«إن تعدد الزوجات يقضي علي العشيقات، كما يتيح الفرصة للقضاء علي العنوسة، والقضاء علي ظاهرة الأسر التي بلا عائل، مع تقليل قضايا الاغتصاب أو إثبات النسب»، هذا ما أكدته الدكتورة فوزية عبدالستار، أستاذ القانون الجنائي وعضو مجلس الشعب الأسبق في حوار صحفي، مما أثار العديد من التساؤلات، أهمها: هل حقاً تعدد الزوجات حل سحري للعديد من مشكلات المجتمع؟!!
«هي» طرحت وجهة نظر الدكتورة فوزية علي بعض الرجال والسيدات، فأكد أحمد سعيد «٣٥ سنة» أن تعدد الزوجات ليس حلاً بالتأكيد، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، فالرجل الذي يخون وتكون الخيانة «في دمه» لا يبالي أن يكون متزوجاً سيدة واحدة أو ١٠.
أما مصطفي صالح، فقال إنه يختلف كثيراً مع وجهة نظر الدكتورة فوزية، فهو يري أن تعدد الزوجات ليس حلاً، بل قد يكون مشكلة وسبباً في هدم الكثير من البيوت، وواقعياً هذا الرأي غير قابل للتطبيق، فكم من الرجال قادرون علي أن ينفقوا علي بيت واحد وليس اثنين.
وأوضح مؤمن جاد أن تعدد الزوجات لن يكون حلاً لمجتمع بأسره فقد يكون حلاً لشخص ما أو فئة غنية قادرة علي فتح بيتين وثلاثة، ثم إن السيدات أنفسهن سيرفضن هذا الحل، فكم نسبة الزوجات اللاتي يوافقن علي أن يتزوج الرجل بأخري، وأعتقد أن هناك سيدات تفضلن أن يخونهن رجالهن في السر علي أن يتزوج بأخري في العلن حفاظاً علي المظهر الاجتماعي.
أما أماني الطيب، فقالت إن العديد من الرجال يذهبون للزواج الثاني «فراغة عين»، وبدلاً من أن يعترفوا بذلك يبررون أفعالهم السيئة بالقول إن ذلك أفضل من الخيانة، وكأنه يجب علي الرجل أن يخون زوجته، وعلي الرجل إذا أراد أن يتزوج بأخري غير زوجته، أن يطلقها بعد أن يعطي لها جميع حقوقها، وعلي المرأة الثانية ألا تتزوج هذا الرجل لأنه كما طلق المرأة الأولي سيطلقها إذا وجد من هي أفضل أو أجمل أو حتي أغني منها.
ورأت هادية صلاح، أن تعدد الزوجات لا ينهي مشكلة الخيانة، لأن الرجل الذي يبحث عن الخيانة لا يبحث فقط عن زوجة أو سيدة، ولكنه يبحث عن «المغامرة»، كما أن الرجل يرغب في التنصل من جميع مسؤوليات الزواج من خلال علاقات الخيانة، فكيف يضيف لنفسه المزيد من المسؤوليات من خلال الزواج بامرأة أخري، لذا فإن الرجل الذي يخون لا يتزوج بأخري غالباً، ومن يستسهل الزواج عادة ليس له في موضوع الخيانة.
وأكدت هدي إبراهيم أن تعدد الزوجات قد يكون حلا للعديد من المشكلات الاجتماعية وليس لمشكلة الخيانة فحسب، فهو حل لمشكلة العنوسة مثلاً، كما أنه حل لمشلكة «التعاسة الزوجية» في بعض الأحيان، بشرط أن يكون تعدد الزوجات بموافقة جميع الأطراف، سواء الزوج أو الزوجات جميعاً.
وسألت «هي» الدكتور محمد صالح، أستاذ علم الاجتماع، حول رأيه في القول بأن تعدد الزوجات حل للعديد من المشكلات التي تواجه مجتمعنا، فأجاب: لا بالطبع، لأن حل مشكلة مثل العنوسة مثلا يكمن في تحسين الأحوال الاقتصادية للشباب وليس تعدد الزوجات، فكم رجل يستطيع الآن أن ينفق علي بيتين، أعتقد أن عددهم سيكون بضعة الاف والباقي لن يقدر علي ذلك.
وأضاف قائلاً: ثم إن مسألة علاج الرجل «الخائن» بتعدد الزوجات مسألة خاطئة، فالرجل الذي يخون يكون رجلاً «بصباص» والخيانة عنده عادة لا يستطيع التخلص منها، إذ إن الخيانة تشعره بذاته وبأهميته وتعطي له شعوراً بالشبع النفسي لا تعطيه له زوجاته.
وأوضح أن الذي لا يقدر علي اختيار زوجة مناسبة له في أول مرة يتزوج فيها، لن يكون قادراً علي اختيار الزوجة الثانية، مما يزيد من عدد المطلقات المرتفع حالياً بالفعل، خاصة لدي الشباب بسبب جهلهم طريقة اختيار الطرف الآخر، لذلك لابد من تحسين الأحوال الاقتصادية، وتوفير فرص عمل لأن غير ذلك لن يكون مجدياً.
[b]