عندما ينتصف ليل ميدان التحرير.. يبدو القمر شاحباً.. يختفى خلف الغيوم.. يتنهد بعمق.. يتوارى خجلاً!!
يعم الظلام.. ترتعد أسود القصر.. لسعات النيل الثائر بسرمدية عبر الزمن تقشعرهم..
يطأطئ الحجر منكسراً.. يشعر بالبرد!!
يتلاقى الخوف مع البرد.. فوق ممر.. يتلاقى الحب مع الخجل.. تداعى أعمدة فولاذ تحمله.. ينهار الحلم.
يتذكر لمسات فتاة دافئة تنتظر حبيباً يسكنها.. فيفيض الهمس..
يتمالك نفسه.. يتحمل.. يرفع جبهته كجسر شاهد فينا منذ عصور!!
يبتسم بدمع يتساقط على وجه النيل..
ينصهر الدمع فيحمله.. يمنحه بريقاً.. يدخله مملكة النهر.. يخلده!
يبتسم النيل يطمئنه.. يقسم لصديق تجمعهم سنوات البوح.. يوماً ما؟!
زهرة غاردينيا طافية من أرض حرة.. قطرات دموعك ترويها.. يوماً ما؟!
يتلاقى الحر مع العسكر وسط الجسر بلا قربان كالعادة.. بلا أزهار قد تذبل.. بلا قطرات من دم.. ستحرر أرواح الجسر.. ستغادر أشباح القصر!!
يوماً ما؟؟
ستقوم الثورة فى مصر