على خلفية قطار العياط

[size=21]على خلفية قطار العياط .. المصرى اللى على حق يقول للجاموسه لأ

كتب / طاهر عسكر
18 ضحية من البسطاء والفقراء الذين لا يملكون أجرة "السرفيس" ففضلوا ركوب القطار لأنه أرخص وسيلة ..فبعد أن انتهوا من عمل يوم شاق والفرحة تغمرهم بالجنيهات المعدودة التي تسد جوع أهليهم وذويهم ولكن كان قطار الموت أسرع ليحصد أرواحهم وتتحول الفرحة إلي مأتم في لحظات معدودة.
ووراء كل ضحية قصة إنسانية وحكاية تنهمر معها شلالات الحزن والآسي تدفعك للتعاطف وتجبرك علي اليقظة والإيمان بأن العمر لحظة إلا أنها لن تزحزح أي مسئول عن كرسيه الذي تشبث فيه بيديه وأسنانه ولن يتركه حتي آخر نفس في حياته.
صدعونا بقولهم ..المصري اللي علي حق ..يقول للغلط لأ .. ولكن هل طبقها كل مسئول بهيئة السكة الحديدية ؟ هل فكر كل مسئول أن يترك مكتبه المكيف وسيجاره الفخم ويقرر النزول لركوب أحد تلك القطارات المتهالكة التي أكل عليها الدهر وشرب وأصبحت غير صالحة للاستهلاك الآدمي رغم تخصيص مليارات الجنيهات من جيوبنا وضرائبنا من أجل تطوير السكة الحديد ولكن أين هذا التطوير ؟ هل ستكون النهاية حفلة شواء جماعي كما حدث في قطار الصعيد أم أجسام متمزقة وأشلاء مبعثرة غير واضحة المعالم كما رأينا في باقي الحوادث .
من يساعد أسرة جمالات التي اعتادت علي إعداد العيش الفلاحي في " فرن بيتها " وتذهب لبيعها في احد الأسواق بالجيزة لتعول بالجنيهات البسيطة التي تكسبها زوجها المريض وأحفادها اليتامى التي راح أبوهم وهو ابنها عن دنيانا منذ شهر تقريبا ..وكأنها اشتاقت إليه لا تقوي علي فراقه فلم تتحمل قسوة الدنيا ولحقت بابنها في دار أفضل .
جمالات استيقظت مبكرا كعادتها ذهبت إلي زوجها لتوقظه لصلاة الفجر ثم أسرعت لتلقي نظرة الوداع علي أحفادها واحتضنتهم بقوة وأوصت زوجها خيرا بهم " مالكش بركة إلا باليتامى " ثم تركت له 10 جنيهات كي يشتري بهم طعام الإفطار له ولهم ثم ألقت السلام عليه مسرعة لتلحق بالسوق .
وتقضي يوما شاق ومرهقا ولكن التعب سرعان ما تحل مكانه الفرحة بعد أن باعت حصيلة الخبز الذي بحوزتها وعادت لتستقل القطار وقد أحضرت بعض الفاكهة لأحفادها ولكن جمالات لم تعد فبعد حادث ارتطام قطار العياط بالجاموسة توقف القطار فجأة أسرع عدد كبير من ركاب العربة إلي الأمام لمعرفة أسباب الارتطام إلا أن إرهاق السيدة العجوز وضعف صحتها لم يجعلها قادرة علي الحراك ليأتي قطار الموت الثاني ليحيلها إلي أشلاء امتزجت بفاكهة الأحفاد الذين لم يذوقوها ولن يذوقوها .
مأساة سيد لم تختلف كثيرا عن مأساة جمالات فالعامل البسيط الذي لم يتجاوز عمره بعد الخامسة والخمسين اعتاد أن يستقل هذا القطار كي يذهب إلي مقر عمله بالعياط ..الفرحة تعلو وجهه خاصة وأنه يستعد لتزويج ابنه الجمعة المقبلة ..عكف في الفترة الأخيرة علي أن يبذل جهدا مضاعفا كي يشتري مستلزمات العرس واحتياجاته وقد انتهي الأب من عمله وعاد مسرعا الي أولاده الذين اعتادوا علي سماع صوت طرقاته المميزة ليصيح أصغرهم فرحا " بابا جه " بينما يتمني العريس عودته سريعا حتي يستكمل معه الاستعداد ليوم الفرحة الكبري ولكن لم يأت الطارق السعيد بعد ..الباب لا يزال موصدا والقلق بدأ يتسرب الي القلوب .. حتي علم ابناه بالخبر القاتل الذي نزل عليهم كالصاعقة فأسرع " العريس الحزين " ليلقي نظرة الوداع علي جثمان والده لا يصدق أن الفرحة عمرها قصير جدا وكأنه قدر علي الغلابة ألا يفرحوا أبدا .
جمالات وسيد و16 ضحية آخرين دمهم في رقبة المسئولين الذين ألقوا بالمسئولية علي الجاموسة القاتلة لأنها تسببت في تعطيل القطار ولم تخبر سائق القطار الثاني أن عطلا أصاب القطار الأول لمدة 35 دقيقة وكأن علي الجاموسة التي راحت هي الاخري ضحية للحادث أن تحاكم بتهمة القتل العمد .
[/size]

» وينطلق قطار العمر ويقف فى بعض المحطات ولا يقف فى الاخرىوالمطلوب اجمل محطه وقف فيها قطار العمر ولماذا هذه المحطه بالذات
» @#$ قطار العمر@#$ بعض الاحاسيس اقتلها قبل ان تقتلك $$ مما راق لى فى رحله تصفحى اليوم $$
» عيون ترصد /// بصراحه قطار الفتاوى انحرف وخرج عن القطبان للاسف
» عندما ينطلق قطار الحياه هناك اسأله لابد ان نجاوب عليها مما تصفحت واعجبت بها
» ومازال قطار الفتوى يقتحم كل المحطات بدون رادع له اوفرمله تحريم الجلوسعلى الكراسى