قصيدة رثاء لأخي ورفيق دربي إلى ربي
الشاب الشهيد الحافظ سليمان عبده مهيوب العديني (رحمه الله تعالى)
الشاب الهاديء المبتسم الذي قُتِل غدرا على أيدي الشرطة العسكرية
في نقطة شارع الستين - مخلاف - تعز ...
أبشِر برضـوانِ الإلـهِ جـزاءً واهنـأ حيـاةً لا تخـافُ فنـاءً
قد نِلتَ من ربِّ العبـادِ شهادة ً وسعـادةً ومـحبـةً وضيـاءً
أعطاك عُمُرا بالصَّلاحِ مُباركاً ودعاك حين أحبَّ منك لقاءً
قد كنت فينا يا سليمان التُّقى نعم الجليس محبةً وإخاءً
مُتخلِّقاً بكتـاب ربِّك شامـخـاً مُـتســامِحــاً مُـتـعـاونـاً بنَّـاءً
بالوالدين بررت فُزت بحبهم بل نِِلت منهم رِفعةً ودعاءً
وإذا رآك أخٌ تهلل وجهُهُ من نور وجهك مُشرقاً وضَّاءً
وفؤادُك المملوءُ كلَّ فضيلةٍ فاق الصَّفاءَّ تألُّقاً ونقاءً
قد عِشت فينا طالباً ومُعلِّماً لكتاب ربِّك تبتغي الآلاءَ
قد كنت فينا ثائراً ومُؤثِّراً ترجو لدينِك عزةً وإباءً
ياأيها الغِرِّيدُ بين أحبَّةٍ تتلو الكتاب تغالب الأهواءَ
هاقد رحلت عن الأحبة فائزاً حقاَ فربُّك يصطفي الشهداءَ
فاقرأ ورتِّل ذكرَ ربِّكَ وارتقي وارقَ المراقي واعتلي العلياءَ
وانظر إلى وجه الكريم بلذَّةٍ واحيا سعيداً لا تذوق شقاءً
واشكُ إلى الجبار ظلمَ عصابةٍ سفكوا الدماءَ ومزَّقوا الأحشاءَ
عاثوا فساداً في البلاد وأسرفوا قهروا الأُبوَّةَ يتَّموا الأبناءَ
ولقد أهانوا كُلَّ حُرٍّ صادقٍ واستمسكوا بالخائنين ولاءً
هجروا الكتاب وحُكمَهُ ونظامهُ فاقوا الغباءَ حماقةً وغباءً
ثرنا عليهم حينما ضقنا بهم ذرعاً، وزادوا حملنا أعباءً،
فتآمروا وتوعَّدوا وتعربدوا وتساقطت أوراقُهُم سوداءَ
تبَّت أيادي القاتلين تقطَّعت أجسادُهُم وتحرَّقوا أحياءً
ظنُّوا أساؤوا للشهيد بغدرهم فمضى الشهيد يُمزِّقُ الظلماءَ
وشكى إلى الرحمن واستجدى به نصراً لكل الثائرين سواءً
فتحوَّلَ استشهادُهُ في نحرهم وتكبَّدوا الخسران منه جزاءً
دَمُهُ البرئُ أحال كلَّ حياتهم رُعباً، ظلاماً، ذِلَّةً وشقاءً
فاز الشهيد بحُلمِه وبجنَّةٍ وبروضةٍ خضراء إذ تتراءى
وجوار خير المُرسلين وصحبه والحُورُ عِينٌ أُنشِئت إنشاءً