يا مصري ليه دنياك لخابيط والغلب محيط/ والعنكبوت عشعش على الحيط وسرح على الغيط/ يا مصري قوم هش الوطاويط كفاياك تبليط / صعبة الحياة والحل بسيط حبه تخطيط/ فتحت باب إستيرادك/ وصرفت فوق ضعف إيرادك/ حلى للخواجة أستكرادك / سابك بتقرأ في أورادك..
الشاعر الجميل المحبب إلى قلبي وقلوب كثيرين سيد حجاب كتب هذه الكلمات منذ عشرات السنون وكأنما تنبأ بالثورة منذ ذلك الأوان، أراني استحضرها الآن وكأنها كتبت هذه الأيام غناها على الحجار بسحر صوته وكبرياءه وعنفوانه.
نعم كتبت منذ سنوات طويلة لكن كتب عليا أن نستمع فقط لكل ما هو سطحي وقبيح وركيك، أما الكلمات التي تتحدث عن فلسفة الحياة وفلسفة المصريين وتركيبتهم قد طرقت علينا وفرض علينا موضوعا واحدا هو العشق والغرام فقط .
فعلى الرغم من نسائم الثورة التي بدأنا نتنفسها هذه الأيام الا أن العنكبوت لا يزال يعشعش على حياتنا، يحيط بنا في كل مكان في الفن والثقافة والسياسة والأجتماع والحياة بشكل عام، لازال الفساد هائم على صدورنا، يرفض أن يتحرك فلازال أمامنا المشوار طويلا، حتى يتسع الجو العام للثورة على كل ما هو فاسد، وكل من يقرر أن يظل في مكانه على الرغم من أنف الأغلبية، حتى كل من يفكر أن يقدم رأيا رديئا.
كلمات سيد حجاب هي دائما المعبرة عن واقعنا، فيقول " فتحت باب استيرادك وصرفت فوق ضعف ايرادك" وهو بالفعل ما حدث الآن فتحولنا من دولة منتجة تزرع وتصنع إلى دولة تستورد كل شىء من القطن المصري وحتى الفراولة أصبحنا لا نحقق أكتفاء ذاتي في أي شىء.
لماذا لا يعود على الحجار للغناء ويعيد غناء هذه الأغنية ويصورها وتذاع وتنشر في هذا الوقت بالتحديد، أعتقد أنه لا يوجد وقتا أنسب من هذه الأيام، التي فيها نحاول أجلاء العنكبوت من كل مكان..
من الكلمات التي كتبها سيد حجاب كذلك منذ سنوات وغناها كذلك على الحجار أغنية عبقرية عن القاهرة الساحرة العاطرة الآثرة النيرة الخيرة، كلمات يغنيها على الحجار في حفلاته كقطعه حجر التي تشعل النار بين الحضور، يغنيها ودون موسيقى، الأ أنها هي المتصدره في جميع حفلاته منذ ما يقرب من ستة أعوام، تلك الكلمات هي سطور في عشق الوطن، عشق المدينة التي قد نضج منها، نسافر بعيد باحثين عن لحظات هدوء تعيننا على العيش ودائما حتما نعود نستأنس بشوارعها وميادينها وبناسها الطيبين.
أغنيتان لسيد حجاب وعلى الحجار يجدر بمن يهمه الأمر أن يسجلها بأقوى صوت ويصورها بطريقة الفيديو كليب.. هل من مجيب؟
آخر حركة
آن الآوان أن ننظف آذاننا، ننقي وجداننا، ونطهر قلوبنا، آن أوان الغناء الجميل.. لذلك أهدى هاتين الأغنيتين لأي شركة أنتاج تحمل فقط نزق الثوار.
للاستماع لأغنية "يا مصري ليه