاجأة .. وهي أن الأب كان يكره صغيره منذ ولادته بزعم أنه نحس .. وأغلقت في وجهه جميع أبواب الرزق منذ ولادته مما دفعه إلي التخلص منه بأن انهال عليه ضربا وركلا حتي فارق الحياة.
وفي منطقة مصر القديمة وأدت سيدة مشاعر الأمومة بداخلها وغمستها في الوحل بيد قذرة وقلب مريض .. واشتركت مع صديقها في تعذيب صغيرها الذي لم يتخط عامه الثالث وكل ذنبه أنه شاهدها بين أحضان عشيقها .. وتم تشخيص إصابات الابن القتيل بأنها حروق تكسو وجهه البريء .. وأخري بالجسد وكدمات بالرأس وآثار أسنان مغروسة في بطنه وفخذه. وفي الخانكة .. أم تقتل طفلتها انتقاما من والدها, حيث تجردت هذه الأم من مشاعر الأمومة وقامت بتعذيب طفلتها التي تبلغ من العمر 3 سنوات حتي لفظت أنفاسها الأخيرة انتقاما من زوجها والد طفلتها لقيامه بتحريك دعوي زني ضدها ومطالبته بحضانة الطفلة وما أن علمت الزوجة هددت وتوعدت بالانتقام منه فقامت بتعذيب الطفلة حتي الموت.
وفي أغرب انتقام في صراع الأزواج .. كانت هذه الواقعة في منطقة المطار بامبابة, وكان فرج ونورهان زوجين شابين ولم يمر علي زواجهما عامان ونصف العام, ولكن المشكلات كانت رفيقتهما في هذه المدة القصيرة من زواجهما, وفي يوم تشاجرا فأخذت ابنها كريم وذهبت إلي منزل أسرتها بعد أن شعرت أن فرج قد تغير ولم يعد الإنسان الحنون الذي أحبته. وحضرت والدته إلي منزل أسرة زوجته لتعيدها إليه, ولكن نورهان رفضت .. وأثناء حديثهم حضر فرج وعلم برفضها العودة .. فأصر علي أخذ كريم معه .. فقامت نورهان باحتضان كريم بقوة .. فجن جنون فرج وأخذ يجذب الطفل .. وفجأة أخذ فرج كريم وقفز من النافذة بالطابق الرابع.
وها هو أب يتخلص من ابنه حتي قبل أن يري الحياة, فقد تمكنت أجهزة الأمن من القبض علي بائع بمنشية ناصر تخلص من زوجته ابنة عمه بعد أن قام بسكب البنزين عليها أثناء نومها, وذلك بعد علمه بحملها في الشهر الثالث بعد أن تزوجها بسبب ضغوط أسرته.
وفي سوهاج كانت هذه الجريمة, حيث انقذت العناية الإلهية ثلاث بنات في عمر الزهور من الموت المحقق عندما قام والدهن بإلقائهن من الطابق السادس بعد أن اعتدي عليهن بسكين.. وقال الأب المتهم في أقواله .. إنه يعاني من حالة نفسية منذ سنوات وظل يعالج منها لمدة شهرين ثم توقف عن العلاج لارتفاع سعره ونتيجة لذلك بدأت تطارده الوساوس ويوم الحادث وقعت مشادة بينه وبين زوجته.. انتهت بتطليقها وغادرت المنزل.
وتقول الدكتور فادية أبو شهبة ـ أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن عنف الآباء تجاه الأبناء داخل الأسرة له أشكال متعددة .. إما عنف مادي أو عنف معنوي .. والعنف المادي هو ارتكاب إحدي الجرائم الآتية ضرب أو جرح أو ضرب أفضي إلي الموت .. وضرب يؤدي إلي عاهة .. كما في حالة هذه الطفلة التي أراد والدها تأديبها .. فقام بضربها ولف حول يديها خرطوما فأصاب ذراعها بالغرغرينة .. فتم بترها وتضيف العنف المعنوي وهو سوء المعاملة مثل التفريق في المعاملة بين الأبناء .. وتفضيل ابن علي آخر والاحتقار أو الازدراء .. وأسباب هذا العنف .. إما جهل الآباء والأمهات بأساليب التنشئة الاجتماعية الصحيحة .. كما قد يكون ضرب الأب لابنه ناتجا عن رغبته في الانتقام من والدة الطفل نظرا لعدم التوافق الزواجي بينه وبينها, وقد يكون عدم اتفاق الزوجين سببه جنسي .. فينفس الأب مشاعره المكبوتة في الأبناء, وقد يكون الأب مضطهدا من مرؤوسيه في عمله أو عاطلا أو مدمنا .. وكل ذلك يترجم في شكل عنف مع الأبناء.
وتضيف أن المفهوم الخاطئ لدي الآباء والأمهات بأن الأبناء ملكية خاصة ويحق لهم تأديبهم بهدف إصلاحهم وتهذيبهم.. وأن هذا الحق ليس له حدود مع أن له حدودا وضوابط, ومنها أن يكون حق التأديب بهدف إصلاحه وتهذيبه وأن يكون التدرج هناك تدرج في العقاب حسب سنه وحجم المخالفة حتي أن الصغير تأديبه يكون بالضرب بالسواك.. كما أن هناك أجزاء لا يجب الضرب عليها مثل الوجه والبطن والصدر لعدم شعور الطفل بالإهانة ولخطورة هذه الأماكن, وأن يكون الهدف التهذيب وليس الانتقام والتشفي .. كما لا يجب أن يضرب الآباء الأبناء .. وهم في حالة غيظ لأنهم في هذه الحالة ضربهم سيكون عنيفا وغير عادل ويستحسن أن يكون الضرب آخر درجات العقاب.
وتشير الدكتورة فادية أبو شهبة: إلي أن القانون وضع حدودا وعقابا جنائيا إذا ما خرج الضرب من حدود التأديب إلي جنحة الضرب أو الجرح أو جناية الضرب المفضي إلي عاهة أو الضرب المفضي إلي الموت .. كما جاء قانون الطفل رقم 12 لسنة 96 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 ونص علي حالات تعرض الطفل للخطر ومنها إهمال الآباء والأمهات في معاملة الطفل أو القسوة في المعاملة بضربه وايذائه وجعل عقابا لذلك ودعا أي طفل يتعرض لأي أذي من الأهل أن يبلغ عنهم, وكذلك من حق الجيران إذا ما شاهدوا الأهل يتعاملون بعنف مع الأبناء أن يبلغوا عنهم, كذلك أي مستشفي يصل إليه طفل مصاب لابد لها من إجراء تحقيق لمعرفة سبب الاصابة ومحاسبة الآباء علي ذلك.
ومن جانبها توضح الدكتورة فاطمة موسي ـ أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة .. الجوانب النفسية لعنف الآباء مع أبنائهم .. فتقول هذا الموضوع يدخل فيه سوء الاختيار منذ البداية .. فالأهل لا يهتمون بالفحص قبل الزواج لمعرفة الشخصية وسماتها .. ويتم ذلك في مركز تنظيم الأسرة, حيث يتم فحص الطرفين من الناحية لانفسية والعضوية لمعرفة الشخصية .. هل تميل إلي العنف أو لديها ميول للشك أو هي شخصية متشددة وغير مرنة.
وتضيف: وقد تكون شخصيته عدوانية أو محبة للمشاكل .. وهنا أيضا لابد من الاهتمام بمعرفة التاريخ العائلي والنشأة للشخص وعلاقة الوالدين لأن هذا الشخص الذي يعاني من تفكك عائلته, كما في حالات الطلاق أو يكون قد عاني من القسوة والمعاملة العنيفة .. فهو يتشرب هذا السلوك ويقلده في الطرف الآخر .. وقد يكون سبب اعتداء أحد الطرفين علي الأبناء والتخلص منهم بسبب عدم رغبة الأم المعتدية مثلا في وجود أي ارتباط بينها وبين الأب أو أنها تري صورة الزوج السيئ في هذا الابن أو أنه يذكرها بالأذي الجسدي والنفسي الذي تعرضت له من الزوج, وقد تكون الأسباب المادية هي التي تدفعها إلي ذلك كأن لا يكون لديها مورد رزق.. والأب لا ينفق علي الابن وقد تكون الأم غير سوية ومصابة بمرض نفسي مثل الاكتئاب أو الفصام أو مرض عضوي مثل الصرع.. وفيه تفقد وعيها في أوقات فتقوم بالاعتداء علي الأبناء, بدون قصد القتل, ولكن من شدة الضرب أو التعذيب يموتون.
|
| |
|