في صباح يوم الجمعة وعدت زوجتي بأن نتحدث سويا على الأنترنت عن طريق برنامج الماسنجر هوتميل وذلك لأني أقيم في بلد عربي للعمل وهي تقيم بمصر مع ابنتنا الجميلة خلود ، فقمت مبكرا بتوفيق من الله لصلاة الفجر وجلست في المسجد حتى انتهيت من أذكار الصباح وورد القرآن ورجعت الى البيت فقمت بالانتهاء من بعض المهام من غسيل الملابس وكي لبس الخروج ثم تابعت بعض البرامج المفيدة على قناة الرسالة وقناة الناس وسمارتس وي ثم تناولت طعام الإفطار وبعد ذلك اغتسلت غسل الجمعة تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صليت صلاة الضحى أربع ركعات وخرجت من المنزل مرددا دعاء الخروج كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم وجعلت نية خروجي من البيت هي الذهاب إلى المسجد كي تكون كل خطوة بحسنة لان موعد اللقاء مع زوجتي كان بعد صلاة الجمعة والمكان كان بعيدا ويحتاج الى وسيلة موصلات ، ووصلت الى محطة الباص ( الاتوبيس ) وعند وصولي وصل باصا اعرف رقمه 105 ولكن لا اعرف خط سيره وخمنت انه يذهب الى المكان الذي أريد الذهاب إليه فركبته مسرعا واستلمت تذكرة دخول الباص وجلست على الكرسي واخرجت من جيبي المصحف الذي يصحبني في جميع تنقلاتي لتلاوة كلام الله وذكره اينما توجهت حتى لا يمر الوقت وبما ان اليوم يوم جمعة فبالتالي الأهمية تكون لسورة الكهف طلبا للنور بين الجمعتين وعملا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ،.... ولكن حدث أمر غريب وهو أني اكتشفت ان الباص أخذ طريقا أخر غير الذي كنت أتوقعه فتضايقت لفترة ولكن لم تكن طويلة وقلت لنفسي لعله خير وبسرعة جلست أفكر هل استمر في الجلوس في الباص حتى يصل ألى اخر الخط الذي يسير فيه أم انزل واركب باصا اخر يذهب الى حيث اريد
فققرت على الفور النزول من الباص وتوجهت إلى محطة باص اخرى وهناك سألت أحد الجالسين فدلني الى المحطه المقابلة فتتوجهت إلى حيث أر شدني وهناك ايضا سألت أحد المنتظرين فحدد لي رقم الباص الذي اذا ركبته وصلت الى حيث أريد ! وبعد لحظات جاء الباص الذي يحمل رقم 59 فركبت وقبل أن ادفع ثمن التذكرة سألت السائق عن اتجاه الباص فأخبرني وعلمت بأن هذا هوالطريق الصحيح فدفعت ثمن التذكرة وجلست على الكرسي ، وما أن جلست حتى بدأت استرجع الاحداث السابقة وهنا جأتني أفكار غريبة فلقد قارنت هذا الحدث بخط سير حياتي وسألت نفسي إذا كان هذا الخطأ الصغير في عدم معرفتي بإتجاة الباص الذي اركبه كلفني وقتا ومالا فكيف بسيري في علاقاتي مع الله ... علاقتي مع اهلي والأخرين... علاقتي مع نفسي وهل أنا أسير في الاتجاة الصحيح أم الاتجاه الخطأ .؟ هنا قلت لا بد من وقفة للتفكير هل استمر أم اقف واراجع نفسي وانظر حولي وانظر الي أي شيء سيوصلني الطريق الذي اسير فيه ، ولقد خرجت بثلاث فوائد من هذا الموقف الذي قسمته الى ثلاث أحداث ومن كل حدث استخرجت فائدة على النحو التالي
الحدث الأول
ركبت الباص دون أن أسأل احد من الجالسين ولا حتى السائق
الفائدة :
ليس كافيا أن يكون لك هدف ولكن لا بد أن تعرف الطريق الصحيح للوصول إليه حتى لا يضيع الكثير من الوقت في غير فائدة
الحدث الثاني :
قلق وخوف أصابني عندما علمت أن الباص يسير عكس ما نويت ولكن سرعان ماغيرت القلق إلى تفكير لحل الموقف
الفائدة :
لا تجعل الخطاء نهاية العالم ولكن قل ( لعله خير ) وفكر في خطوة جديدة وطريق أخر للوصول
الحدث الثالث :
وهو سرعة نزولي من الباص بعدما قررت تغيير المسار فلولا سرعة التنفيذ لكان من المحتمل أن يطول طريق العودة او يصل الباص الى اخر محطه له
الفائدة :
إستشر – قرر – نفذ بأقصى سرعة فالوقت ضيق والعمل كثير
توقيع
فيلسوف الحياة