سئل أعرابى عن العشق فقال : العشق إن لم يكن ضرباً من السحر فهو لسعة من الجنون .
وسئلت أعرابية عن صفة الهوى فقالت : الحب أوله ميل تهيم به نفس المحب ، فيلقى الموت كاللعب . يكون مبدؤه من نظرة عرضت ، أو مزحة أشعلت فى القلب كاللهب . كالنار مبدؤها من قدحة فإذا تضرمت ، أحرقت مستجمع الحطب .
وقال أعرابى : إن الصبر على الهوى أشد من الصبر على البلاء . كما أن الصبر على المحبوب أشد من الصبر على المكروه .
وأنشد الشاعر فقال :
ليس خطب الهوى بخطب يسير ... لينبئك به مثل خبير
ليس أمر الهوى يدبر بالرأى ... ولا القياس ولا التفكير .
إنما الحب والهوى خطرات ... محدثات الأمور بعد الأمور .
وسئلت أعرابية عن الهوى فقالت : هو الهوان غلط باسمه ، وإنما يعرف مانقول من أبكته الطلول .
وأنشد مجنون ليلى يقول : أصلى فلا أدرى إذا ما ذكرتها ... اثنتين صليت الضحى أم ثمانياً .