ربما تعجز كلماتي إليك عن وصف العذاب الذي أعيشه وأتجرع مرارته ليل نهار علي مدار سنوات طويلة كما كانت أشبه بالسجن في زنزانة يقف علي بابها زوج شرس.. قاس.. لا يعرف إلا لغة القوة والظلم..
يحمل في جوف صدره كتلة من الصخر لا قلبا يمكن أن يرق حتي لأولاده الذين يعذبهم ويكويهم بالنار ويجبرهم علي العمل وهم مازالوا صغارا ليستولي علي عرقهم لنفسه..!
أكتب لك عن حياتي التي تحولت منذ اليوم الأول لزواجي إلي سيناريو مؤلم ومعاناة لا تنتهي مع زوج لا يعرف في حياته إلا العنف شكوت لأهلي ولكن باءت شكواي بالفشل بحجة انه ليس هناك ما يسمي بالطلاق في عائلتنا كما قال والدي ونصحني بالصبر وأن علي أن أتحمل قسوة معاملة زوجي حتي تسير مركب الحياة ولا تتوقف.. وتشبثت بالصبر وابتلعت مرارة الأيام سنوات وسنوات حتي أنجبت منه ولدين وبنتين وجدت فيهم السلوي في الحياة وقطرات الماء العذبة في صحراء حياتي الجافة المحرقة.. وهبت حياتي من أجلهم وتحملت كل شيء وأنا أحلم باليوم الذي يكبرون فيه ويعوضونني عن عذابي مع أبيهم.. حتي عندما تزوج أبوهم من امرأة أخري لم تتملكني غيرة النساء ووجدت في ذلك شيئا مفرحا انه سوف يغيب بقسوته وظلمه عن البيت أياما طويلة نرتاح فيها أنا وأولاده من قسوته وظلمه.. ومرت الأيام وكبر الأبناء حتي أن ابنتي الكبري الآن عمرها ستة عشر عاما وشقيقتها أربعة عشر عاما أما الولدان فهما11 عاما و7 سنوات يعملان في أعمال قاسية لا تناسب سنهم ويعطيان ما يحصلان عليه من مال لوالدهما بالقوة.
ومازاد من مأساتي انه يريد أن يزوج ابنتي التي لم يتجاوز عمرها الستة عشر عاما لأحد معارفه بالقوة رغم معارضتها ومعارضتي وعندما وجدني أثور عليه لأول مرة من أجل ابنتي حتي انني تجرأت ورفعت عليه.
دعوي خلع ونفقة خاصة وانه لاينفق علي أو علي أولاده منذ سنوات وجدته يطلب مني أن تسافر ابنتي معه الي العمرة وعلمت أنه سوف يزوجها هناك بعيدا عن معارضتي له...!
أنا أكتب رسالتي وشكواي هذه لأنني مازلت ضعيفة امامه لا أقوي علي مواجهته ومنعه من اختطاف ابنتي وسفرها معه وزواجها رغما عنها ورغم أنها مازالت قاصرا في حضانتي لعلي أجد لديكم الحل الذي ينقذ ابنتي من هذا المصير المجهول.
ف.م.ح
بولاق الدكرور
** ترفقي بنفسك ياسيدتي وثقي في أن رحمة الله سبحانه وتعالي لم تغب عنك ولن يغفلك برعايته وأن أي مشكلة مهما كانت معقدة مستحيلة علي الحل إلا أن عقدتها لن تدوم وماحكتيه عن سيناريو العذاب الذي لم ينقطع لسنوات طويلة كان من الممكن ألايستمر كل هذه السنوات لو أنك ثورتي علي قسوة زوجك وغلظته من البداية..وتمسكك بالصبر حتي لاتتوقف مركب الحياة لم يكن إلا حملا ثقيلا تفيدين به نفسك يوما بعد يوم حتي تكبلت حياتك كلها بظلم هذا الرجل وقسوته عليك وعلي أولادك..ولست بكلامي هذا ألومك أو أجددآلامك وماكنت تقاسيه في الماضي لأنك ثائرة عليه بالفعل بعاطفة الأم الخائفة علي أولادها.
لقد انتصرت الأم بخوفها علي ابنتها بداخلك علي الزوجة الخائفة علي حياتها وجعلتك تواجهينه لأول مرة ومن هذه المرحلة يأتي الحل لمشكلتك.
عليك ياسيدتي أن تتوجهي الي محكمة الأسرة وتحصلي علي حكم قضائي يثبت أن ابنتك مازالت في حضانتك وبمقتضاه تقومين بابلاغ المستشار عبد المجيد محمود النائب العام برغبتك في منع ابنتك من السفر مع والدها إلا بموافقتك باعتبارك حاضنة لها وذلك من خلال حكم المحكمة والمستندات التي سوف تقدمينها له من صدق قضيتك سوف يعيد لك كل حقوقك المهدرة ويمنع ابنتك من السفر إلا بموافقتك
[b]