زوجات شلة الأنس
بقلم: أمل فوزي
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
يبدو أن عدوي الانفلات الأمني قد أصابت الأخلاق في مصر , فصرنا نسمع عن أحداث شاذة وغريبة عن مجتمعنا ,من أب يقتل بناته بثعبان الكوبرا لقضية تبادل الزوجات ووصولا لما تعرفت عليه مؤخرا من خلال رسالة لإحدي القارئات عن نمط جديد للزواج يطلق عليه زواج شلة وهو نوع جديد لانج من الزواج يختلف عن المسفار والمسيار والفرند, الرسالة كانت تحمل تفاصيل غريبة وهو الأمر الذي دفعني للاتصال
كانت كما توقعتها امرأة في منتصف الثلاثينيات, علي درجة من الجمال والأناقة, عيناها غائمتان بالأحزان ورأسها المطأطأ كشف عن مقدار ما تشعر به من انكسار وهزيمة, جلست لتبوح لي بكثير من التفاصيل التي لم تذكرها في رسالتها,فقالت :أحببت زوجي منذ اللقاء الأول لنا بالجامعة ,لم يكن زميلا لي بل كان قريبا لإحدي صديقاتي وكان قد تخرج من معهد فوق متوسط ويبحث عن عمل, لا أدري كيف انجذبت له بكل مشاعري رغم أنه لا يحمل مواصفات فتي الأحلام المتعارف عليها فلا هو في وسامة حسين فهمي ولا في طول وأناقة رشدي أباظة, كان شابا عاديا متوسطا ـ ليس في التعليم فحسب ـ وإنما في كل شيء..
في الشكل والمستوي الاجتماعي والمادي أيضا, ولكن سهم الحب الذي أصاب قلبي جعلني أراه سوبر حيث أصررت بمجرد تخرجي علي الزواج منه رغم اعتراض أسرتي علي مؤهلاته العلمية والمادية فهو لم يكن يمتلك شقة ورغم رفض شقيقي الوحيد فإنني استطعت أن أستميل مشاعر والدتي رحمها الله ــ لتوافق علي إتمام الزواج في شقة إيجار جديد مع تجهيزها لي رغم المهر الزهيد الذي قدمه لي, والتحق زوجي بالعمل في شركة كبيرة ولكن كان عمله في مهنة متواضعة تتناسب مع مؤهله ورزقنا الله بولد وبنت رائعين, وخلال تلك الفترة استطعت أن أقنع زوجي الالتحاق بالجامعة المفتوحة وكنت أقتطع من مصروف البيت لهذا الهدف وأصررت علي أن يتعلم الإنجليزية في أحد أكبر المعاهد, كنت مؤمنة بأن جزءا من أقدارنا يمكن أن نسطره بأيدينا لو أخلصنا العمل حقا , وأنا أخلصت تماما من أجل صناعة إنسان جديد من زوجي, وبالفعل استجاب القدر واستطاع أن ينتقل للعمل في قطاع مهم في الشركة الكبري التي كان يعمل بها وفي غضون سنوات قليلة أصبح يشغل منصبا رفيعا ويتلقي راتبا ضخما ناهيك عن الصفقات والأعمال التي وجد لها طريقا ممهدا في السنوات الماضية, وخلال خمسة عشر عاما ـ هي فترة زواجنا ــ تحول من موظف بسيط لمليونير كبير وشخصية معروفة,
لديه علاقات قوية جدا في مختلف الأوساط, وصار مشوار حياتنا مثار إعجاب وربما حسد الكثيرين, ولم يكن يعكر صفوي سوي انشغال زوجي في العمل وتحملي لمسئولية أبنائي بالكامل ولكنني لم أكن أحاول أن أعترض حتي أفسح له المجال ليكبر أكثر وأكثر, كان أحيانا يقول إنه سيسافر مع أصدقائه الرجال لرحلة صيد في الغردقة أو العين السخنة وكنت أتفهم رغبته في الخروج مع أصدقائه دون أن يتبادر لذهني ذرة من الشك فيه علي الإطلاق, وذات يوم وبينما كان ابني كعادته يلهو علي الكمبيوتر ويقوم بمحاولة اختراق بعض المواقع وجدته يقول أنا عرفت أدخل علي إيميل بابا وأخذ يقرأ في بعض الإيميلات بصوت عال ثم فجأة وجدت ملامح وجهه تتبدل ويصاب بحالة من الوجوم وعندما اقتربت منه حاول إغلاق الصفحة ولكنني أصررت أن يتركها لأتعرف علي سر وجومه حيث وجدت مجموعة من الرسائل تحمل كلاما مسفا بينه وبين إحدي السيدات وكذلك الاتفاق علي لقاء ما في الغد حاولت أمام ابني الاستهانة بالأمر واعتباره واقعة تافهة وأنا أكاد أحترق وعقدت العزم علي متابعته في اليوم التالي وبالفعل رأيته وهو يلتقي بسيدة ويأخذها إلي شقة له في وسط البلد وتسمرت قدماي لم أستطع الصعود لمباغتتهما وانتظرت حين نزوله معها ووجدت نفسي أصرخ في وجهه وتركته وعدت لمنزلي وأنا لا أدري كيف قدت سيارتي وعاد هو سريعا يستعطفني ويقول إنها تزوجها نزوة من عدة أيام وأنه عندما رأني صحا ضميره وألقي عليها يمين الطلاق وعندما سألته عن ورقة الطلاق قال ورقة إيه هو أنا تزوجتها بورقة ده جواز شفوي شهد عليه عدد من معارفها وأصدقائها, وأخذ يشرح لي كيف استمالته بكلام عن وحدتها بعد طلاقها وأنه من البداية كان يعلم أنه زواج مؤقت. ورغم الشرخ النفسي العميق الذي سببه لي لكنني قبلت الاستمرار معه لاسيما أن البديل هو الطلاق والعودة لأخي بعد وفاة والدتي وخصوصا أنني لم أطلب منه طيلة زواجي أن يكتب شيئا باسمي, ومرت الأيام وهو يحاول أن يظهر حسن نياته بشتي الوسائل.
حتي كان يوم لا ينسي وهو قبل عيد ميلادي بيوم حيث أحضر لي هدية ثمينة للغاية واعتذر عن حضور عيد ميلادي لسفره واعدا إياي بالاحتفال معي والأولاد عند عودته, ووجدت عددا من صديقاتي يتصلن بي ويلححن علي الخروج معي للاحتفال في أحد المطاعم الجديدة والراقية التي افتتحت مؤخرا, لا أدري الآن هل تلك الدعوة كانت من تدابير القدر وحده أم أن هناك نيات خبيثة من بعض الصديقات, فعندما ذهبنا إلي هناك وبعد جلوسنا بفترة وبينما أطالب صديقاتي بأن ننصرف فوجئت بزوجي يدخل وتتأبط في ذراعه امرأة ومعه مجموعة من أصدقائه المعروفين ومجموعة من السيدات اللاتي أراهن لأول مرة حيث إنني كنت أعرف عددا من زوجات أصدقائه, صدمتي لم تكن في وجود زوجي مع امرأة جديدة فحسب وإنما كانت صدمتي الكبري أن السيدة التي رأيتها معه من قبل وجدتها في ذراع أحد أصدقائه, للوهلة الأولي لم يلمحني زوجي ولكن عينه وقعت علي في لحظة كنت أستعد فيها للهجوم عليه ولأنه قرأ عيني فقد تقدم مني وهو يقول بلاش فضائح الموضوع غير اللي انت فهمتيه.. لا أذكر الحالة التي كنت عليها تحديدا هل أصابتني صدمة فصمت أم كنت أصرخ لا أدري ولكنني أعلم أنه كان بداخلي بركان من الغضب. في المنزل صدمني زوجي المليونير الناجح ـ صنيعة يدي ـ وقال الموضوع إننا مجموعة من الأصدقاء وانضم إلينا عدد من المطلقات وأصبحنا شلة وهن بدأن باثنتين ووصل عددهن لست ونحن لانفعل شيئا حراما نحن نتزوجهن بمجرد القبول والإيجاب وشهادة الشلة وبدون أي التزامات مالية وبعد فترة يحدث الطلاق وبعد أن تنقضي عدتها تتزوج من شخص آخر في الشلة,
بالطبع هذا فسر لي وجود المرأة التي كانت معه من قبل في ذراع صديقه , سألته وأنا يعتريني شعور عنيف بالاشمئزاز عن كيفية اعتبار ذلك زواجا فقال لي إن صديقهم وهو من شيوخ التليفزيون ومن الشلة أيضا قال لهم إن هذا مباح دينيا رغم أنه يضطر لقول عكس ذلك في برامجه وأن هذا الأمر منتشر في كثير من البلاد العربية وبنفس الكيفية. هذه المرة لم يطلب زوجي الصفح وإنما طالبني بقبول الأمر الواقع والاكتفاء بكوني الزوجة الأم علي أن يكن هن زوجات شلة الأنس, صمتت السيدة الحزينة للحظة طويلة قطعتها أنا بسؤالي عما تنوي أن تفعله؟ فقالت هذا ما أريد أن أسألك عنه باعتبارك من المدافعين عن المرأة, فما أشعر به من مهانة يكفي لملء المحيط, ولكن رغم ذلك فإن علي التروي لأن قرار الانفصال سيجعلني بلا مأوي وإنني أتساءل كيف يمكن أن يتعامل القانون مع حالة مثلي, فزوجي يري أنه يستخدم حقوقه الشرعية والقانون في صفه ,وأنا أري أنه يمارس زني مقنع أو أنه رجل ديوس يقبل أن يري من تزوجها بين يد صديقه دون حرج, ولذا أنا لا أستطيع الحياة معه ورغم ذلك لا يوجد أي شيء يضمن لي الحياة الكريمة بعد الانفصال اللهم إلا إذا.. إذا قررت الانضمام أنا أيضا لشلة من شلل زواج الأنس هذا والذي علمت منه أنها صارت منتشرة في المجتمع , قلت لها يا عزيزتي مهما فقدت إيمانك بالناس فعليك ألا تفقدي إيمانك بنفسك ومبادئك, وزوجك ليس أول زوج يجد المبرر لخيانته ولن يكون الأخير وزواج الشلة هذا ما هو إلا إفراز جديد يدل علي ما وصلنا إليه من فساد في المجتمع والذي يتستر أحيانا للأسف تحت عباءة الدين ,وما يحزنني أكثر من حالك وحال زوجك هو حال نساء الشلة ممن ارتضين أن يكن كالجواري اللاتي كان الأسياد يتبادلونهن في الجاهلية, سيدتي خذي قرارك بشجاعة وبشرف ودون خوف فالله قادر أن يعوضك خيرا, وإنني أدعو المتشدقين بأنه لا جدوي من وجود قوانين لحماية المرأة أن ينظروا لمثل هذه الحالة ويقولوا هل ما تتعرض له تلك السيدة الآن وما قد تمر به في حال الانفصال يرضي الله ورسوله؟.. أفتونا في ذلك يا أهل الفتوي والقانون.[b]