ومازال الاعجاز القرأنى يتوالى علينا اللبن بين فرس ودم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بين فرث ودم

فكرة أحد أساتذتي - وفقهم الله-

قمت بإعداد وتجميع المادة العلمية

سورة النحل - سورة 16 - عدد آياتها 128
1. وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ.
2. وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.

الفرث حسب المعاجم هو الشيء المتفتت المنتثر.
مثلا في المقاييس.
الفاء والراء والثاء أُصَيلٌ يدلُّ على شيء متفتِّت. يقال فَرَثَ كَبِدَه: فَتَّها.
والفَرْث ما في الكَرِش.


تتحدث الآية الكريمة عن اللبن ( أو ما يعرف بالحليب Milk ) الذي يسقينا إياه رب العزة من الأنعام مع إشارة إلى أن السقاية تتم على حساب ما في بطون الأنعام من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين .

فما هو ذلك الشيء الذي بين الفرث والدم الذي يتم انتاج اللبن في الأنعام على حسابه ؟؟؟
ولا يضيرنا أن نتعلم شيئا عن الهضم عند المجترات RUMINANT DIGESTION والتي تنتمي إليها هذه الأنعام .

من المعروف أن جل ما تأكله هذه الأنعام من الألياف السليولوزية غير مناسب للهضم عند الإنسان فالجهاز الهضمي عند الإنسان يفتقر لآلية معالجة هذه المواد لانتاج المواد الغذائية الأولية التي يحتاجها الإنسان, فآلية تفكيك هذه السلاسل السليولوزية ( السليولوز تركيب سكري معقد ) غير متوفرة في الجهاز الهضمي عند الإنسان , فما الذي يمكن الأنعام من ذلك ؟؟؟




إن المجترات تمتلك ثلاث حجرات تمهيدية تقبع في القناة الهضمية قبل المعدة الحقيقية abomasums والمعدات التمهيدية الثلاثة هي على الترتيب من اليسار reticulum, rumen, and omasum كما أن ال reticulum, rumen غير منفصلتان تماما ولكن لكل واحدة منهما وظيفتها الخاصة .
وما يهمنا الآن منهم هي Rumen وهي المعدة التمهيدية الثانية وهي عبارة عن حجرة تخمير واسعة ( يبلغ حجمها في الماشية البالغة حوالي 125 لتر تقريبا ) و التي تحوي على اسكان ضخم جدا للكائنات العضوية المجهرية , وهي بشكل أساسي من البكتريا ولكنها تحوي أيضا فطريات .

وذلك بسبب أن البكتريا تفرز الإنزيم اللازم لتحليل السليولوز التي تستطيع المجترات الحصول عليه من غذائها , وتقوم Rumen مع omasum بامتصاص منتجات تخمير البكتريا والتي هي بشكل أساسي أحماض دهنية متقلبة . ثم تنقل تلك المغذيات إلى مجرى الدم ليتم إنتاج اللبن .

ثم تبين الآية التي تليها العلاقة الرابطة ما بين العمليتين عند التحدث عن السَكَر .
" وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا"

فما هو الرابط بين اللبن والسكر(الكحول), إنه لا شك عملية التخمر Fermentation الفاعلة في الحالتين.

إن الإيثانول (CH3CH2OH)، هو المكون الفعّال في المشروبات الكحولية، ومن أجل الإستهلاك يتم تكوينه بطريقة التخمر - أي أيض الكربوهيدرات عن طريق بعض الأصناف من الخمائر في جو من انعدام الأكسجين. إن طريقة زرع الخمائر في ظروف مولدة للكحول تسمى بالتخمر أو التخمير .كما أن نفس العملية تنتج ثنائي أكسيد الكربون في نفس الموقع، ويمكن استخدامها في المشروبات الغازية في البيوت، ولكن تترك هذه الطريقة آثار خميرة, وفي المصانع تتم عملية صنع المشروبات الغازية بصورة منفصلة.

كما أن المشروبات التي تحتوي على أكثر من 50% إيثانول للحجم تكون قابلة للإشتعال بسهولة. والتي تحتوي على أكثر بكثير يمكن إشتعالها بتعريضها للحرارة من دون شعل.

في الكيمياء، فإن الكحول هي كلمة عامة لأي مركب عضوي يحتوي على المجموعة الوظيفية OH والتي ترتبط بذرة كربون، وهي التي ترتبط بدورها بذرات أخرى من الكربون والهيدروجين. و المركبات الكحولية الأخرى مثل بروبيلين غليكول وكحول السكر قد تظهر في الطعام والمشروبات بصورة معتادة، ولكن لا تجعلهم "كحوليات". ميثانول (كربون واحد)، والبروبانول (3 كربونات) والبيوتانول كلهم كحولات متواجدة بصورة عامة، ولكن لا يجب أن يتم إستهلاك أي منهم كشراب لأنها تعتبر مركبات سامة.


صورة لبكتريا نافعة

فالتخمر حاصل في الحالين وعمل البكتريا هو الفاعل في العمليتين .