سألت حكيماً يوماً ما هو الحب
فقال لي: هو شيء لا نراه لكننا نحس به هو كالهواء لا نعرف أين يبدأ ولا أين ينتهي
فقلت له: لكني أعتقد أن الحب هو في العطاء
فقال لي : العطاء ينتهي عندما ينفذ ما تعطيه
فقلت: إذاً هو التضحية
فقال : التضحية تصل إلى ذروتها عندما نموت في سبيل ما نضحي من أجله
سألته , هل هو أكثر من الحنان
أجابني , هذا يرحل مع وفاة الأم
حسناً ماذا عن الوفاء
قال يفنيه غدر الأصدقاء
ألا يمكن أن يكون الإباء
فقال , لا فقد يطعن بسهم الخيانة
أردت أن أكمل أسئلتي فقاطعني وقال
إسمع يا بني إن الحب هو أن تضحي وتحن وتفي وتأبى من أجل من تحب دون مقابل
واعلم أيضاً أن الناس لو أدركوا يوماً معنى الحب, ما كان لينتهي العطاء ولا يقف في طريقنا الموت , وما كنا سنحرم من حنان الأم, وما كان الغدر يطعن ظهر الوفاء وما شقت الخيانة صدر الإباء
سألته , وهل أدركته يوماً؟
قال نعم
متى؟
عندما وصلت مع من أعشق إلى مرحلة لا أعرف ما هي أيقنت وقتها أني وصلت إلى الحب
فالحب أكثر من أن يوصف
الحب هو الحب
سألته , وهل هذا ممكن
هل هناك من يعطي كالأب
ويحن كالأم
ويسامح كالصديق
هل هذا ممكن؟
دون مقابل؟
قال لي
يا ولدي طالما أن النفس وهواها يحكمنا والشيطان يسيطر علينا
سنرى هذا مستحيل
لكننا إذا فكرنا مليّاً, في من خلقنا دون مقابل وأعطانا دون توقف, وحن علينا بعد ابتعادنا عنه
في من هو يرانا أين ما كنا ومحيطٌ بسرنا وعلانيتنا
في من يجب أن نعبده ليس خوفاً من ناره ولا طمعاً بجنته وإنما لأنه يستحق العبادة
في الله عز وجل
نعرف عندها ما هو الحب وندركه
يجب علينا أن نعرج بأرواحنا من هذه الدنيا الدنية وتصبح أرواحنا معلقة بالملكوت الأعلى
فنحس أننا في هذه الدنيا في سجن مشتاقين للحالق بالأحرار
الذين حرروا أنفسهم من الشرك والمعصية وطهرهم الله من كل رجسٍ وحرام
عندما نسير على خطى أهل معدن العلم وأهل بيت الوحي
على خطى فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
يصبح عندها المستحيل ممكناً وننال رضاه والجنة
توقيع
فيلسوف الحياة