أقسي اللحظات التي يمكن أن تعيشها المرأة أن تشعر بخيانة زوجها لها, وتفقدها الصدمة توازنها وتلقي بها في دوامة من نيران الشك والألم وتدخل في صراع مع نفسها والسؤال هنا ماذا تفعلين لو علمت أن زوجك يخونك؟
وهذا ما يجيب عنه المتخصصون ليقدموا نصائحهم للمرأة. تقول تهاني :إذا حدث ذلك بالتأكيد فسأطلب الطلاق لأن الخيانة فعل لا يغتفر وفيه إهانة للزوجة وتقليل من شانها والذي يخون مرة سوف يكررها مرات خاصة لو تمت مسامحته ، وهنا اسآل هل يستطيع الزوج أن يغفر لزوجته إذا خانته ؟ أكيد لا.
وتقول رشا: الخيانة فعل شنيع ولا يوجد أحد يقبله سواء رجل أم امرأة, فمن الصعب أن أحكم علي رد فعلي إذا علمت أن زوجي يخونني ففي بادئ الأمر قد يكون هناك انفعال ولكني اعتقد انني سوف احكم عقلي خاصة أن لي أبناء فإذا كانت هذه العلاقة مجرد نزوة أو مرحلة ضعف فسوف أحاول معرفة سببها واحتواء زوجي والمحافظة علي بيتي واستقراري خاصة إذا كان زوجي يحمل في شخصه جوانب وصفات حسنة فربما أكون أهملته وربما كان يمر بمرحلة سنية أو نفسية حرجة وهذا لا يمنع ما سوف أشعر به من حزن وأسي وعدم ثقة فيه .
أما نائلة فتقول تصرف الزوجة حيال علمها بخيانة زوجها لها مرتبط إلي حد كبير بظروف هذه الزوجة ومحيطها الاجتماعي وطبيعتها الشخصية فهناك من تنتمي في الأصل إلي أسرة فقيرة وإذا علمت أن زوجها يخونها كل يوم ستستمر معه فهي لا ملجأ لها إلا هذا البيت كما أن هناك من النساء عندما تحب مهما فعل بها زوجها فإنها تغفر لأنها لا تستطيع الاستغناء عن أموال زوجها والمستوي المعيشي الرغد الذي يؤمنه لها لذا فأنا لا اعلم إذا كنت سوف أسامح زوجي أم لا إذا علمت بخيانته لي.
تقول سهير سند أستاذ علم الاجتماع : إن العلاقة الزوجية هي علاقة مباشرة بين الزوج والزوجة ومن المفترض أن تكون فيها مصارحة ورد فعل الزوجة حيال علمها بخيانة الزوج لها يختلف من امرأة لأخري علي حسب خلفية كل منهن عن زوجها وطبيعة شخصيته فهناك زوج بطبيعته خائن ويصدر منه هذا الفعل بدرجة او بأخري في وقت سابق وهناك زوج طوال فترة الزواج يظهر منه الاحترام والإخلاص ولكنه يتعرض لكبوة ما أو لإغراء من امرأة أخري وهذه الحالة الأخيرة ربما تحمل مبرارت تعطي الزوجة دفوعا لتستطيع أن تغفر وتسامح, فالعلاقة الزوجية هي تاريخ يبني بين طرفين وبناء علي احداثها تستطيع الزوجة أن تقدر إذا كانت تستطيع مغفرة الخيانة أم لا وبعد المصارحه وتبرير هذا الفعل المشين من الزوج تقبل اعتذاره من عدمه و هذا حقهاالمطلق , فمواجهة هذا الامر ليست بسيطة فهي اشكالية لابد من مواجهتها والوقوف علي أسبابها ومحاولة حلها إذا كان لها حل .
وبسؤال د .سهير عن الاخطاء التي ربما تقع فيها الزوجة عند علمها بخيانة الزوج لها تجيب قائلة: عليعها أن تقوم بتجاهل دفاعه عن نفسه ولا تنصت إليه وألا تحكم عليه دون تريث وعدم دراسة الموقف بكل معطياته وتاريخها مع الزوج وطبيعة العلاقة بينهما ودرجة جدية الزوج واحترامه لعلاقتهما الزوجية فكل هذه العوامل يجب أن تضعها في الاعتبار وتحكم من خلالها, ولكن هذه المشكلة فيها فروق فردية فالمرأة التي ترفض الخيانة وتصر علي إنهاء حياتها الزوجية لا تستطيع ان نلقي عليها اللوم واتهامها بأنها أخطات لأن مشاعرها هذه خاصة جدا وتري الخيانة تقليلا لشأنها واحترامها, وعموما الخيانة من الخطوط الحمراء التي يجب ألا يقترب منها الزوج لأنها تحطم العلاقة ما بين الزوجين وإذا استمر الزواج بعدها يحدث شرخ ويصيب العلاقة الزوجية التصدع فليس من السهل عليها ان تأمن وتعيش معه بنفس الكيفية التي كانت عليها معه قبل أن تكتشف هذه الخيانة, فالتئام الجرح يحتاج فترة زمنية طويلة وأن يقوم الزوج بعمل كل ما يستطيع من أجل إعادة بناء الثقة مرة أخري.
وتضيف د. سهير: ربما تكون هناك عوامل تخيل لنا أنها أسباب لإقدامه علي الخيانة مثل إهمال الزوجة لنفسها أو وجود بعض العيوب في شخصيتها مثل التسلط وغيرها, فضلا عن الضغوط الاقتصادية لكنه في النهاية ليس وحده الذي يعاني منها فزوجته شريك معه في المعاناة وبالتالي فإنه إذا سمح لنفسه بالخيانة فلن يسمحها لزوجته ولن يغفر لها فالإقدام علي الخيانة يدلل علي خلل في الشخصية وعدم احترام للعلاقة الزوجية وهروب الزوج من المسئولية.
وأقول هنا للمرأة رغم اقتناعي بأن الخيانة فعل لايغتفر فعليها أن تتريث في حكمها وأن تعطي الزوج فرصة إذا تقدم بالاعتذار منها علي بذل مجهود لإعادة ترميم وبناء الثقة فيما بينهما خاصة اذا كان يوجد بينهما أبناء, ومن الممكن أن تعطي لنفسها بعض الوقت بالابتعاد المؤقت عن زوجها لتستريح وتهدأ لتتمكن من إكمال هذه العلاقة الزوجية ولكن إن كانت غير قادرة علي إكمال حياتها علي هذا النحو فمن الجرم أن تجبر علي الاستمرار لأنه وقتها سيكون البيت ملبدا بعدم الثقة والأمان وهو ما يعود علي الأبناء بضرر أكبر.
ويقول د. محمد فكري أستاذ الطب النفسي: في حالة علم الزوجة بخيانة زوجها يجب أن تواجهه وتتحدث معه لتعرف اسباب ما أقدم عليه لئلا يستمر في خيانته لها, فعلاقته مع امرأة أخري ربما تكون مجرد نزوة وهذا النوع من العلاقات ينتهي بعد فترة وجيزة, لذا علي الزوجة أن تتصرف بحكمة في مواجهة هذه المشكلة وأن تحمل شيئا من الصبر والهدوء وألا تتسرع في التصعيد والوصول إلي الطلاق لان الزوج في الغالب سوف يمل من هذه العلاقة ويعود لحياته مع زوجته خاصة أنه في بعض الحالات تكون نزوة الرجل نتيجة لمروره بمرحلة عمرية معينة وغير ذلك من الأسباب التي علي الزوجة أن تضع يدها عليها وتحاول أن تصلحها مع الزوج للمحافظة علي كيان أسرتهما, فمثلا يحاولان معا التجديد والتغير في شكل علاقتهما الزوجية دون وصول الملل فيما بينهما ويحرصان علي تواجد الحوار والمصارحة وإذا كان في شخص منهما عيوب تضايق الآخر يحاولا معا إصلاحهما. فعلي الزوج أن يكون لديه يقين بأن هذه الزوجة ستكون سنده في الصغر والكبر ويجب احترامها.
ويعلق د. حامد ابوطالب العميد السابق لكلية الشريعة والقانون جامعة الازهر قائلا: أنصح في مثل هذه الحالة خاصة إذا كانت الزوجة لديها أبناء أن تحاول غض الطرف عن هذا الامر وأن تحتوي زوجها لأنه في الغالب إذا تعرف علي أخري يكون نتيجة لاهمال الزوجة له فعليها أن تشعره باهتمامها به وتكون دائما جاهزة للقائه حيث تستطيع ان تشبع رغبات زوجها في حدود الحلال وبذكاء تجعله يكف عن هذا الفعل المحرم وأقول للزوج الذي يقدم علي مثل هذا الأمر أن يتقي الله سبحانه وتعالي ويتنبه إلي أن ما يفعله يعرضه لغضب الله.[b]