يروي والعهدة علي الراوي ان ملكا من ملوك فرنسا, كان مريضا مرض الموت, وملازما الفراش في قصره الملكي لايبرحه, وكان هذا الملك مكروها من شعبه, ولكن الشعب الفرنسي وبدافع من الفضول او التشفي كان تواقا لان يعرف تفاصيل مرض الملك,
وماذا يأكل او يشرب وهو مريض بعد ان كان يأكل في عز مجده الكافيار الروسي والفواجراة (كبدة الوز) والشيكولاته ويشرب الشمبانيا, وهل حكم عليه الزمان بأن يأكل السمك البكلاه والجبنة, كما كان يأكل عامة الشعب (البكلاه سمك كبير مجفف).هل مازال حيا أم فارق الحياة, ورفض اطباؤه تحت قسم أبوقراط أن يبوحوا بتفاصيل مرضه أو أكله للصحافة باعتبار ان مرض الانسان, من ادق خصوصياته, حتي لو كان شخصا عاما اكتفاء بنشرة موجزة تشير الي اعتكاف الملك مع التمنيات بالشفاء. ولكن صحفيا شابا عفريتا (بكسر العين) وهو وعلي النحو الذي عرفه به المجمع اللغوي الشديد الدهاء في قضاء حوائجه وبدافع من السبق الصحفي استطاع هذا ان يتسلق اسوار القصر ليختلي بصديقه خادم الملك الملازم له في غرفته, واسمهLAPALICE وطلب منه ان يبين له حقيقة مرض الملك ونوع المرض وان كان الملك حيا او فارق الحياة وماذا يأكل فأجابه الخادم الامين, بأن الموت حقيقة ولكن لايعلمها الا الله, وان من المؤكد انه اذا مات اي ملك فسيرتفع شعار مات الملك يحيا الملك ولم يجبه الخادم وكان هو الآخر عفريتا, عن ماذا يأكل او لا يأكل لان الاجابة معناها انه حي. وعاد الصحفي هذه المرة من سلالم القصر حاملا خفي حنين وخاب امله في الخادم الذي حافظ هو الاخر علي اسرار مرض سيده وحياته, من ان تلوكها الالسنة وتنتشر معها الشائعات, اما هذه الحقيقة البديهية التي اعلنها لاباليس فقد سارت مثلا في ذلك الوقت حين يحاول شخص ان يؤكد لآخر حقيقة بديهية فيقول له انها حقيقة لاباليس, اما الحقيقة الغائبة فهي التي ظل الفيلسوف الإغريقي ديوجينيس يبحث عنها حاملا مصباحه في عز الظهر وقضي نحبه ولم يجدها.. ولكننا سنجدها ولو بعد حين..
توتا توتا, ولأنها حدوتة تجمع بين متناقضين السياسة والحقيقة تبقي ما حكتش الحدوتة.