نبتدى منين الـحكاية
اهلا وسهلا بك ضيفا عزيزا على المنتدى ويشرفنا ان تقوم بالتسجيل لتساهم معنا فى بناء صرح ثقافى ينتفع به الجميع
عبد الفتاح غنيم
نبتدى منين الـحكاية
اهلا وسهلا بك ضيفا عزيزا على المنتدى ويشرفنا ان تقوم بالتسجيل لتساهم معنا فى بناء صرح ثقافى ينتفع به الجميع
عبد الفتاح غنيم
نبتدى منين الـحكاية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» اخون زوجي مع حبيبي السابق... وأكاد انهار !!!
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالأربعاء 14 يوليو 2021 - 17:02 من طرف admin

» مات النبى ومات الصَّحابه
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالأربعاء 14 يوليو 2021 - 17:00 من طرف admin

» فضل الأطعمة التى يحتاجها الجسم بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة،
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالأحد 14 يونيو 2020 - 16:02 من طرف admin

» لازم نرجع ونستغفر لعل الرب يتقبِّل
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالجمعة 28 يونيو 2019 - 8:53 من طرف مستر/عطيه الخضرى

» صباحك(127)
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالخميس 28 مارس 2019 - 18:30 من طرف د. محمد عبد المطلب جاد

» صباحك(128)
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالخميس 28 مارس 2019 - 18:28 من طرف د. محمد عبد المطلب جاد

» يا ايها العام اللى عَدَّه
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالثلاثاء 2 يناير 2018 - 5:48 من طرف مستر/عطيه الخضرى

» خذينى إليكِ(7)
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالإثنين 11 ديسمبر 2017 - 6:16 من طرف admin

» برج الحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل
التحذير من البدع  I_icon_minitimeالثلاثاء 28 فبراير 2017 - 0:22 من طرف admin

المواضيع الأكثر نشاطاً
برنامج (نبتدى منين الحكاية )
أجمل ما قيل فى حب رسول الله
رجل فى غرفة نومى (حلقة الاربعاء26/10/2011)
يوميات اتنين متزوجين
احترمه ولا احبه!!! واخونه!!!حلقة 7/76/2010
ام زوجى اغتصبت عذريتى حلقة الاربعاء 26/5/2010
زوجى صفر على عشرة فى اختبار الثقة (كيد النسا 1)الاربعاء 7/3/2012
هل أكون له زوجة ثانيةلانه تستر على ويقول انه يحبنى ؟
قلبى يحترق لان امى تقتل حبى(حلقة الاربعاء 22/8/2012)
جوازه على ورقة كراسه(حلقة الاربعاء 27/3/2013)

 

 التحذير من البدع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم قشطة

ابراهيم قشطة


ذكر
عدد المساهمات : 155
نقاط : 251
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
العمر : 31
الموقع : لولا الــقــمــة مـــا صــعــدنــا الــجــبــل , و لـولا الــجــنــة لــتــركــنــا الــعــمــل , و لـولا رحـــمـــة الله لــفــقــدنـــا الأمــــــل

التحذير من البدع  Empty
مُساهمةموضوع: التحذير من البدع    التحذير من البدع  I_icon_minitimeالسبت 5 نوفمبر 2011 - 10:52

التحذير من البدع


الرسالة الأولى في حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى
بهداه .


أما بعد: فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله
عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك، وإلقاء السلام عليه، وغير ذلك مما يفعل في
الموالد .


والجواب أن يقال: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا
غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم
يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا
التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: من أحدث في
أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
أي: مردود عليه،
وقال في حديث آخر: عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم
ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة


ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها، وقد قال
سبحانه وتعالى في كتابه المبين: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وقال عز وجل
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ
وقال سبحانه
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
وقال تعالى:
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ


وقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا
والآيات في هذا
المعنى كثيرة وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه
الأمة، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء
هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى
الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه
وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.


صدرت ضمن رسالة طبعتها الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء
والدعوة والإرشاد، طبعت عدة طبعات.


والرسول صلى الله عليه وسلم علي قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا
يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد
الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله من
نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم
رواه مسلم في
صحيحه


ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم
بلاغا ونصحا، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه
الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم،
فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر
الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين وقد
جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: أما بعد فإن خير
الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل
بدعة ضلاله
رواه الإمام مسلم
في صحيحه .


والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار
الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها
إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات، كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر،
وظنوا أنها من البدع الحسنة.


والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ
وقال تعالى:
وَمَا
اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ


وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه،
فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى
عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء
به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا
باتباع الرسول فيه


وقد رددنا ذلك- أيضا- إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها
أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من
الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في
أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن
الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات،التي أمر الله
سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر
بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما
يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: وَقَالُوا لَنْ
يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وقال تعالى:
وَإِنْ تُطِعْ
أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
الآية،


ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد- مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها
على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب
المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو
الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء
ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور
الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه
وسلم علي وغيره ممن يسمونهم بالأولياء وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: إياكم والغلو في
الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين
وقال عليه الصلاة
والسلام: لا تطروني كما
أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله
خرجه البخاري في
صحيحه، من حديث عمر رضي الله عنه ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط
ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه
من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأسا، ولا يرى أنه أتى منكرا عظيما، ولا شك
أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب
والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.


ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد،
ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى
الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر
اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار
الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنين: ثُمَّ إِنَّكُمْ
بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ
وقال النبي صلى
الله عليه وسلم : أنا أول من ينشق
عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع
عليه من ربه
أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من
الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات،
إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه
نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم
من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والله المستعان، وعليه
التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به .


أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل
القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
وقال النبي صلى
الله عليه وسلم : من صلىعلي واحدة
صلى الله عليه بها عشرا
وهي مشروعة في
جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد
الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثير منها ما بعد الأذان، وعند ذكره عليه
الصلاة والسلام، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.


والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه،
وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه


الرسالة الثانية حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه . أما بعد:
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى
الله عليه وسلم ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل، كما أنها من الدلائل على قدرة
الله الباهرة، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه، قال الله سبحانه وتعالى:
سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ


وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماوات، وفتحت
له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات
الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمسا، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجرة
لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.


وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث
الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي
صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس
لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن
يحتفلوا بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها،
ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم
للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة
رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة،
ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه
الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس
للناس، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة
والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم
يقع شيء من ذلك، علم أن الاحتفال بها، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل
الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن
به الله قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة: الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلامَ دِينًا
وقال عز وجل في
سورة الشورى: أَمْ لَهُمْ
شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا
كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ


وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من
البدع، والتصريح بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظم خطرها، وتنفيرا لهم من
اقترافها، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله- عنها عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: من أحدث في
أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
وفي رواية لمسلم
: من عمل عملا ليس
عليه أمرنا فهو رد
وفي الصحيح مسلم
عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم
الجمعة: أما بعد فإن خير
الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل
بدعة ضلالة
زاد النسائي بسند
جيد: وكل ضلالة في
النار
وفي السنن عن
العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال: وعظنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول
الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر
عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي أو سنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور
فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
والأحاديث في هذا
المعنى كثيرة، وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن السلف الصالح
بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم
يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم،
وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه
بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول
الله عز وجل: الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
والمخالفة
الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها.


وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار
هذه البدعة: أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، والتحذير منها، وأنها ليست
من دين الإسلام في شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم قشطة

ابراهيم قشطة


ذكر
عدد المساهمات : 155
نقاط : 251
تاريخ التسجيل : 26/09/2011
العمر : 31
الموقع : لولا الــقــمــة مـــا صــعــدنــا الــجــبــل , و لـولا الــجــنــة لــتــركــنــا الــعــمــل , و لـولا رحـــمـــة الله لــفــقــدنـــا الأمــــــل

التحذير من البدع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: التحذير من البدع    التحذير من البدع  I_icon_minitimeالإثنين 7 نوفمبر 2011 - 1:11

ابراهيم قشطة كتب:
التحذير من البدع


الرسالة الأولى في حكم الاحتفال بالموالد النبوية وغيرها


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى
بهداه .


أما بعد: فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله
عليه وسلم ، والقيام له في أثناء ذلك، وإلقاء السلام عليه، وغير ذلك مما يفعل في
الموالد .


والجواب أن يقال: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا
غيره ؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم
يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا
التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حبا لرسول
الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: من أحدث في
أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
أي: مردود عليه،
وقال في حديث آخر: عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم
ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة


ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها، وقد قال
سبحانه وتعالى في كتابه المبين: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وقال عز وجل
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ
يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ
وقال سبحانه
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
وقال تعالى:
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ


وقال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا
والآيات في هذا
المعنى كثيرة وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه
الأمة، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء
هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى
الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه
وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.


صدرت ضمن رسالة طبعتها الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء
والدعوة والإرشاد، طبعت عدة طبعات.


والرسول صلى الله عليه وسلم علي قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا
يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد
الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله من
نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم
رواه مسلم في
صحيحه


ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم
بلاغا ونصحا، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه
الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم،
فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر
الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين وقد
جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: أما بعد فإن خير
الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل
بدعة ضلاله
رواه الإمام مسلم
في صحيحه .


والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار
الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخرين فأجازها
إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات، كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر،
وظنوا أنها من البدع الحسنة.


والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد
صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ
وقال تعالى:
وَمَا
اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ


وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه،
فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى
عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء
به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا
باتباع الرسول فيه


وقد رددنا ذلك- أيضا- إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها
أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من
الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في
أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن
الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات،التي أمر الله
سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر
بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما
يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: وَقَالُوا لَنْ
يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وقال تعالى:
وَإِنْ تُطِعْ
أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
الآية،


ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد- مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها
على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب
المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو
الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء
ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور
الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه
وسلم علي وغيره ممن يسمونهم بالأولياء وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال: إياكم والغلو في
الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين
وقال عليه الصلاة
والسلام: لا تطروني كما
أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله
خرجه البخاري في
صحيحه، من حديث عمر رضي الله عنه ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط
ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه
من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأسا، ولا يرى أنه أتى منكرا عظيما، ولا شك
أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب
والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.


ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد،
ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى
الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر
اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار
الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنين: ثُمَّ إِنَّكُمْ
بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ
وقال النبي صلى
الله عليه وسلم : أنا أول من ينشق
عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع
عليه من ربه
أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من
الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات،
إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه
نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم
من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان، والله المستعان، وعليه
التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به .


أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل
القربات، ومن الأعمال الصالحات، كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
وقال النبي صلى
الله عليه وسلم : من صلىعلي واحدة
صلى الله عليه بها عشرا
وهي مشروعة في
جميع الأوقات، ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد
الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثير منها ما بعد الأذان، وعند ذكره عليه
الصلاة والسلام، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة.


والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه،
وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه


الرسالة الثانية حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه . أما بعد:
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى
الله عليه وسلم ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل، كما أنها من الدلائل على قدرة
الله الباهرة، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه، قال الله سبحانه وتعالى:
سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ
السَّمِيعُ الْبَصِيرُ


وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماوات، وفتحت
له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات
الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمسا، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجرة
لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.


وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث
الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي
صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس
لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن
يحتفلوا بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها،
ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمرا مشروعا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم
للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة
رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة،
ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه
الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس
للناس، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة
والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم
يقع شيء من ذلك، علم أن الاحتفال بها، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل
الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن
به الله قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة: الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلامَ دِينًا
وقال عز وجل في
سورة الشورى: أَمْ لَهُمْ
شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا
كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ


وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من
البدع، والتصريح بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظم خطرها، وتنفيرا لهم من
اقترافها، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله- عنها عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: من أحدث في
أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
وفي رواية لمسلم
: من عمل عملا ليس
عليه أمرنا فهو رد
وفي الصحيح مسلم
عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم
الجمعة: أما بعد فإن خير
الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل
بدعة ضلالة
زاد النسائي بسند
جيد: وكل ضلالة في
النار
وفي السنن عن
العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال: وعظنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول
الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر
عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي أو سنة الخلفاء
الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور
فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
والأحاديث في هذا
المعنى كثيرة، وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن السلف الصالح
بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم
يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم،
وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه
بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول
الله عز وجل: الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
والمخالفة
الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها.


وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار
هذه البدعة: أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، والتحذير منها، وأنها ليست
من دين الإسلام في شيء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التحذير من البدع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بالرغم من التحذير من الختان الناس فهموه الرساله خطأ فأستبدلوا الدايه بالطبيب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبتدى منين الـحكاية :: موضــــوعـــات اســــلامية-
انتقل الى: