لم تحتمل ربة منزل بمنطقة الطالبية بالجيزة غمزات ولمزات جيرانها وحبست نفسها في شقتها حتي لا تلاحقها نظرات الخزي أو تلمح الفرحة والسعادة في أعين الشامتين والحاقدين من بعض جيرانها.
بعد أن أصبحت سيرة ابنتها الطالبة الجامعية علي كل لسان لغيابها المتكرر لفترات طويلة خارج المنزل.
ربت سيدة ابنتها بكل حب ولم تقصر في حقها أو تبخل عليها بشيء وعهدت إلي نفسها برعايتها والاهتمام بها هي وشقيقتها الطفلة الصغيرة بعد انفصالها عن والدهما وانفقت كل ما ادخرته علي تعليمها حتي وصلت إلي الجامعة
وكانت تنتظر أن تجني ثمار جهدها عندما تري ابنتها حصلت علي الشهادة الجامعية لتتباهي بها أمام أقاربها وجيرانها وتثبت للجميع أنها كسبت الرهان بعد تضحياتها من أجل فلذة كبدها ولكن هيهات هيهات فقد أتت الرياح بما لا تشتهي السفن فبعد أيام من التحاق ابنتها إيمان بالجامعة شعرت الأم أن أسلوب ابنتها في التحدث معها بدأ يتغير وعندما واجهتها بالأمر أخبرتها بانها انتقلت إلي حياة جديدة يختلط فيها الشباب بالفتيات وقد تم تذليل كل العقبات أمامهم علي ايدي أسرهم فنصحتها والدتها بأن تبتعد عن أصدقائها المدللين ولا تنظر إلي ما في ايدي غيرها وأن تعيش في جلباب أسرتها وبعد ذلك الحديث لم يدر بخلد الأم أن ابنتها التي أغدقت عليها الحب والحنان حتي أصبحت فتاة جميلة يتودد الجميع للاقتراب منها وخطب ودها.. يمكن أن تكون السبب في تجرعها مرارة الأيام وتسبب لها فضيحة مدوية بعد غيابها عن المنزل لفترة طويلة وانتشار الشائعات بانها هربت مع أحد الشباب من أصدقائها بالجامعة.
ظلت الأم وشقيقاها يبحثون عنها في كل مكان ومرت عدة أيام وكأنها كابوس مزعج خشية أن تكون تعرضت لمكروه والأم لا تصدق نفسها حتي توصلت إلي احدي صديقات ابنتها وأخبرتها بمكانها, حيث هربت مع أحد أصدقائها بالجامعة واتفقا علي الزواج.. توجهت الأم وشقيقاها إلي مكان ابنتها وعادت معهم بعد أن اتفقوا علي أن يحضر ذلك الشاب إلي منزلهم ويتقدم رسميا لخطبتها, ولكن بعد عدة أيام عاودت إيمان الهروب من أسرتها فشعرت الأم حينها بأن مرارة الخزي والعار تخنقها بعد أن كسرتها ابنتها بأفعالها واتفقت مع شقيقيها علي احضارها وبالفعل اسرعوا إلي مكانها مرة أخري واعادوها إلي المنزل وعند ذلك تملكت الأم حالة من الهياج الشديد وأسرعت وأحضرت حبل غسيل وأوثقت ابنتها من يديها وقدميها وانهالت عليها بالضرب هي وشقيقاها حتي غابت عن الوعي ولم تفق الأم إلا علي صراخ طفلتها صابرين5 سنوات وعند ذلك كانت إيمان قد لفظت انفاسها الأخيرة وشعرت الأم حينها بالفاجعة التي ألمت بها فجلست تبكي تضرب أخماسا في أسداس حتي همس لها شقيقها أسامة بان يفكوا وثاق إيمان ويلقوا بها من أعلي السلالم وبالفعل تجمع الجيران علي أصوات الصراخ والعويل وعند ذلك أخبرتهم سيدة بسقوط ابنتها إيمان من أعلي السلالم وحضرت سيارة الإسعاف وتم نقلها إلي المستشفي وصرحت النيابة بدفن الجثة.
ولكن مكر الأم وشقيقها لم يفلح أمام يقظة اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة الذي ناقش الطفلة صابرين التي قررت أنها شاهدت والدتها وخاليها أثناء قيامهم بتوثيق يدي وقدمي شقيقتها إيمان واعتدائهم عليها بالضرب.
وكان اللواء أحمد الناغي مساعد أول الوزير لأمن الجيزة قد تلقي اخطارا من اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث بورود بلاغ من سيدة45 سنة ربة منزل مقيمة بالطالبية يفيد بسقوط ابنتها من أعلي سلم عقار سكنها
انتقل اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع الغرب وتبين من التحريات ان والدة المجني عليها وشقيقيها أسامة31 سنة سائق ومحيي28 سنة سباك وراء ارتكاب الجريمة.
نجح المقدم أحمد النواوي رئيس مباحث الطالبية في القبض عليهم وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الجريمة وذلك لاعتياد المجني عليها الهروب من المنزل.