رســــــــالة من يتيــــــم
اليوم قررت ان اخترق حواجز الصمت.. قررت ان اتحدى حدود المالوف.. قررت ان اتحدث لتصلكم كلماتى..او لعلها صرخاتى..غير انى لا ادرى لمن اوجه رسالتى.. ولا ادرى من الذى سينصت لكلمات عذبها الانين..انه بوح السنين..من المعاناة والالم الدفين ......
من اين ابدارسالتى؟؟ هل ابداهامن الصفر؟؟ هل ابداها من السنين الاولى؟؟ حينما
لم اكن اعى من حولى غير انى طفل يضمه ملجا وحوله اطفال كثيرون لا اعرفهم ولا اعرف اسماءهم ؟؟ ام ابداها من سنوات الدراسة الاولى وسنوات المراهقة الصعبة.. حين عرفت من رفاق المدرسة معنى الاسرة بمفهومها الحقيقى ..حين اكتشفت ان مكونات الاسرة.. هى اب وام وابناء.. لكنى لم اعرف الاسرة التى تحدثت عنها كتب المدرسة .. فمن هو الاب ؟؟ومن هى الام التى يسمونها نبع الحنان ؟ واى حنان يقصدون لعلى ابداها من حيث انتهت ..
فمن وضعى الحالى.. وايامى المريرة.. ولحظاتى الصعبة القاسية.. سابعث برسالتى فلا تلومونى ان كانت كلماتى حزينة.. او كانت عباراتى جريئة.... فقد لقيت من التعقيد فى داخلى ما يكفيها فابت الا ان تخرج معقدة.. وبجراح مثخنة .. اليوم احكى لكم قصة سنوات من التيه.. ورحلة البحث عن الذات..فقد سافرت نفسى عن نفسى..فما اصعبه من سفر.. وما اقساه من هجر.. انها قصة سنوات مضت على اي حال..وسنوات لا تزال فى طى المجهول..ولا اعلم كيف ستكون ؟؟
بالامس نظرت فى المرآة ولا ادرى لماذا اقدمت على هذه الخطوة الساذجة ؟؟؟ تاملت وجه شاب ليس غريبا على ودوما اراه ..غير انى رايت فيه ملامح غريبة هذه المرة ..تبسمت وسالت نفسى ..هل اشبه والدى ؟؟ ام اشبه والدتى ؟؟ لابد ان شعرى الناعم مثل شعر امى ..وهذه العينين الصغيرتين لابد انها تشبه عينا ابى ..سؤال حائر لم اعرف له سوى جواب واحد..انى غبى لافكر ان اسال مثل هذا السؤال.. فليس من حقى ان اعرف هذه المعلومات..!!
.لكنى لم البث ان هربت من هذه النظرات وقررت الخروج ..او بمعنى اصح ..الهروب من هذه الافكار التى حاصرتنى من كل الاتجاهات... لكن كيف لى ان اهرب من واقعى الكئيب ؟؟ فهو معى.. يلا زمنى ..والاقسى من ذلك انى لم اجيد اختيار المكان الصحيح..خرجت للمجتمع.. خرجت للناس ..نظراتهم اقسى من نظراتى فى المرآة.. هل تتعجبون ان قلت لكم ان البعض يتهرب منى..والبعض الاخر يحذر ابناءه من صحبتى.. هل تعلمون انى انسان مثلكم ..خلقت مثلكم من التقاء ابى الذى لا اعرفه بامى التى لا اعرفها.. وهذا هو الفارق.. هل تعلمون انى لا احمل مرضا معديا لتفروا منى ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ندوة نشر ثقافة الاسر البديلة لكفالة اليتيم(جمعية دار الاورمان ومديرية التضامن الاجتماعى بالغربية) السبت11/7/2009نادى المعلمين
هل تعرفون لماذا انا دائما نظراتى حائرة تدور فى المكان... وتدور على وجوه الناس فى الشارع ..كما تدور على وجوهكم الان ؟؟؟ انا فى حالة بحث دائم .. انا ابحث بينكم عن ابى ربما يكون ابى هنا او هناك يستعد لصلاة المغرب والعشاء وربما تلتقى عيونى به ولا يعرف انى ابحث عنه
بالامس وانا اتامل الوجوه فى الشارع رايت طفلا يضحك على كتف ابيه ويتمايل باتجاه امه وقال : بابا (ياااااه ) يالها من كلمه.. كثيرا ماكنت اغلق على نفسى المكان واقولها فى سرى..اجربها فى فمى.. واحيانا اتلفت من حولى لاطمئن انه لايوجد احد يسمعنى.. واقولها بصوت مرتفع ( بابا... ماما ) ياه كم اشتقت اليك يا ابى وانا ارى الاباء ياخذون ابناءهم فى احضانهم من فناء المدرسة بعد انتهاءا اليوم المدرسى.. كثيرا ما جربت هذا السلوك.. وكنت اجرى واجرى واجرى ربما تصادفنى ذراعاى ابى ولكن فى كل مرة كنت اصطدم بشجرة التوت العجوز فتؤلمنى انفى.. انتظرتك كثيرا يا ابى.. وهذا غباء منى ..فانت لن تاتى...
افكارى الساذجة لا تزال تصر على مهاجمتى ( بابا) ياه....كلمة من حرفين فيها كل الحياة فيها الامن والامان (ماما ) من حرفين ولكنها تعنى اشياء لا اعرفها ... قررت ان اتزوج وانجب عشرة اطفال لأرى امامى عشرة اطفال كلهم بصوت واحد ينادون ( بابا ) لن افارق اطفالى ابدا.. سأجمعهم العشرة فى حضنى فى كل وقت..
وفجاة افقت من حلمى على سؤال.. من الذى سيوافق ان يزوجنى ابنته لانجب منها اطفالى العشرة ..وانا لقيط ؟ بلا حسب.. ومجهول النسب ؟؟؟
ترى هل ساقابل تلك المسماه بامى ؟؟ هل هى تبحث عنى الان؟؟
هل ابى يبحث عنى الان؟؟ هل يسالون انفسهم عنى وعن مكانى؟؟؟ هل يشعرون انى على قيد الحياة و فى اشد الحاجة لهم ؟؟ ؟؟ سؤالى الحائر الى كل من يصله صوتى من فيكم يكون ابى؟ ومن منكن تكون امى ؟؟ وهل تعرفون ابى ؟ وهل تعرفون امى؟ الاجابة.. صمت وصدى سؤالى يتردد فى المكان .
عبد الفتــــاح غنــــــــــــــــــــيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ندوة نشر ثقافة الاسر البديلة لكفالة اليتيم(جمعية دار الاورمان ومديرية التضامن الاجتماعى بالغربية) السبت11/7/2009نادى المعلمين