<="" div="" border="0">
فالخيانة في معظم أحوالها وأشكالها هي من صنع المرأة, امرأة وافقت واستسلمت لأن تعيش مع رجل لا يعرف عن الرجولة غير حروف هذه الكلمة, معللة بقاءها معه انه من اجل الاولاد ولكي يبقي البيت امام الناس يعيش به أب وأم وأبناء لتحيا حياة كلها خيانة لزوجها, ان لم تكن بالفعل المادي فستكون الخيانة في احلامها, لنري اول اشكال الخيانة, ومع هذه الخيانة تعيش الزوجة في مأساة التضحية لتظل ليل نهار تنعي حظها لأبنائها, وانها ضحت من اجلهم هذه التضحية التي تربي نشئا معقدا مريضا نشئا رأي فيه الولد أمه تضرب فأصبح لا شعوريا ينتقم لأمه في زوجته, نشئا تري فيه الابنة امها مهانة لتصبح فتاة متمردة, لا تريد أن تخضع لرجل, فتبحث عن الحرية والاستقلالية بكل مميزات هذه الحرية وعيوبها!
سيدي.. لقد احل الله الطلاق لعلمه بأن هناك من ستستحيل عشرتهم, فأبي هذا المجتمع علي المثول لأوامر الله, فوصف كل مطلقة بالفاشلة, المرأة سيئة السمعة( خطافة الرجالة) وللأسف من تصفها هكذا هي امرأة مثلها, اصبحنا نظلم ونتعجب من الظلم.
اكتب اليك اليوم وانا امرأة كي أدافع عن الرجل, ولكني لن أدافع عن أي رجل, أدافع عن الرجل الذي يتحمل جميع اعباء بيته المادية في زمن اصبح من ابرز سماته اعتماد كثير من الرجال علي زوجاتهم في الانفاق اعتمادا كليا أو جزئيا علي مختلف المستويات.
أدافع عن الرجل الذي يراعي الله في زوجته, بأن يعاملها معاملة حسنة تشعر فيها المرأة بآدميتها.. أدافع عن الرجل الذي احترم الدين الاسلامي فكان حقا له في أن يستمتع بما احله الله له..
لقد اباح الله عز وجل للرجل بأن يتزوج بأربع واشترط عليه العدل, ولم يبح له الزواج بأربع في حالة تقصير زوجته معه, لمعرفة من الله بأن الرجل يستطيع ان يستوعب اكثر من امرأة ولم يشرع هذا الله لكي يعاقب المرأة علي تقصيرها, فهو الله خالق المرأة لن يظلمها, يعرف طبيعتها وغرائزها.
اطلب منك سيدتي ـ ان تواجهي نفسك, وتسألي نفسك بعض الأسئلة, وقبل السؤال يجب ان تكوني صادقة مع نفسك ومع الله: لماذا تقبلين الخيانة وتسامحين فيها وتعتبرينها مجرد نزوة ولا تسامحين في أن يتزوج زوجك بأخري في الحلال؟
لماذا ترفضين شرع الله, وتتمسكين بعادات وتقاليد فرضها علينا المجتمع ما انزل الله بها من سلطان؟
هل انت زوجة اعطت زوجها كل حقوقه أو بعضا منها؟
هل ارهقت فكرك لبعض الوقت كي تجددي من حياتك معه؟ ام تركت نفسك لضغوط الحياة كي تحيطك من كل اتجاه؟
هذا الرجل الذي تذكرينه اليوم بوقفتك جانبه عندما كان لا يملك لم يخدعك من البداية, فكنت تعلمين من البداية حقيقة وضعه, ولم تكن هذه مفاجأة ووافقت, من البداية علي ان تسلكي معه الطريق, وان تكون ثماره المادية من اجلكما معا, ولكن من الطبيعي بعد ان يرتاح الرجل ماديا ان يتجه شعوره للنساء دون ان يخطط لهذا لأن في ذلك الوقت تكونين انت, من تركتيه للفراغ, نعم الفراغ, في بداية حياته معك كان مشغولا بالعمل وجمع المال وتحسين احوالكما واليوم هو يحتاج امرأة تتركيه لتنامي معللة ذلك بإرهاقك طوال اليوم مع الاولاد, أليس هو الآخر مرهقا من عمله؟
ألا يري خارج المنزل طوال اليوم ما يثير غرائزه؟
أنت من تركت, زوجك فريسة للفراغ, وليس فريسة لامرأة أخري, فهذه المرأة ما هي إلا امرأة تحتاج الي رجل وزوجك ما هو إلا رجل يحتاج لامرأة وقد تلاقت رغبة كليهما. هذه المرأة هي انت. وانا, وغيرنا ممن لا نعلم ظروفهن فمنهن المتأخرة في الزواج, وأخري مطلقة وغيرهما ارملة.
ولن تقنعيني بغيرتك علي هذا الرجل لانه هو نفسه من تشتكين منه ليل نهار, وهو من تنتظرين لحظة خروجه من المنزل, وهو من تتركيه لتنامي وهو من تملين من اعبائه. كل هذا بجانب حبك له, وانا افسر غيرتك بأنها غيرة مادية, خوف علي نقوده التي تعتبرينها حقا, وحكرا عليك أنت وابنائه ولن ألومك ولكن تعالي نفكر ببعض من العقلانية اليك باختيارين اظنهما يحملان حلا يرضي جميع الاطراف. اولا انظري إلي من حولك من النساء, واحمدي الله علي ما عندك واستيقظي مبكرا لتعدي افطارا لزوجك, وساعديه كظله كي يذهب الي عمله سعيدا, وانتظريه بأحر من الجمر واعطه من وقتك نصف ساعة أو ساعة يوميا ليخرج ما بداخله من طاقة جنسية تجعله بعدها ينام كالأطفال, افعلي ذلك من اجل نفسك وبيتك لا تفضلي اولاده عليه.
او اختاري له زوجة تحبينها وتثقين بها كي تتحمل معك نصف اعبائه, وانظري اليها بأنها ستتحمل لا بانها ستأخذ, وان اخذت فسوف تأخذ حقا كفله لها الله في الحصول علي رجل يحتاجها كما تحتاجين.
اتركي لنفسك فرصة لان تشتاقي اليه.. فوجود امرأة اخري سيثير بداخلك روح المنافسة في ان تغيري وتجددي من نفسك ومن روتين حياتك.
اخت لك في الاسلام وصديقة ربما تكون عونا لك في يوم من الايام واعلمي ان في هذا الحل نفعا كبيرا لكل النساء, ومن الجائز ان يكون وجودها سببا في بقاء بيتك الذي كان قد أوشك علي الانهيار, أو وجودها وهي الفتاة المتأخرة في الزواج يكسبك ثواب عفتها, أو تكون هي الارملة أو المطلقة التي تحتاج الي ظل رجل فقط تستند عليه, لنجد ان التمسك والسير علي ما احل الله فيه صالح المجتمع بوجه عام وصالح المرأة بشكل خاص.
< سيدتي.. لو كتب رجل هذه الرسالة ما جاءت بكل هذا الحماس والانحياز, فأطلقت مجموعة من المسلمات لمعرفة من الله بأن الرجل يستطيع أن يستوعب أكثر من امرأة فلو كان الأمر هكذا فلماذا لم يكن الأصل في الزواج هو التعدد, وهل الاستيعاب واحد عند كل الرجال, وهل يجوز للرجل المقصر, المهمل, القاسي علي زوجته أن يستوعب غيرها كما أباح له الشرع وهو لم يستوعب الأولي؟ ثم تعودين لتقرري من الطبيعي بعد أن يرتاح الرجل ماديا أن يتجه شعوره للنساء دون أن يخطط لهذا, وكأن الميل والاتجاه حسب الوضع المادي, بينما الواقع يكشف أن التعدد منتشر أكثر في المجتمعات الأكثر فقرا وجهلا, ثم لماذا يتجه للنساء ولا يتجه ـ مثلا ـ الي بيته الذي أهمله في سنوات الكفاح, الي زوجته وابنائه؟.. لماذا لا يتجه أكثر إلي فعل الخير ومساعدة الشباب علي الزواج ليعفوا.. لماذا تصوير الرجل علي أنه الباحث دائما عن الشهوة وعن النساء؟
رسالتك تطرح أسئلة عديدة, فهي بقدر ما ستسعد الرجل وكل من هي زوجة ثانية أو تسعي إلي ذلك إلا أنها ستغضب الكثيرات من الزوجات.. وليبق ما طرحتينه منطلقا للحوار حول الزواج والخيانة![b]