عد قصة حب كبيرة .. تركني وعاد لزوجته !
الموضوع كله أنى لم أرتبط عاطفيا ولا مرة في حياتي وكنت دائما أبحث عن فتى أحلامي ، حتى قابلته يكبرني بما لا يزيد عن 10 أعوام ، مشكلته أنه مطلق ولديه ولد .. أحبني بشدة وجذبني إليه بحنيته وعطفه عليا لأني ببساطة محرومة من الحنان الذكرى سواء من أب أو خال أو أخ أو عم ... حتى الآن أنا لا استطيع أن أحكم على مشاعري تجاهه لا أعلم أن كانت مشاعر حب أم احتياج عاطفي فقط للحب والحنان والاهتمام لفتاه لم تذق طوال سنوات عمرها الـ 23 طعم الاهتمام بها كأنثى وبتفاصيلها... فاتحني في أمر الزواج وارتبطت به فترة لا تزيد عن شهرين
. استمتعت بحبه وحنانه ورغبته الدءوبة في إسعادي فقط ... ولكن بالإضافة إلى انه مطلق ولديه طفل فان ظروفه المادية متعسرة بشكل كبير بالإضافة إلا أنه يقتطع جزء من مرتبه للإنفاق على ولده... وأيضا مستواه التعليمي والاجتماعي أقل من مستواي ... وبالرغم من كل شيء قربى منه جعلني أتمناه مرات عديدة كزوج لي بالرغم من كل ذلك وربما لأني لم أذق هذا الحنان والاهتمام والرعاية من رجل من قبل .. وللعلم والدتي حنونة جداً ، وهى إنسانة رائعة تعوضني عن عدم وجود حنان الأب ولكن بعدما تقربت منه اكتشفت أننا غير مناسبين لبعض في أشياء كثيرة ولكنه شخصيته الحنونة الرائعة كانت تجعلني أفكر في الأمر كثيرا وفى النهاية تركنا بعض وبعد شهرين علمت أنه عاد لزوجته وهنا كانت صدمني وحزني الأكبر .. ربما أبدو أنانية لأني رفضته بسبب ظروفه... والآن حزينة وأبكى لأنه ذهب لغيري .. كل ما أريده الآن أن أنسى هذا الإنسان وأتوقف عن التفكير فيه وفى كل الذكريات التي كانت بيني وبينه سعيدة وأصبحت مؤلمة بعد عودته لزوجته ، ماذا أفعل وبماذا تنصحني وهل كان قراري صائب عندما تركته ؟
ندي مرسي - مصر
كنت تعلمين بعيوبه جيداً وتعرفين أنه لم يكن يليق بك لكنه وترددت في قبوله كونه لم يحقق لك ما تتمني من الحياة الكريمة ، ولذلك ترددت في الارتباط به ، فعاد إلي زوجته فماذا تريدين منه الآن ، إن كان قرارك صائب أو غير صائب فلن يفيد الكلام فقد عاد إلي زوجته وعليك أن تبحثي عن حياتك بعيداً عنه ، أما الحب والذكريات وكل ما إلي ذلك من كلام ساذج فلا معني له الآن أنت لأنك لازلت صغيرة جداً وقليلة الخبرة تتصورين أنها نهاية الحياة أن يتركك رجل رغم أن الحياة علي اتساعها ورحابتها لا زالت أمامك .
فلم تتعلقين بحبائل الوهم الكاذب ولما تغلقين عقلك وقلبك علي مستقبل يفتح أمامك كل السبل وترفضين إلا العيش أسيرة تجربة مرت وعبرت ولا يمكنها أن تعود ، فقد كانت كل المؤشرات تشير إلي استحالة ارتباطك بهذا الشخص وإن حدث ارتباط فالفشل مصيره الحتمي والمؤكد ،لا لفارق السن فقط ولكن لكل الفروق الاجتماعية من سن إلي تعليم إلي زواج وإنجاب وما إلي ذلك ، إضافة إلي مشكلات مع زوجة سابقة ، هذا كله قبل أن يعود إلي زوجته ، وهو قد عاد إلي زوجته الآن يتوجب عليك إذن أن تنسي كل ما كان يربطك به ، لأن تذكرك إياه لن يثير في نفسك إلا الحزن والشقاء و سيعمد إلي صنع غشاوة علي عينيك وقلبك تمنعك عن رؤية الوضوح الحقيقي للحياة ، ولن تستفيدي من جراء ذلك أي شيء.
وتذكري أن أحدنا لن يمر من هذا الطريق- طريق الحياة إلا مرة واحدة ، فلم تضيعين الحياة في التوقف أمام ماضي لن يمكنك إعادته مهما فعلت ، فهل توقف هذا الرجل أمامك طويلاً هل تمسك بك لم يحدث عند أول بادرة أمل له مع زوجته عاد إليها تاركاً إياك غارقة في وهم الحب والذكريات الساذجة ، وها هو يعيش حياته وتبقين أنت قيد الانتظار ، وبدلاً من أن تتخطي هذه المرحلة ولا تتوقفي عندها طويلاً تسألين نفسك أسئلة لا مكان لها ولا محل من الإعراب ، فلا السؤال مفيد ولا الإجابة عنه ستغير مما وقع شيء .
عزيزتي أنت صغيرة جداً لتحكمي علي تجربة عابرة في حياتك بالأهمية ، فافتقارك إلي النضج والخبرة يجعلان من نظرتك للحياة وحكمك عليها نظرة غير صائبة وحكم منقوص ، أجلي أحكامك علي التجربة الآن وانتظري إلي أن تمر في عمرك سنوات تستفيدين فيها من الحياة أو تتعلمين منها تجارب جديدة ، وانسي ما حاق بك الآن ، ولا تفكري إلا في المستقبل وما الذي تنوين فعله .
هل تعرفين ما الذي تحتاجينه الآن ، أنت تحتاجين إلي أن تقوي إيمانك وتعززي صلتك بربك وقد قال المهاتما غاندي " بغير الصلاة كان يتحتم علي أن أكون مجنوناً أو معتوهاً" .. فنحن دون اللجوء إلي الله نصبح شخصيات هشة تعبث بها الحياة و تحولها إلي ريشة تتقاذفها الرياح وتلقي بها في أي مكان ، لكننا بالإيمان بالله وبالقضاء والقدر خيره وشره نكون كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء لا تؤثر فيها الرياح ولا تعصف بها الأنواء ، فلو أنك طلبت العون من ربك لأمكنه سبحانه وتعالي أن يدلك علي الطريق السليم لا بل وأن ينزع من قلبك حباً أهوج زرعته بشكل شيطاني وترفضين الآن اقتلاعه ، يقول عالم النفس الشهير وليم جيمس " إن بيننا وبين الله رابطة لا تنفصم فإن نحن أخضعنا أنفسنا لرعايته لتحققت كل أمنياتنا وآمالنا" .
عواطف عبد الحميد
رئيس تحرير لهن
نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي
تابعوا أوتار القلوب علي الفيسبوك
[b][b]