الإنسان الآلي يجري جراحات حديثة لتصغير المعدة
بشري من: هويدا يوسف
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
الدراسات الطبية الحديثة أظهرت ارتباط السمنة المفرطة بارتفاع مستوي السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومشاكل العمود الفقري والمفاصل و توقف التنفس المفاجئ أثناء النوم
وفي مارس الماضي أعلن الاتحاد الدولي لمرض السكر بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية, أن جراحات السمنة المفرطة علاج فعال لمرض السكر من النوع الثاني للأشخاص المرشحين بناء علي شروط معينة, وتؤدي إلي التوازن الهرموني داخل الجهاز الهضمي مما يؤدي إلي زيادة حساسية مستقبلات الأنسولين المفرز من الغدة البنكرياسية في الجسم و بالتالي يشفي المريض من مرض السكر خلال أيام من إجراء العملية حتي قبل إنقاص وزنه.
ومن هنا بدا العلماء بالتفكير في كيفية التخلص من هذا المرض المزمن بالطرق المختلفة وفي تطور جديد لتلك الجراحات تمكن الجراح العالمي رالف سينر أستاذ جراحة السمنة بجامعة كلوسينبرج بألمانيا وخبير جراحات السمنة بالمنظار باستخدام الإنسان الآلي من إجراء عملية جديدة لتصغير المعدة بإعادة تشكيلها بعد استئصال الجزء المريض منها بمساعدة الروبوت أو الإنسان الآلي حيث أجري حوالي 240 عملية خلال العام الماضي بمعهد ميسيتا لجراحات السمنة بميونيخ في ألمانيا, كما أن العملية يتم إجراؤها في كل أوروبا منذ 5 سنوات نظرا لأنها حاصلة علي موافقة هيئة الغذاء والدواء الأوروبية..ايميا.
وفي مصر أعلن الخبير الألماني من خلال مؤتمر عقد تحت عنوان تحرر من حمولك نهائيا وابدأ الحياة عن إجراء تلك العملية باستخدام الإنسان الالي لأول مرة بعد دعوته لنقل تلك التكنولوجيا بالكامل من ألمانيا لتطبيقها في مصر نظرا لنجاحها الكبير ودرجة أمانها المرتفعة.
وأوضح الدكتور رالف سينر أن العملية تعتمد علي استئصال الجزء الزائد المريض من المعدة بالطول ويشمل مركز الجوع علي الجدار لتعود المعدة إلي حجمها الطبيعي قبل زيادة حجمها, وذلك عن طريق استخدام جهاز جديد يقوم بقطع الجزء الزائد والكي والتدبيس في نفس الوقت لمنع حدوث نزيف,
لافتا إلي أن عملية تصغير المعدة بالطول تتميز عن غيرها من عمليات التخلص من الوزن الزائد سواء التدبيس أو التحويل أو حزام المعدة بأنها تعتمد أساسا علي استئصال الجزء الزائد المتسع من المعدة و هو جزء مريض يسبب مشاكل و لا يفيد نظرا لأنه تسبب في كبر حجم المعدة مما أفقدها وظيفتها وأصبحت حملا زائدا علي الإنسان يؤثر علي وظائف التنفس نتيجة ضغطها علي الحجاب الحاجز أثناء النوم
وهو ما يفسر إرهاق أصحاب الأوزان الزائدة وصعوبة التنفس لديهم, وبمجرد الاستئصال يعود التنفس إلي طبيعته ويتحرك الحجاب الحاجز في المساحة المناسبة له, وما يتبقي هو الجزء الأساسي من المعدة والذي يحتاجه الإنسان لممارسة حياته الطبيعية واحتياجاته اليومية من الطعام , وفي نفس الوقت لا يتم غلق مجري الطعام الطبيعي فيمر بشكل طبيعي للمعدة وبالتالي يستقر الطعام في مكانه الطبيعي بالمعدة بعيدا عن المريء فلا يشعر المريض بإحساس القيء المشهور, ويطلق علي العملية اسم التصغير الطولي للمعدة , أو إعادة تشكيل المعدة.
كما تتميز تلك العملية بعدم عودة الوزن الزائد مرة أخري
وعن التكنيك الجديد في إجراء العملية يقول الدكتور رالف إنه يتم تحديد حجم المعدة الجديد بقياسات معية عن طريق إدخال أنبوبة من الفم قطرها 10 أو 21 مليمترا إلي داخل المعدة لتصبح هي الباترون الذي يقوم الطبيب بتفصيل المعدة حوله, بحيث يقوم من خلال الإنسان الالي وكاميرا الفيديو وجهاز الدباسة والأدوات الأخري التي يتم إدخالهم جميعا من خلال 4 فتحات صغيرة بالبطن لا تتعدي الواحدة 1 سم, ومتابعة كل ما يحدث بوضوح تام من خلال شاشة خارجية يقوم بإعطاء أوامر كودية للإنسان الآلي يتحرك من خلالها لاستشعار تلك الأنبوب وشد المعدة حوله لتصبح مطابقة لمقاس الأنبوب بالضبط, ثم يتم إدخال جهاز جديد متطور يطلق عليه الدباسة وتقوم بثلاث وظائف في وقت واحد حيث تقوم بعملية القص والكي والتدبيس في نفس الوقت مما يترتب عليه عدم نزف نقطة دم واحدة, ثم يتم التأكد من أن المعدة قد تم إحكامها تماما ولا يوجد تسريب من داخلها عن طريق اختبار بسيط يقوم به الطبيب.
ثورة في عالم الجراحة
وعن مدي أهمية استخدام الإنسان الآلي كمساعد للجراح في تلك العملية أوضح رالف أن جراحات الإنسان الآلي هي مجال جديد في الطب وثورة في عالم الجراحات , واستخدامه في تلك الجراحة يجعل إجراؤها أدق من اليد البشرية , و يوفر المناخ الأمثل لإجراء العملية نظرا لإمكانية وصوله إلي الأماكن الضيقة والصعبة داخل الأمعاء في حالات السمنة المفرطة, ويمكنه إجراء عملية دقيقة جدا في أصغر الأماكن التي تحتاج إلي الميكروسكوب في الأمعاء والتي لا يمكن أن تكون متاحة لليد البشرية, كما أن استخدامه يقلل من الوقت المستغرق للتخدير والعملية ويخفض معدلات المشاكل المحتملة بشكل ملحوظ.
ويقول إن العملية لا تستغرق أكثر من ساعتين ولا تحتاج أكثر من ثلاثة أيام بالمستشفي, و بعد العملية بأسبوع يستطيع المريض أن يعود لحياته الطبيعية و ممارسة الرياضة. وهي مناسبة لكل من زاد وزنه عن الوزن المثالي 30 الي 35 كيلو جراما, ويمكن إجراؤها لمريض عمره 14 عاما وحتي 65 عاما.
وأضاف أن من أهم مميزات عملية التصغير الطولي باستخدام الإنسان الآلي أنها أحد الحلول المهمة والآمنة للمرضي الذين فشلت معهم العمليات العادية, حيث يتم تحديد حجم وقطر المعدة بعد العملية الأولي للتأكد من صلاحيتها للعملية الثانية, وما هي درجة الخطورة وبعد التأكد 100% من صلاحيتها يتم إجراؤها ويكون هناك دور كبير لاستخدام الإنسان الآلي حيث تستغرق هذه النوعية من العمليات أكثر من 5 ساعات وتحتاج الي دقة كبيرة في إجرائها.
ومن جانبها قالت الدكتورة مها رادميس إخصائي التغذية العلاجية والأمراض الباطنية وعلاج السمنة وعضو الجمعية الأمريكية لعلاج السمنة وعضو الجمعية المصرية لدراسة السمنة.. هل إنقاص الوزن بالجراحة فكرة صحيحة أم خاطئة.. وأوضحت أن هناك وسائل وطرقا متعددة لإنقاص الوزن منها ما هو ناجح وأخري قد تؤدي للفشل.
وأضافت أن جراحة التخسيس الجديدة تعد وسيلة جديدة ناجحة لبعض مرضا السمنة المفرطة والتي تعتبر في حالتهم مرض قد يؤدي إلي الوفاة, وفي هذه الحالة فهي تنقذ حياتهم و تحسن صحتهم وطريقة معيشتهم بعد إنقاص وزنهم بنسبة 50% دون عودته مدي الحياة و90% من مرضي السكر من النوع الثاني تتحسن حالتهم , ويختفي الضغط عن 2\3 المرضي كما يتحسن مرضي القلب.
وأشارت إلي أن نقص المغذيات نتيجة نظام غذائي خاطئ يؤدي إلي زيادة الوزن السريع والتخزين فمثلا من الممكن أن يتسبب نقص المغذيات في زيادة الوزن خصوصا إذا كان هذا النقص في الماغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم, وإذا كان المريض ممن يتناولون الوجبات الكبيرة فإن الكالسيوم يصبح أكثر أهمية بالنسبة له لأن الوجبات التي تحتوي علي نسبة عالية من البروتين تؤدي إلي فقدان الكالسيوم, ونقص البوتاسيوم يحدث في الغالب مع الأشخاص أصحاب الوزن الزائد لأنهم يشربون الكثير من القهوة ويتناولون كميات كبيرة من السكريات ويستخدمون المواد الملينة والمدرة للبول.
أما عن الرعاية بعد الجراحة فهي غاية في الأهمية واتباع تعليمات الطبيب حتي تضمن سلامة المريض وصحته مدي الحياة وتلك الجراحة مخصصة لمن يصل معدل كتلة الجسم لديهم بين 35 الي 40 وفشل اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن بعد تكرار المحاولات وممارسة الرياضة وتغير طريقة الحياة ويعتبر علاج الحالة النفسية مهما جدا قبل إجراء الجراحة وخاصة الاكتئاب وعدم الثقة بالنفس ومحاولات الانتحار التي قد يعاني منها مريض السمنة نتيجة المحاولات الفاشلة لإنقاص الوزن نتيجة إتباع نظم غذائية خاطئة تعتمد علي السعرات القليلة أو ذات الصنف الواحد أو الكيميائية التي ينتج عنها ارتداد الوزن بقوة مما يضعف عزيمة المريض, لافته.. إلي ضرورة تشخيص سبب السمنة وعلاجها وتفصيل نظام غذائي خاص بالشخص لتفادي الوصول لهذا المرض.