لرجولة ليست الأداء الجنسي.. الإشباع مسئولية الطرفين وكل مشكلة لها حل
توضيح من: هويدا يوسف
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
يتعامل الناس مع مشكلات العلاقة الحميمية علي أنها عار و تابو لا يجب الحديث فيه سواء كانت المشكلة لدي المرأة أو الرجل لكن بالطبع تزيد عند الرجال بسبب النزعة الذكورية لديهم وأيضا بسبب أن مفهوم الرجولة مرتبط ارتباط وثيقا بالقدرة الجنسية لدي الرجل.
تقول الدكتورة هبة قطب استشاري العلاقات الجنسية والأسرية: أكثر ما أذكر في حياتي العملية هم الرجال الأوائل الذين سعوا إلي الشكوي مما كان يضيرهم في علاقاتهم الحميمية مع زوجاتهم; فقد ظللت شهورا طوالا لا أعالج إلا النساء باستثناء حالات معدودة من الرجال الذين تجاوزوا النعرة الذكورية وجاءوا للمشورة التي أدركوا احتياجهم لها; ومن الغريب أن كان هؤلاء الرجال القلائل ممن تجاوزوا الأربعين, أي أن المقاومة الأكبر كانت من نصيب الشباب.. ومن الأغرب أنهم اجتمعوا علي شكاوي شبه متطابقة, انحصرت آنذاك في إما الشكوي من تباين الرغبة الجنسية بينهم وبين زوجاتهم أو إخفاقهم في العلاقة الحميمة. فالأزمان تمر وأن العصور تتوالي,
ويبقي الإنسان كما هو, وتبقي المشاكل والشكاوي كما هي, فمعظم الرجال يشتكون ان قدراتهم الجنسية قلت وهذا يغضب زوجاتهم وخصوصا إذا كن أصغر منهم في العمر بكثير ويقولون إن علاقتهم الحميمية متوترة لإخفاقهم في إتمام العلاقة والمشكلة أن الزوجة تغضب دائما لهذا الأمر, فقال أحدهم زوجتي تعاملني وكأنني أتعمد ذلك, ولقد ذهبت إلي طبيب متخصص وقال إنني بخير والأمر طبيعي في هذا العمر ولكن يحتاج الأمر إلي صبر, وزوجتي نفد صبرها تماما ولم تعد ترغب حتي في اقترابي منها ولأن المشكلة شخصية جدا فإنني أفكر في الانفصال مؤقتا, وأصارحك القول إني حزين جدا لأن ردة فعل زوجتي لم أكن أتوقعها.
تضيف د. هبة إن العلاقة الحميمة كالعملة ذات الوجهين, وقد ظللنا نتعامل مع وجه واحد لمدة طويلة.فلابد أن يتخطي الرجال الحاجز الوهمي الذي يسجنون أنفسهم فيه; ذلك السجن هو ربط الرجولة بالأداء الجنسي واعتبار الأخير هو المقياس الأوحد لها; وهذا في حد ذاته امتهان لهذا الصرح العملاق المسمي بالرجولة, فهي لم تكن أبدا ولن تكون محصورة في خلق واحد أو أداء واحد أو تصرف واحد أو صفة واحدة; وتخطي هذا الحاجز عن طريق الإقرار بأن هناك شيئا ما قد تراجع في الاداء الجنسي, وذلك للحرص علي الزوجة وعلي إرضائها وعلي إرواء رغبتها وعلي الحفاظ علي الحب الذي بينهما وعلي عشرتهكما الطويلة, فالذي لا يعرفه الكثير أن المرأة في الأربعينيات تزيد لديها الرغبة الجنسية ــ خصوصا إذا كانت غير عاملة - حيث تتراجع المسئوليات الأمومية تجاه الأبناء الذين يكونون قد شبوا عن الطوق في هذه المرحلة الزوجية وبالتالي يعاد ترتيب الأولويات في العقل الباطن وخصوصا بالنسبة للاحتياجات الغريزية التي كانت معلقة نظرا لتفوق المتطلبات الفطرية وأهمها الأمومة لدي المرأة, فإن الاحتياج الجنسي لدي المرأة وقدرتها علي الأداء لاتنتهي بسن معينة, ولا حتي بوصولها لسن انقطاع الحيض كما يشاع بين الناس, ولكن سوء الحظ يلعب دورا عندما يتزامن تراجع الأداء لدي الرجل مع تعالي الرغبة لدي الزوجة الجنسي.بالنسبة للمرأة هو عاطفة في المقام الأول, فالمرأة لا ترغب إلا في حبيبها, ربما أنها لا توفق في التعبير عن هذه الجزئية ولكن لابد من لفت النظر لهذا كي لا يظلم الرجل زوجته وألا يتجرد الموضوع للصورة السطحية والتي تظهرها كمجرد زوجة لم تراع عشرة السنوات الطوال, وتذمرت من زوجها بسبب عرض صحي لا يملك من أمره شيئا, فلابد مراعاة حالتها النفسية فقد ترجع تصرفاتها مع زوجها إلي اليأس الذي بدأ يتسرب إليها, ولذلك قررت الابتعاد التام.
أما عن العلاقة الحميمية كمرحلة انتقالية لتعويد الذات علي الاستغناء الكلي فتطالب د. هبة كل زوج وجد تغير في أدائه أثناء العلاقة الحميمة ألا يأخذ الموضوع وكأنه سر حربي لا يمكن أن يناقش بل اللجوء إلي الطبيب المتخصص ومعرفة السبب في بداياته أفضل.. فمشكلة الإخفاق الجنسي مرتبط بعدة أسباب منها خلل هرموني أو بسبب قصور شرياني أو تسرب وريدي أو...أو... وبالتالي فمن السهل وقتذاك أن يحصل علي العلاج الصحيح ويتم الشفاء خصوصا إذا كانت المعاناة حديثة أي مر عليها أشهر تقل عن السنة, فأصبح العلم الحديث لديه لكل شيء حل ويري الدكتور حسين غانم أستاذ أمراض الذكورة كلية طب جامعة القاهرة أن المجتمع دائما ينظر إلي الرجل علي أنه المتهم الوحيد في فشل إقامة العلاقة الحميمية مع أنه في بعض الحالات تكون الزوجة هي المسئولة عن هذا الفشل, وفي حالات أخري تكون هناك حالات مشتركة بين الطرفين مسببة لعدم إنجاح العملية الجنسية ومن الأسباب منها النفسية التي قد تؤدي إلي فقدان الرغبة في الأداء, وأيضا المشاكل الوجدانية مثل الاكتئاب والتوتر المصاحبين للخوف من الفشل, حيث يسبب ذلك نظرة الرجل لنفسه وكفاءته في القدرة علي إشباع زوجته, فهناك مفهوم خاطئ بالنسبة للرجل وهو أن العملية الجنسية بالنسبة له ليست فقط إلا لإشباع الرغبة عند زوجته ويترك شعوره هو بالاستمتاع وحصر تفكيره أثناء الجماع في كيفية إشباعها, ويطمئن الدكتور حسين غانم كل الرجال بقوله: لم يعد هناك رجل عاجز جنسيا فهناك علاجات لكل الأمراض الجنسية.[b]