ضرب الأبناء متي نلجأ إليه
قضية تطرحها: أمل الشريف
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
استوقفتني شقاوته الشديدة فسألته: ما اسمك؟ زكريا, في الصف الأول الإعدادي بس أطول منك.. أجابني بطريقة مزاحية شقية أيضا, فقلت: هل يعاقبك والدك علي شقاوتك؟, بدأ سعيدا جدا وهو يخبرني أن والده يعاقبه بـتعليقه في المروحة؟
وتقول أم لا أنسي هذا اليوم عندما اشتد غضب زوجي علي أولادنا وتناول الحزام من سرواله وظل يضرب الأولاد لمدة دون رحمة.
وتذكر سيدة أخري لقد كبر خالد وصار مراهقا ولم يعد والده يضربه بالوسائل التقليدية بل أصبح يصدم رأسه في الحائط أو يضربه برجل الكومودينو!! وغيرها وغيرها من أشكال العقاب البدني في مجتمعاتنا التي يتصور المربون أنها الوسيلة الحقيقية للتربية في حين أنها تخلق شخصيات عدوانية مشوهة فاشلة في التفاهم إلا بالعنف والعنف المضاد.
ومع ذلك فإن الآباء والمربين في حيرة حقيقية لعجزهم عن إدارة شخصيات الأبناء بدون الضرب ويقولون نحن نعنف ونضرب ونعلم أن ذلك أسلوب خاطئ ولكننا نسخط بسبب عناد الأبناء ثم نسخط علي أنفسنا ويظل السؤال مطروحا هل الضرب كله غير مفيد ومتي وكيف نلجأ إلي الضرب؟
أكدت دراسة علمية قائمة علي رصد استمر سنوات لمجموعة كبيرة من الأطفال صحة النظريات التربوية التي تحذر من مخاطر تعنيف الصغار جسديا بصفعهم أو ضربهم, قائلة إن التعرض لهذا النوع من العقوبات يؤدي إلي زيادة عدوانية الأطفال.
وقالت الدراسة التي عمل عليها خبراء من جامعة تولين الأمريكية وشملت أكثر من 2500 طفل, إن الذين يعاقبون بالضرب في سن الثالثة تزداد لديهم الميول العدوانية في سن الخامسة, أما الذين يتعرضون للتعنيف الجسدي اعتبارا من السنة الأولي من عمرهم فقد يواجهون خطر التخلف الدراسي.
وتعتبر الدراسة فريدة من نوعها في مجال بحث سلوكيات الأطفال, لأنها أخذت بعين الاعتبار مجموعة كبيرة من العوامل, بينها تصرفات الأم مع الطفل والعدوانية الموجودة بين الأب والأم, وصولا إلي اعتياد الأم علي المخدرات أو الكحول ودراسة ما إذا كانت قد أصيبت بالإحباط في فترة الحمل وفكرت بالإجهاض.
وقالت كاثرين تايلر, التي قادت الفريق العامل علي الدراسة إن ضرب الأطفال كان المسؤول الأول عن تحولهم إلي عدوانيين, حتي بعد احتساب جميع العوامل السلبية السابقة.
إن الأخصائيين لا يتفقون حتي الآن حول جدوي أسلوب العقاب بالضرب, ويختلفون فيما إذا كان له مغزي تربوي أم لا, غير أن غالبيتهم يرون أن أسلوب التعنيف بالضرب لا يغير سلوك الطفل, وإنما هو بمثابة علاج مؤقت لسلوك الطفل السيئ, ولكنه في حقيقة الأمر لا يعلم الطفل شيئا, وهذا الذي يراه الإخصائيون.
ومن خلال المنطلق قسم الإخصائيون أساليب الآباء في معاقبة أبنائهم بالضرب إلي ثلاثة أساليب:
الأسلوب الاندفاعي
ويعرف الأسلوب الاندفاعي أيضا بطريقة طوال اليوم ويكون هذا الأسلوب في الغالب رد فعل للآباء تجاه سلوك أبنائهم في حياتهم اليومية.
وهو شائع الاستخدام مع الأطفال الصغار علي وجه الخصوص, فإن آباءهم لا يكونون جادين تماما حين يضربونهم بعنف, إنهم في الغالب يشدون أطفالهم من ملابسهم بيد, وبالأخري يطوحون في الهواء, وتكون الضربة في معظم الأحوال رمزية بعدها يصرخ الطفل ثم يذهب ليعاود اللعب.. وهذا ما يسمي بأسلوب اضرب الطفل علي يده.
وهذا الأسلوب أيها المربي الذي يستخدمه كثير من الآباء باندفاع إذا اقبل أبناؤهم علي خطر, كلمس سلك الكهرباء وما شابه وهم معذورون في ذلك إذ الأطفال لا يعلمون أو يتخيلون أن هذا فيه ضرر عليهم, فلابد أن يشرح الأب للطفل السبب الذي لا يسمح له بلمس هذه الأشياء الذي ضربته من أجل لمسه لها ثم ابعدها عنه أو ابعده عنها ومن ثم فسوف يقلدك أطفالك, أما حين تضربهم فإنهم يتعلمون أن يضربوا (مستفاد من كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك, سال سيفير, يتصرف يسير).
أسلوب الغضب
وهو الأكثر انتشارا والأكثر ضررا علي السواء فأنت حين تغضب وتعنف طفلك وتضربه ينتج عن ذلك عدد من المشكلات, منها أنك تعلم طفلك الطريقة التي يستطيع بها أن يدفعك للغضب, وتعلمه أن سوء سلوكه يملكه قوة للتحكم في سيطرتك علي نفسك, والتعنيف والضرب في لحظة الغضب هو سلوك اندفاعي, ودائما يكون مجرد رد فعل لتصرفات الطفل السيئة, فإنك حين تعنف طفلك وتضربه وأنت غاضب تكون غير مدرك لما تفعله وبالتالي فقد تؤذي طفلك.
إن تعنيفك وضربك طفلك وأنت غاضب يوجدان مشاعر سلبية وحادة, إنك تخلق مثل هذه المشاعر بداخل نفسك وطفلك وبقية أفراد الأسرة وقد تحطم هذه المشاعر التقدير الذاتي عند طفلك, ويترتب علي ذلك في كثير من الأحيان عند الأطفال بسبب الخوف الشديد من آبائهم وشعورهم بأنهم لايثقون بهم فقدان الثقة في أنفسهم, ناهيك عن أن الغضب نهي عنه حبيبك المصطفي صلي الله عليه وسلم فقال: لا تغضب.
عزيزي المربي إنك حين تعنف طفلك, وتضربه وأنت غاضب فإنك في الغالب تتصرف بدافع الانتقام, ولذلك فإن شعورك بالذنب يشتد إلي أن ينفجر.
الأسلوب التخطيطي
وهذا الأسلوب الثالث الذي يستخدمه الآباء, وإن كان نادر الاستخدام, ولكنه الأسلوب الأوفق لمن أراد أن يستخدم أسلوب الضرب وهو الأسلوب التخطيطي, والذي يعني أن تتحدث مع طفلك عن عادة سيئة وتخبره أنه لو مارسها فسوف يكون جزاؤه الضرب, قل له علي سبيل المثال: إنك لو تحدثت بلغة بذيئة فسوف تعاقب بالضرب, ولو تحدث طفلك بلغة بذيئة فعليك أن تضربه بهدوء وفي هذه الكلمة معني مهم وهي في هدوء فأنت إن لم تكن هادئا, ستكون بذلك متبعا أسلوب الغضب في المعاقبة بالضرب, وينطوي هذا الأسلوب التخطيطي تحت عنوان إن ضربي لك يؤلمني أكثر مما يؤلمك.
وتقول 'د.رشا عاشور' مدرس مساعد تخصص علم نفس بكلية الآداب جامعة القاهرة الأبحاث في مجال تربية الطفل إنه يمكن استخدام العقاب كوسيلة لمنع سلوكيات الأبناء المرفوضة مثل العدوانية أي أن الأب يكون علي حق إذ ضرب طفله وعاقبه لمنعه من التصرفات الخطيرة مثل اللعب في أسلاك الكهرباء أو مفاتيح الغاز وفي الحال يحق للمعلم معاقبة التلميذ الذي يعبث في المرافق أو أدوات التدريس الخاصة بالمدرسة أو ينتهك نظام الفصل ومن هنا يمكن أن نقول إن العقاب له شروط منها أن يتم تطبيقه عقب صدور السلوك المرفوض فورا ولا ينتظر مده حتي يعاقب الطفل عليها ويكون العقاب مناسبا للموقف أي حسب حجم الخطأ ولابد أن يكون التحذير يسبق الخطأ مثل التحذير من سكب الولد لكوب اللبن أو غير ذلك وأيضا لابد أن يكون العقاب مباشرة إذا تكرر الخطأ كما تجب معاقبة الطفل من الوالدين وليس من واحد فقط حتي لا يشعر بالفارق أو عدم الثقة في أحد الوالدين أو كليهما هذا في حالة ما إذا كان العقاب بدنيا وإن كان يفضل ما يسمي بالعقاب السلبي فهو أحسن أنواع العقاب المقبول وهو حرمانه من المثيرات التي يحبها الطفل مثل عزل المخطئ وحيدا في غرفة خالية من ألعاب الترفيه ولكن ليست مخيفة حتي لا تسبب له أزمة نفسية أو مغلقة الأبواب أو حرمانه من التنزه أو ممارسة بعض الألعاب التي يحبها أو الحرمان المؤقت من المصروف وكل ذلك بصورة مقننة لأن القاعدة تقول إن العقاب الشديد في الصغر يسبب اهتزاز الشخصية في الكبر وعدم النضج الانفعالي لذا سينعكس هذا علي أسلوبه في معاملة الآخرين فيعاملهم بعنف شديد.
وتضيف الدكتورة رشا أن هناك تأثيرا آخر للعقاب البدني علي الطفل وهو تكوين ميول واتجاهات سلبية نحو الشخص المعاقب مثل كراهية الأب أو الأم أو المعلم وتظل هذه الكراهية سببا يعوق تقدمه دائما في الحياة العملية وتحول دون أن يكون عضوا مؤثرا في المجتمع.
أما الدكتور 'مصطفي عويس' أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية يري أن الضرب إحدي وسائل التربية والتهذيب قبل أن نقر بإباحته لابد أن يدرك الأب والأم أن الضرب المقصود به هو الذي لايترك آثارا نفسية أوجسدية فقد جعل الإسلام الضرب وسيلة تأديب للزوجة التي تغضب زوجها ولكن بعد أن يقاطعها ثم يهجرها وأخيرا يضربها دون أن لا يقترب من الوجه ولا يترك أثرا في الجسم وكذلك الأولاد يضربون لتأديبهم وليس لتعقيدهم ويجب ألا يزيد من مكابرتهم وعنادهم... ومع الأسف فإنهم يمنعون ضرب الأولاد في المدارس إلي أن أصبحوا هم يضربون المدرس والأب والأم وصفحات الحوادث في الصحف تسجل مثل هذه الوقائع ولا ننكر أنها حالات فردية ولكنها موجودة ولعلاج هذه المشكلة لابد من الرجوع للدين الإسلامي أي الضرب بحكمة وعقلانية وعقاب الأب يجب أن يكون مناسبا فالوسائل البديلة للضرب لم تؤت ثمارها بل ازدادوا عقوقا وإجراما وأنا من أنصار العودة إلي الضرب غير المبرح وغير المؤذي كوسيلة لتربية وتهذيب الأبناء سواء داخل المنزل أو المدرسة مع وضع الضوابط اللازمة حتي لا يؤدي إلي إلحاق الضرر بالأولاد وأعتقد أنه لو لم يضربنا الأهل لفشل تأديبنا ولو لم يضربنا المعلم لما تعلمنا ولم يكن منا الدكتور والمهندس والعالم فهو ليس وسيلة لتنفيس عقد الآباء في أبنائهم وإنما كل أب يري ماينفع أولاده ويحاول تطبيقه معهم لينفعهم في حاضرهم ومستقبلهم.
أكد أيضا 'شعيب غباشي' أستاذ الشريعة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر أن الإسلام وضع نظاما متكاملا لتنشئة وتربية الأبناء بما يكفي بتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم فهو فهم رشيد ينبع من حرص الإسلام علي العلاقات الأسرية وأهمية الفرد المسلم في المجتمع وقد وضع سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قاعدة أساسية لتربية الأطفال إذ حدد سبع سنوات للعب وسبعا للتعليم والتهذيب وسبعا للمصاحبة ثم اتركوهم أي أن هناك قواعد أساسية لابد من أن يمر بها الطفل أولا اللعب وهو مرحلة تأسيسية قبل البلوغ حيث منع عنهم الضرب أو الزجر حتي يأخذ الطفل حقه في التنزه واللعب واللهو ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يلاعب سيدنا الحسين والحسن إذ يعتليان ظهره كلما سجد ويقول الرسول الكريم نعم الجمل جملكما بل إنه صلي الله عليه وسلام كان يطيل السجود حتي لا يؤذي مشاعرهما وذلك ليعلم الأب الرحمة بأطفاله ويؤكد أن تلك المرحلة هي مرحلة لعبهم ولهوهم.
ثانيا مرحلة التعليم يكون فيها أكثر استجابة للفهم والوعي فأكثر العلماء المسلمين حصلوا وحفظوا القرآن في هذه المرحلة وهي بعد العاشرة وبعدما تأتي مرحلة المصاحبة وتكون في سن الخامسة عشرة, حيث البلوغ والنضج والرشد ويجب علي الأب استعمال أسلوب آخر إذ يأخذ منه موقف الصديق والخليل وليس موقف الند.
وأخيرا تأتي مرحلة التحرر وترك الباب لهم ليعتمدوا علي أنفسهم ولا يخشي عليهم لأن الأب أعطي لكل مرحلة حقها وأية مرحلة لم يأخذ فيها حقه تنعكس علي بقية المراحل العمرية المختلفة .فالرجل الذي لم يلعب وهو صغير ينعكس ذلك عليه في شيخوخته ومن هنا الإسلام كان حريصا علي بناء الشخصية الإسلامية شخصية متزنة ليس فيها ضرب ولاكسر ولا إجبار وقد قال أحد الصالحين إن الضرب علي ظهر اليد يجعل الطفل لا يتعلم حرفة أبدا تقيه من الفقر لذلك لايجب ضرب الطفل علي ظهر يده أو وجهه.
أولا العقاب النفسي
يجب أن يكون الضرب آخر وسائل التربية فالقاعدة الأولي أن يكون الضرب بعد استخدام الأساليب التربوية الأخري كالتوجيه والكلمة الحسنة والنصح ثم العقاب النفسي بحرمان الطفل مما يحب مثل المصروف الشخصي والفسح والدراجة ومشاهدة التليفزيون والخروج مع أصدقائه أو تعنيفه بالزجر أو اجتنابه بعدم الكلام معه لفترة أو فرض عمل غير شاق عليه مثل هدم ترتيب ملابسه وتكليفه بترك اللعب وإعادة ترتيب ملابسه بنفسه أو عزله في مكان يشعر فيه بالملل دون أية ألعاب أو مرافقين ولكن غير مغلق.
القاعدة الثانية : أن يكون ابتداء الضرب من سن العاشرة .
القاعدة الثالثة : أن تكون عقوبة الضرب موافقة للجرم .
القاعدة الرابعة : ألا يكون الضرب مؤذيا للطفل نفسيا وجسديا ويجتنب الوجه والأعضاء التي يمكن أن يؤدي الضرب إلي عاهة مثل الرأس والبطن والأعضاء التاسية.
القاعدة الخامسة : اختيار مكان العقوبة المناسب فلا يكون أمام الناس أو أحد من أقربائه ونحو ذلك.
القاعدة السادسة : ألا يضرب وهو في حالة الغضب حتي يدرك ما يفعل, هذا وينبغي أن يعلم أن الضرب عند الحاجة إليه إنما هو ضرب تهذيب وتأديب وليس ضرب انتقام وتعذيب.
القاعدة السابعة: 'ألا يضرب في الأماكن القاتلة', وقد سئل الإمام أحمد عن ضرب المعلم الصبيان فقال 'علي قدر ذنوبهم ويتقي بجهده الضرب'.[b]
الأربعاء 14 يوليو 2021 - 17:02 من طرف admin
موضوع: تربويات ***** متى يضرب الطفل (( من سلسله التربيه الذكيه )) يمكنك الاضافه والتعليق##اقراء كثيرا تعرف 
