لما رأى يوسف عليه السلام نعمته قد تمت , وشمله قد اجتمع , عرف أن هذه
الدار لايقر بها قرار , وأن كل شيء فيها ومن عليها فان , وما بعد التمام
إلا النقصان , فعند ذلك أثنى على ربه بما هو أهله , واعترف له بعظيم إحسانه
وفضله , وسأل منه وهو خير المسئولين - أن يتوفاه أي : حين يتوفاه على
الإسلام , وأن يلحقه بعباده الصالحين , وهكذا كما يقال في الدعاء : ( اللهم
أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين ) أي : حين تتوفانا .
ويحتمل أنه سأل
ذلك عند احتضاره عليه السلام , كما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عند
احتضاره أن يرفع روحه إلى الملأ الأعلى والرفقاء الصالحين من النبيين
والمرسلين , كما قال : ( اللهم في الرفيق اأعلى ) ثلاثاً . ثم قضى . ويحتمل
أن يوسف عليه السلام سأل الوفاة على الإسلام منجزاً في صحة بدنه وسلامته ,
وأن ذلك سائغاً في ملتهم وشرعهم , كما روى عن ابن عباس أنه قال : ماتمنى
نبي قط الموت قبل يوسف .
والله أعلم .
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الامى وعلى ال واصحابه اجمعين .