هذا السؤال يتردد بين المصريين في جميع أرجاء التجمعات سواء العمل أو النوادي أو حتي في ملتقي الأصدقاء أو حتي في وسائل المواصلات تغطي تلك السمة من الأسئلة بين الناس وبعضهم البعض أنت من «الفلول» أم من «الثوار» أم من أهل «الكنبة» أو «البلكونة»؟ هذا هو السؤال! ولعل بمداخلتي بهذا المقال في تحديد هوية «الثورجي» من غيره أري بأن ما حدث في مصر يوم 25 يناير وما أعقبه من أحداث تراكمية وصلت إلي قمة الدراما الإنسانية مساء يوم 11 فبراير بتنحي أو تخلي الرئيس السابق عن منصبه علي لسان نائب رئيس الجمهورية السابق، قد جعلنا جميعًا كمصريين مهما اختلفت مشاربنا واتجاهاتنا علي أننا علي مشارف عصر جديد، ولاشك أيضًا بأن حتي المنتفعين من النظام السابق حينما يجلسون إلي أنفسهم بعيدًا عن أعين الناقدين هم أيضًا آمنوا بأن هذا الحدث الجلل في مصر يجب أن يستقيموا خلفه وأن يعضدوه ولعل المحاولات التي يجب أن يتفق الغالبية العظمي عليها في المجتمع هي أن نعمل علي تنقية المجتمع وأن نحاول ضم الصفوف وأن نستبعد تلك النزاعات الطائفية، لأن الحق يقول: إن غالبية ما يطلق عليهم «فلول النظام» استمر أكثر من ثلاثين عامًا في إدارة شئون البلاد لا يمكن أبدًا أن نصف المصريين إلي تابعين للنظام يتعدي عددهم الثلاثة ملايين، كما أشير سابقًا عن أعضاء الحزب الوطني المسجلين في كشوف معلنة وتصنيف آخر للثوار حيث ـ أيضًا هؤلاء ـ هناك شك كبير في أن نجمعهم أو نرصدهم أو نعرف مشاربهم وحقائق حول موقفهم قبل 25 يناير، وبعد نجاح الثورة في الإطاحة برءوس النظام بل محاكمتهم ورغم أن مصاحبة لذلك الحدث استقبل مكتب النائب العام عشرات بل مئات البلاغات منها ما هو كيدي ومنها ما هو حقيقي عن «فلول» النظام، كما يطلق عليهم ممن استفادوا من النظام السابق دون وجه حق أو ممن أفسدوا في الحياة السياسية في العهد السابق.
واعتقد أن إدارة الكسب غير المشروع قد استقبلت كثيرين ممن كان في حقهم بلاغات وتم الإفراج عن البعض وعلي رأسهم رموز من النظام السابق مثل الدكتور «مفيد شهاب» والسيد «فاروق حسني» وغيرهما مما يؤكد أن من يطلق عليهم «فلول» وهؤلاء المذكورون هم كبارهم لم يثبت في حقهم شيء مخالف للقانون حتي كتابة هذه السطور وبالتالي فإن ما نطلقه علي البعض بأنه «فِلّة صغيرة» أو «فِلّة كبيرة» يتبع ذلك الحديث بين المصريين عن كهنة «فلة» من غيره، والآن السؤال هو هل أنت من «الفلول» أم من «الثوار» هو سؤال يصعب الإجابة المحددة عليه! لذلك وجب أن ننسي تلك الهيافات وتلك النبرة من الحقد الاجتماعي «والكره» المتبادل وتصفية الحسابات.
حيث البلاد في أشد الاحتياج لشد أذر الجميع لبعضهم البعض لكي ننهض بهذه الأمة ونتجة لطريق وحيد هو وحدة الصف والإنتاج والاستقرار علي شكل الحكم والنظام الذي نرتضيه لبلادنا، التي نتمني أن تصل إلي صورة من صور البلاد الديمقراطية المدنية الحديثة ! وليس بالسؤال أنت من «الفلول» أم من «الثوار» هو السؤال الأهم اليوم ولكن الأهم هل نحن جميعًا مصريون مؤمنون بالتغيير أم لا ! هذا هو السؤال !.
[b]