لم يكن يعرف الببغاء ذلك الطائر المحشور في إحدى زوايا البيت الجميل الذي شهد ولسنوات قصة حب أسطورية بين زوج وزوجته كانا مضرب المثل في الوفاء والطمأنينه والسكون والمحبة والمودة بين أفراد العالئلة الكبيرة لك\م يكن الببغاء يعرف ومن أين له أن يعرف وهو يردد منشدا ببلاهة !نوال نوال نوال!أنه بذلك قد أشعل الفتيل ليفجر برميل البارود وينسف أركان البيت السعيد أعادها الببغاء مرة أخرى !نوال نوال نوال!وكأنه بذلك يقول بينه وبين نفسه *اللي ماسمع يسمع*.
امتعضت الزوجة المغدورة وهي التي كانت ولدقائق قليلة سابقة تتوسد ذراع زوجها لتشعر بالدفء والأمان من غدر الزمان لم تكن تعرف بل لم تكن لتصدق أن سيف الغدر هذه المرة سيلأتيها من ذات الذراع التي تتوسدها وأين في صميم القلب الذي طالما نبض والتاع بلوعى إحساس عظيم اسمه(الحب)والوفاء.
سألت الزوجة متلعثمة ورعشة الطعنة الأولى أو إحساس الأنثى يسري بها تحت جلدها :مين نوال...؟!
أجاب الزوج ببرود متصنعا اللامبالاة: ماأدري يمكن بطلة مسلسل مرة أخرى تنتفض الزوجة مستنكرة كنت أتابعه كمن لا يريد أن يصدق إحساس اللحظة.
وقدر هذا الببغاء أن يحفظ اسم(البطله نوال)من بين كل بنات المسلسل.ويرد الزوج في محافظة منه على درجة البرود الأولى:تسأليني أنا روحي إسأليه..!
وهنا لم يكن أمام الزوجة المسكينة المغلوبة على أمرها ةأما برود هذا الزوج الذي يبدو أنه متمرس ويمتلك أعصابا فولاذيه إلا أن تتأثر وفي الحال لكرامتها وكبريائها الأنثوي أزاحت ذراعه عنها في حركة تغني عن كل كلمات العتاب والغضب والدم الثائر الذي أخذ يتصاعد إلى قمة رأسها. نفضت خصلات شعرها وكأنها تمارس أول حالات الصحو من سبات عميق أدخلها بل وخدرها فيه زوج خادع ولسنوات.
مر يوم..يومان..ثلالة..والزوجة المخدوعة في محاولات مستميته لإغراء الببغاء ربما يعترف بتفاصيل أكثر عن سيدة الخائن مع أن الجزء المهم من التفاصيل كانت تعصف برأس الزوجة المخدوعة حتى جاءت اللحظة المنتظرة عندما أخذ الببغاء يهذي بكلمات متقطعة!نوال نوال نوال! وكلمات أخرى هي بطبيعة الحال*غير صالحة للنشر* ومن الواضح أنها من الكلام الذي لا يقال إلا في غرف النوم عرفت الزوجة منها أن زوجها كان يسمعها لشريكته في الخيانة وزميلته في العمل في ذات الوقت.
هنا قررت الزوجة أن تكتشف خيانة زوجها بأم عينها بالجرم المشهود وتنهي مسرحيو زوجها الهزلية عن (نوال..بطلة المسلس التلفزيوني)أخذت في العتياد على الخروج في أوقات معينة والعودة إلى المنزل في أوقات محددة إلى أن وقع الزوج الخائن في شراك الفخ الذي نصبته له الزوجة المخدوعة.
عندما تعمدت العودة إلى المنزل في غير الموعد الذي إعتادته لتكتشف جريمة الخيانة التي أرقتها كثيرا وبعد أن رمقت الببغاء بنظرة إمتنان وكأنها تقول له:شكرا ليرد عليها الببغاء في زهو بحركة من جناحيه وكأنه يقول لها:نحن في الخدمة..!
ألقت الزوجة نظرة الإزدراء الأخيرة وفي داخلها صرخة مكبوته على الزوج الخائن وشريكته نوال اللذين تجمدا في مكامهما دخلت الزوجة غرفتها حملت حقائبها وخرجت تحث الخطاإلى اهلها والمستقبل المجهول في الطريق الذي كان يخيل لها أنه نفق طويل ومظلم كانت ضربات قلبها مثل طبول الحرب لم تكن الفاجعه هينه عليها رغم رغبتها الصارمه في فتح صدرها لهواء نقي ولينتهي المشوار الطويل بطلاق لا رجعة فيه.
وهنا لم يكن أمامنا وتحت ضغط أسئلتنا ما الذي يدفع زوج يعيش حياة هنيئه وسعيدة إلى الخيانة؟ماالذي يدفعه إلى الغدر؟لم يكن أما منا إلى مواجهته.
وخلال المواجهه بواسطة مكالمة هاتفيه اغلق الزوج السماعة فيها عدة مرات لمحاولة معرفة الحقيقة من لسانه المواجهه::
الو السلام عليكم :نعم؟
ممكن نأخذ من وقتك دقائق:خير.
كنت اريد ان اسأل عن قصة طلاقك وهل بالفعل بسبب ببغاء؟طراااااااااااااااااااااااخ أغلق السماعة
في المرة التانيه بعد معاودة الاتصال.
طيب ليه زعلان ؟ ماني زعلان ياستي نعم قولي اللي عندك خلصينا.
قلت لك اريد ان اعرف القصة؟
مقاطعا وبصوت عال قصة الببغاء...!
نعم وهل كانت السبب في انفصالك؟
طيب رايحين تذكرو اسمي.
لا طبعا.أبدأياستي أنا رجل كنت أحب الطيور بأشكالها ويوم زفافي اجتمع الاصدقاء وقدموا لي هدية عبارة عن ببغاء جميل أحببته جدا وكان الأقرب لي بين مجموعة الطيور الخاصة بي كنت إذا مانطقت كلمه نطقها!
وأذكر أن يوم من الأيام كان ينادي اسمي مقلدا صوت زوجتي فأذهب إلى غرفة النوم وإذا بها نائمة (قالهاا ضاحكا)لكن المشكله التي حدثت لك أكن أنا سببها بل زوجتي.
بإستنكار من زوجتك؟!نعم كانت كثيرة الخروج والسهر وكنت أجلس بمفردي لساعات طويله .
طيب أنت أصلا لم تكن حازما معها زلم تخبرها من البداية أن خروجها يزعجك. بصراحة وفي البداية لم يكن أمر خروجها يعنيني لأنني أصلا لم أكن أحبها بصدق إلى أن حدث التغير الجذري في حياتي.
تقصد نوال من تكون هذه المرأة؟نعم وهذه المرأة هي زميلتي في العمل كنت أدعوها للمجيء إلى البيت ولكثرة مجيئها ونطقي لاسمها الببغاء (الملعون)حفظ اسمها وكا يتعمد تردد اسم نوال أما زوجتي وبعض العبارات القصيرة التي أتبادهلا مع نوال.
طبعا من هنا بدأت شكوك زوجتك؟بالضبط لكنني كنت أضحك عليها وٌول لها إن اسم نوال هو بطلة في المسلسل دائما ما أتابعه وصدقتني أول مرة ثم عدا الببغاء ينطق الاسم وقلت لها نفس العذر إلا أنها أصرت على متابعة المسلسل معي فشعرت باضطراب وهي تسأل عن موعد عرضةوبعدها بأيام قليلة كانت في زيارة من زياراتها المتكررة وما هي إلا ساعات قليلة حتى عادت لتجد نوال في المنزل معي والببغاء الماعون ما إن رأى زوجتي حتة أخذ يردد بجنون نوال نوال وكأنه يقول لزوجتي (شوفيه قاعد يخونك)ثم غضبت وخرجت طالبة الطلاق.
والببغاء مامصيرهالآن أكيد قتلته؟!لا طبعا أهديته لأحد أصدقائي لأنه يحب الطيور.
منقول من مجلة رؤى
[b]