بالرغم أني امرأة وأقسم بالله أني امرأة, نعم امرأة, ومن الآخر زوجة ثانية, كما يقولون, هل فكر هذا المجتمع كم يظلم كل زوجة ثانية,ويصورها علي أنها المرأة اللعوب والحية الرقطاء التي تنتزع الرجل من زوجته الأولي المهيضة الجناح بغض النظر أن كان هذا الرجل سعيدا في حياته أم لا, أو أنه كاللعبة ليس له إرادة أو رأي أو شعور أو عقل يفكر, ويستطيع حسم أمره, وتصبح المرأة هي الملامة في كل ذلك.
إن إسلامنا بسيط وواضح, ولكن نحن الذين نلونه كي يوافق رغباتنا والعياذ بالله, كثير من البيوت الآن يوجد بها عانس أو أرملة أو مطلقة, بسبب ظروف عدة إما لسوء العشرة أو الحالة الاقتصادية أو الحوادث المتعددة أو قضاء وقدر, هل يكتب علي تلك الانثي أن تظل وحيدة طوال عمرها؟ وهل توافق أي عائلة أن تزوج ابنها الذي لم يدخل دنيا من تلك السيدة؟.. ولماذا كل امرأة تبحث لابنتها وأختها عن زوج؟ لماذا نكيل الأمر بمكيالين؟.
وإن كانت السيدة ذات خلق حميد تعرف حق ربها وحق الناس كريمة الأصل استحالت عشرتها مع زوجها الأول, وإرغمتها الظروف علي الطلاق, أبغض الحلال عند الله تعالي, سبحانه عز من قائل( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته, وكان الله واسعا حكيما) صدق الله العظيم.
وأصبحت مطلقة فريسة للأقاويل, ونظرات أصحاب الضمائر الخربة من الرجال والنساء, وإن تعاملت معهم بحسن النوايا, وأصبحت زميلاتها وصديقاتها وجاراتها يخفن منها علي أزواجهن, فيجب أن تعيش في وحدة قاتلة أو تتشح بالسواد, وتنتظر الموت حتي يأتي طالت المدة أو قصرت؟!.
اتقوا الله في أنفسكم, وفينا فنحن أيضا بشر... ما الذي يضر إن مال الرجل إلي إنسانة من الممكن أن يحميها من ألسنة المجتمع الظالم, ويحتويها ويخفف عنها الوحدة, وتسكن إليه, فيكسب أجرا من الله بشرط ألا يقصر في واجبات زوجته الأولي, ويزداد حبا لها, واحتراما, وإن كانت الزوجة الثانية لا تريد منه حتي العدل بينها وبين الأولي في أي شيء, وتكتفي بأن يكون سندا, وظهرا في الحياة, وتتقي ربها فيها, بل وتشجعه علي الاحسان اليها, فهل هذا حرام؟!.
يقول الله تعالي في سورة التحريم لنبيه الكريم( يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك والله غفور رحيم). صدق الله العظيم.
يا سيدتي وياسيدي ليس كل رجل في مقدرته أن يزوج شابا وفتاة بدلا عنه, وإن كان مستطيعا لفعل, ولكن إذا رغب في امرأة هل من الأصح أن يعرفها في غير شرع الله, أو علي سنة الله ورسوله, فيعف نفسه, ويعفها, ويكسب ثوابا عند الله تعالي.
فإن كان سبحانه وتعالي يعلم بعلمه الذي ليس فوقه شيء في الأرض, ولا السماء, وهو الذي خلقنا أن زوجة واحدة تكفي لكل رجل لحرم الزواج الثاني تحريما قطعيا, ولكن الدين من عند الله والدين يسر,
فأهمس في أذن كل مسلمة: إن كان زوجك يريد الزواج بزوجة صالحة يعفها, ودون المساس بحقوقك, فلا ترفضي, وتأكدي أنك سوف تؤجرين أكثر منه عند الله تعالي.
وأرجو من محرر البريد أن ينشر رسالتي كطرف ثالث يوضح بعض الأمور التي تسيء إلي كل زوجة ثانية.[b][b]