أميرة سمير السيد 16 سنة إحدي شهداء ثورة الشباب الذين قدموا دماءهم الطاهرة فداء لمصر.. الحزن والصدمة والبكاء والألم كانت تكسو الاب والام والشقيق الاصغر احمد الكلمة الأولي جاءت علي لسان الأب وهي أنه استعادة مصر لحرياتها يوم 11 فبراير أكبر عزاء في ابنته أميرة.
قال الأب في يوم 25 يناير كان بمنزله بمنطقة السيوف القريبة من قسم الرمل ثان وزوجته والشهيدة أميرة وأحمد يتابعون ما يحدث في الشارع من أحداث الثورة عبر التليفزيون.
كانت أميرة الطالبة بالصف الأول الثانوي صاحبة مشاعر منجرفة وحزينة علي الشباب الذين يتساقطون الواحد تلو الآخر بأيدي الشرطة وكانت الدموع تنساب من عينيها وهي تري ذلك وتصرخ قائلة حرام دول لسه صغيرين يابابا وكنت أحاول تهدئتها وأقول لها إن الحق سينتصر في النهاية وكانت أميرة تريد أن تصبح طبيبة أطفال لتعالج الأطفال وتمنع تألمهم من أي مرض ومع بشاعة المشاهد التي كانت تنقلها الفضائيات أغلقت التليفزيون وفوجئت عند الساعة الخامسة بأميرة تقول لي إنها ستذهب لمنزل صديقتها هدي المجاور حيث ميعاد الدرس وقمت بتوصيلها واطمئننت لوصولها لشقة صديقاتها.
مع اقتراب عقارب الساعة إلي السادسة فوجئت بصوت اطلاق نار كثيف بالمنطقة ولم أفهم مغزاه فمنطقة المظاهرات كانت بعيدة عنا حيث كانت في القائد إبراهيم لكني بعد أن أطللت من شرفة منزلي عرفت من جيراني أن هناك اشتباكاً بين المتظاهرين وضبط قسم الرمل ثاني وأن ضباط المباحث بالقسم يطلقون النار عشوائياً من أسلحتهم علي المتظاهرين.
أضاف الأب شعرت بخوف شديد علي أميرة وقرأت الخوف في عين والدتها التي سقطت فجأة علي أحد مقاعد الانتريه وكان جرس تليفون المنزل يرن في تلك اللحظة لأرفع السماعة وأجد علي الطرف الآخر أصوات صراخ وعويل لم أميزها لكني تأكدت أن شيئاً ما قد أصاب ابنتي ولم أنتظر فهرولت لشقة صديقاتها لأجد ابنتي وسط بركة من الدماء وصديقتها هدي تصرخ بأنها تلقت رصاصة أطلقت من القسم أثناء وقوفهما في الشرفة حيث كانا يشاهدان الأحداث وحاولت أميرة بكل عفوية التقاط صورة لما يحدث بكاميرا تليفونها المحمول.
استطرد الأب حملت أميرة وهي تنزف وتوجهنا علي الفور لاحد المستشفيات بعد أن أحضرنا سيارة اسعاف بصعوبة وكنا نعتقد أنها مازالت حية لكن أطباء المستشفي كشفوا لنا المصيبة وأنها متوفاة.
أضاف الأب أنه سقط علي الأرض وكذلك والدتها وشقيقها وباقي أفراد الأسرة بعد سماعهم قول الأطباء وبعد أن قام المواطنون بمساعدتهم علي استعادة وعيههم توجهوا بعد ذلك إلي المشرحة ليجدوا منظر لن يستطيعوا محوه من ذاكراتهم ما استطاعوا فقد كانت مثل السلخانة الدماء في كل مكان وجثث الشباب فوق بعضها البعض وأحضرنا الطبيب الشرعي الذي كشف علي ابنتي أن سبب الوفاة طلق ناري اخترق جسدها من الصدر مروراً بالقلب وخرج من الظهر.
توقف الأب عن الكلام والدموع تنساب من عينه واستطرد أنه بعد نجاح الثورة شعر أن دماء أميرة لم تذهب هدراً لكنه لن يستريح له بال هو ووالدتها وشقيقها سوي بتقديم الذين أطلقوا النار علي المواطنين وأسقطوا منهم ما يزيد علي 17 قتيلاً للمحاكمة العسكرية ليعيد لنا حق أبنائنا من هؤلاء القتلة.
2- في بيوت شهداء المطرية.. فرحة باللون الأسود
محمد عبدالرازق ترك 3 أطفال بلا عائل.. وسمير وجد جثمان ابنه بالصدفة
أم مصطفي لم تعرف الفرحة إلا في التحرير أماني صالح
هناك بيوت امتزجت فيها الفرحة التي عاشتها مصر الجمعة الماضي بحزن عميق لأن أبناءها قدموا حياتهم قربانا للوطن ضمن ثورة الشباب..
بيوت أهالي الشهداء مازالت ترتدي السواد وتنتظر القصاص من قتلة العزل بالرصاص الحي ويسألون عن تعويض الشهداء ومنهم الطالب الشاب ومنهم الزوج والأب.. أسر مازالت تبحث عن حقوق أبنائها الضائعة خصوصا وان صورهم غير متداولة كباقي الشهداء.
3 - في مساكن العقاد بالمطرية تسكن وحيدة معوض ام الشهيد محمد عبدالرازق 35 سنة "صاحب محل دواجن" تحكي اللحظات الأخيرة قبل ان تفقد ابنها الأكبر للأبد. مشيرة إلي انه ادي صلاة الجمعة وسمع عن المظاهرات وخاف علي أحد العاملين لديه لذلك خرج يبحث عنه وهو اكبر أبنائها وحرص علي توديعها قبل خروجه وتقبيلها علي رأسها وعلق عندما وجدها تشاهد التليفزيون ¢بتتفرجي علي ايه يا أمه..ده بره موت وسلم عليها.
وبعد دقائق جاءها خبر إصابته في المظاهرات فلم تصدق. في البداية لم تعرف حقيقة إصابته عندما وجدت ضمادة علي رأسه..وحاول البعض التخفيف عنها بانه وقع علي رأسه وتم عمل عملية له لمحاولة إنقاذه ولكنه لفظ أنفاسه الاخيرة وكان التقرير الطبي من مستشفي المطرية أكد وجود أعراض ما بعد الارتجاج وكسر بقاع الجمجمة ونزيف تحت الأم العنكبوتية ونزيف تحت الأم الجافية ورصاصات داخل أنسجة المخ أدت إلي تفريغ التجمع الدموي..
اما زوجته رشا اسماعيل فتصفه بالزوج الحنون الطيب وكان يحرص علي تناول الافطار مع أسرته قبل الذهاب إلي عمله وتقبيلهم خصوصا أطفاله فارس "9 سنوات" واحمد "6 سنوات" وجني "عامان ونصف العام".
وتقول لم نتوقع انها آخر مرة نراه فودعنا بشكل عادي ليؤدي صلاة الجمعة ولكنها كانت الجمعة الاخيرة.. مشيرة إلي انها نزلت تنتظر رجوعه حتي اخبرها ابنها أن الشارع يقولون انه مصاب فذهبت إلي مستشفي المطرية لتفاجأ بمنظر الدماء والاصابات ولم تتوقع أن تجد زوجها وسطهم..
وبين دموعها تقول ان ابنها الأكبر "رابعة ابتدائي" يحاول التماسك وتلقي عزاء والده بينما الابن الاخر "لم يدخل المدرسة" يحاول مواساتها بان ¢بابا في الجنة والجنة فيها حاجات حلوة..¢ أما الصغري فمازالت تسأل عنه حتي اليوم فين بابا.
وتقول شقيقته فتحية عبدالرازق ان شقيقها كان يمتلك محلا للدواجن وعاني كثيرا بسبب بهدلة انفلونزا الطيور علي حد قولها. فلا يملك تأمينا أو معاشا وأصبحت أسرته بلا عائل في لحظة وتتساءل: ماذا تفعل أسرته. أحاول عن نفسي انزول إلي المحل لادارته ولكن هذه الأسرة تستحق ان تعيش حياة لائقة وان يفتخر الأبناء بان والدهم شهيد وليس قتيلا بسبب أحداث البلطجة كما قالت الصحف في البداية.
وتعود الزوجة لتتكلم مستفسرة عن غياب صورة زوجها ضمن الشهداء وان يعرف أهاليهم بالضبط الاجراءات المطلوبة للحصول علي مستحقاتهم.
وتعلق أمه أن تعاطف أهل الحي ومحاولاتهم المستمرة لتكريمه سواء باللوحة الرخامية التي أهدوها لها وتحمل اسم شارع الشهيد محمد عبدالرازق
حكاية اخري تملؤها الدموع تحكيها "سيدة عبدالرءوف" أم الشهيد مصطفي محمد مصطفي الشهير بمصطفي العقاد "18 سنة" طالب ثانوي صنايع قائلة ان ابنها نزل عقب صلاة الجمعة ليعبر عن رأيه في المظاهرات في ميدان المطرية بعد ان عرف انها سلمية ولكنه تلقي رصاصة في قدمه من الشرطة فسقط أرضا وتلقي رصاصتين في صدره.. ونقلوه بسرعة إلي مستشفي جراحات اليوم الواحد بالاميرية ولكنه توفي بعدها بهبوط حاد في الدورة الدموية بعد توقف عضلة القلب بسبب إصابته بطلق ناري في الصدر كما أشار التقرير الطبي..
ويلتقط طرف الحديث الأب محمد مصطفي مشيرا إلي أن الطبيب أخرج له رصاصة وأعطاها له وسأله إذا كان يريد إخراج باقي الرصاص. فرفض مكتفيا بالرصاصة التي يحتفظ بها كذكري أليمة لن تفارقه..
ويضيف الأب ان ابنه كان محبوبا علي مستوي منطقته وكان ¢طوعا¢ حسب تعبيره لأسرته وجيرانه لذا كانت جنازته شعبية حيث حمله جيرانه وغطوه بعلم مصر..
ويتذكر الأب بفخر ان مثل هذه الجنازة وما حملته من مشاعر صادقة لن يحظي بها أي من المسئولين الذين تسببوا في قتله هو وباقي الشهداء..
وتعود الام لتقول: ان يوم الجمعة كان فارقا في حياتها ففي جمعة الغضب فقدت ابنها الحبيب ولكن في جمعة التنحي التأمت بعض جراحها لذلك نسيت حزنها وذهبت إلي ميدان التحرير لتحتفل مع الشباب ولما عرفوا انها أم الشهيد احتفوا بها.
تقول ببساطة كأنني شخصية مهمة في البلد.. كادوا يشيلوني من علي الارض شيل كانوا يقبلون صورة ابنها الشهيد ويغنون لها افرحي يا أم الشهيد.
يستكمل الحديث الأب محمد مصطفي قائلا ان تكريم الشهداء قد حصلوا عليه عندما تم تأدية التحية العسكرية للشهداء في بيان الجيش ولكنه في الوقت نفسه يتمني أن يتم تخصيص أرض من الاوقاف لبناء مسجد يحمل أسماء الشهداء جميعا.. كتكريم لهم..
ألم وحيرة
نفس الألم والحيرة تعتصر قلب سمير أحمد سعدون "موجه لغة انجليزية" من شارع مختار عبدالعال بالمطرية والذي فقد ابنه ابراهيم سمير أحمد سعدون "18 سنة" الطالب في الجامعة العمالية بالفرقة الثانية..
ابراهيم خرج إلي المظاهرات ليعبر عن رأيه وأمل كثيرين في تغيير إلي الأفضل ولكنه لم يعد إلي البيت..ظل والده في حالة قلق عليه حتي ظهر السبت وعندما قرأ في شريط الأخبار عن جثث مجهولة بمستشفي الدمرداش.. دار في ذهنه خاطر مؤلم أيكون ابنه من بينهم؟ وهنا سأل خالد ابنه الأكبر أن يذهب للاستفسار في المستشفيات ويبدأ بمستشفي المطرية الأقرب لسكنهم..
وبعد قليل جاءه الخبر المؤلم عندما تعرف الأخ علي جثة أخيه وكان التقرير الطبي قد تحدث عن طلق ناري حي في القلب والجهة اليسري عن مسافة لا تتعدي المتر..
ويقول سمير انه خلال عمله بالتربية والتعليم ربي آلاف الطلاب علي المباديء والقيم وهو لا يستكثر ابنه علي الوطن.. لكنه يطالب بتعويض الشهداء وأسرهم وتكريم أسماء الشهداء وكذلك محاكمة القتلة في ميدان عام سواء الرئيس باعتباره رأس النظام أو وزير الداخلية.. البوسترات التي طبعوها وانطلقوا في مظاهرات فرح أمام بيتها عقب تنحي الرئيس قائلين لها ¢دم الشهداء هو الذي اهدي مصر هذه الفرحة¢ وهو ما يهون عليها ولكنها تتمني اهتمام الدولة ومحاكمة المسئولين.
4 - اختلط الحزن والفرح بمركز منيا القمح بالشرقية حيث سقط أول شهيد للمحافظة فى ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وعدد آخر من المصابين فى أحداث الثورة التى لم تهدأ جذوتها بعد.. ربما ما حول شعور غالبية أبناء المحافظة من الحزن على فراق زهور تتفتح لا تزال فى مقتبل العمر إلى فرحة وفخر بالاستشهاد هو أن هؤلاء لقوا ربهم دفاعا عن أحلامهم من أجل تحقيق العدالة التى اختفت فى السنوات الأخيرة وحلت بدلا منها الرشوة والفساد والمحسوبية.
فى قرية الصنافين سقط أول شهيد من محافظة الشرقية بميدان التحرير يدعى عبد الكريم أحمد رجب-24 سنة- وشهرته "كريم" خريج كلية علوم الأزهر، ويعمل فى صيانة أجهزة الحاسب الآلى بالقرية.. ينتمى كريم لأسرة مكونة من ثمانية أفراد، فهو الأخ الأوسط لأربعة أشقاء ذكور وبنتين، أما الأب فهو رجل بسيط ليس له عمل ثابت ومريض بالكبد والسكر وكان كريم سنده وعونه المادى لتحمل تكاليف العلاج والمعيشة الصعبة.
تقول "أم محمد" -50 سنة- والدة كريم: دم ابنى لم يذهب هدرا إننى أحتسبه عند الله ولكنى أطالب بمحاكمة المسئولين عن قتله هو ومئات الشباب الآخرين "إل زى الورد".. يكمل الأخ الأكبر للشهيد ويدعى محمد -28 سنة-: كريم كان من الشباب الغيور على وطنه رافض للظلم والقهر الذى كان يعانى منه المجتمع.
يردف: خرج يوم 25 يناير مثل كل الشباب المصرى فى تظاهرة بالزقازيق ثم توجه هو وشقيقة الأكبر عبد المعطى- 26 سنة- يوم 27 يناير فى "جمعة الغضب" إلى ميدان التحرير واستمرا فى تظاهرهم إلى ليلة الأربعاء، وعلمت فجرا من خلال التليفزيون أن هناك عمليات بلطجة وقتل للمتظاهرين فشعرت بالقلق عليه فاتصلت به للاطمئنان عليه فرد على وقال"لا تخف على إحنا هنخرج من هنا رجالة وهطفش بتوع الحزب الوطنى" سمعت بعدها صوت طلق نارى وانقطع الاتصال فاتصلت بشقيقى عبد المعطى الذى اخبرنى أنه علم أن كريم أصيب من أحد أصدقائه بطلق نارى فى الرأس وطلق آخر بالرقبة واستشهد فى الحال.
5 – كشك لام الشهيد
الطفل عبد الله محمد محمد على عراقى- 15 سنة- بالصف الأول الثانوى من مدنية منيا القمح قصة أخرى سجلت فصولها فى الشرقية، هو أول شهيد يسقط بالمحافظة اثر اعتداء قوات الشرطة الغاشم على المواطنين بإطلاق أعيرة نارية بشكل عشوائى، سقط خلالها نحو 24 شهيدا ومصابا.. فرغم حالة أسرته المادية الصعبة حيث إن والده توفى منذ عدة سنوات وتعول الأم الأسرة المكونة من 6 أبناء، إلا أن عبدالله كان طالبا متفوقا فى الدراسة.. كان يحلم بدخول كلية الطب لعلاج شقيقة الأصغر خالد من مرض السرطان وأمه الذى هدها التعب للإنفاق على أبنائها، فأسرة الشهيد ليس لها دخل سوى كشك حلويات عبارة "صاج" بدون باب بجوار محطة القطار وليلة الأربعاء المشئوم ذهب الشهيد عبدالله لإحضار سجائر من أحد تجار الجملة بجوار مركز الشرطة الذى تصادف وقتها إطلاق الشرطة أعيرة نارية بشكل عشوائى على متظاهرين لتسهيل خروج المساجين فأصيب عبد الله بطلق نارى فى العين اليمنى استشهد على إثره، تضيف الأم هوايد رمضان، 45 سنة: استغل البلطجية ومسجلون خطر حصرتى على ابنى وقاموا بسرقة الكشك الذى أعول به 6 أبناء وأيضا التوك توك الخاص بنجلى أحمد- 20 سنة- ويعمل عليه لعدم وجود وظيفة رغم أنه حاصل على معهد كمبيوتر، تكمل أن ما آلمنى جدا هو أننى عندما ذهبت لمحمد لمعى رئيس مجلس مدنية منيا القمح لكى أطلب منه السماح بمتر فى متر لأعمل حوائط من الطوب للكشك حتى لا يسرق مرة أخرى، فوجئت به يطردنى من مجلس المدنية، لأننى ست فقيرة ومريضة، وعزائى أن تكون منزلتى عند الله كبيرة لأننى أم شهيدة، وسيأتى يوم يحاسب فيه كل ظالم.. ما زاد من مشكلتى إننى أدفع رسوم نظافة وكهرباء للمجلس أو إعانة حيث إننى مدينة بقرض 12 ألف جنيه كنت اقترضتها لعمل صاج للكشك.
6 - أصيب أيضا فى ميدان التحرير فى الأحداث الدامية التى شهدها الميدان أشرف على حسن هيكل 33 سنة، متزوج، أصيب بطلق نارى فى الذراع الأيمن الأربعاء ماضى يقول: كنت مع شباب الحماية فى حائط السد من ناحية المتحف المصرى حيث كنا ليل نهار حول المتحف نحمى آثارنا من البلطجية وفى ذلك اليوم فوجئنا بالبلطجية يعتلون أسطح المبانى المجاورة ويلقون علينا زجاجات بنزين وطوب وأطلقوا أعيرة نارية علينا، وأثناء التصدى لهم قمت أنا وزملائى بالقبض على عشرات منهم الذين عند تفتيشهم عثرنا على بطاقات تحقيق الشخصية تثبت أن جمعهم يعملون بوزارة الداخلية، وأثناء تولى القبض عليهم أصبت بطلق نارى من قبل أحد القناصة بالعمارات.
كما أصيب سعيد تهامى مدرس بمدرسة الثانوية بنات بطلق نارى فى الكتف، وطلق نارى بالوجه، ذلك بعد أن تصادف زيارته لأحد أصدقائه الذى يسكن بالدور الرابع بمنزل يبعد عن مركز الشرطة 500 متر، إذ سمع صوت ضجيج ففتح الشباك لكى يستعلم الأمر فأصيب
علاء عاطف عثمان المسارع، من مدينة المنزلة بالمنصورة، 24 عاما، خريج كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر الشريف، لم يجد عملا يناسب دراسته فعمل مع والده في شركة لنقل السيارات.
علاء ذهب إلى ميدان التحرير من يوم 25 يناير بعد أن قبل دعوة الشباب على موقع "فيس بوك"، وظل 3 أيام هناك مع أصدقائه، ليستشهد وهو في طريق العودة لمنزله.
شقيقه الأصغر محمود، حمل صورة أخيه الشهيد في ميدان التحرير، وحكى لشبكة "أون إسلام" قصة استشهاد أخيه الشاب: "علاء قرر الرجوع للمنزلة يوم جمعة الغضب 28 يناير وفي طريقهم للخروج كان الجيش قد قرر فرض حظر التجول، وعلى مدخل المدينة كان هناك مجموعة من العرب تتبادل ضرب النار مع الشرطة العسكرية".
سكت محمود ليأخذ نفسه وهو يستعيد ما حدث لأخيه وأصدقائه: "علاء تجاوز الجيش وجاءته رصاصة من الخلف، اخترقت رأسه من الخلف لتخرج من الأمام.. التقرير الطبي جاء به طلق ناري من جهات غير معلومة.. لا ندري من أطلق على أخي الرصاص".
محمود ووالده جهزوا أوراقهم وقدموها لنقابة المحامين في القاهرة التي بدأت تتخذ إجراءات قانونية لتأخذ حق الشهيد علاء وغيره ، وقال محمود: "أخويا دمه مش هيروح هدر ومش هنرتاح إلا لما نعرف مين اللي ضرب عليه النار"
7 - الشهيد المبتسم
اسمه: أحمد يسري عبد البصير مصطفي.. السن: ٢٧ عاما..
لعنوان: فاقوس شرقية, هو الشهيد ذو الوجه المبتسم الذي ظل شهرا كاملا أسير ثلاجة مستشفي الهلال.
فمنذ ليلة جمعة الغضب 28 يناير وهو في انتظار أسرته التي تعرفت عليه أخيرا بعد شهر من الغياب, وانفردت صحيفة الأهرام القومية بنشر قصته في محاولة للوصول لأقاربه.
وذكرت الصحيفة في عددها اليوم الإثنين أن العديد من قراء الأهرام المتابعين لقصة الشهيد المبتسم تبرعوا له بكفن وسيارة الإسعاف لتودعه إلى مثواه الأخير إلا أن تسلم أسرته جثمانه الطاهر تعطل إلى اليوم بعد أن أمرت النيابة بنقله إلي مشرحة زينهم لتشريح الجثمان وإجراء تحاليل الـحامض النووي له وأسرته.
وقالت الأهرام إن "والدة الشهيد لم تتحمل الصدمة بعد أن كشفت عن وجهه المبتسم لتصرخ قائلة أحمد ابني مات وأصيبت بحالة انهيار.
وبعد أن تمالكت نفسها قالت: إبني طيب كان بارا بي وبوالده وكان يتمني الشهادة دائما ويطلب مني الدعاء له أن ينالها وكنت أظن أنه يبالغ فيما يقول وأدعو الله بأن يفرج همه لأنه ظل منذ تخرجه في معهد الفني الصناعي يبحث عن عمل محترم يوفر له حياة كريمة خاصة أن ظروفنا صعبة وكان يريد مساعدة والده لتربية أشقائه إلا إنه لم يوفق فكان دائم التنقل من وظيفة لأخرى وبأجر بسيط وظل عاطلا عن العمل لفترة طويلة استغلها في قراءة القرآن والتقرب إلي الله والتفقه في الدين ومتابعة أحاديث الشيوخ خاصة محمد حسان الذي كان يتنقل وراءه في المحافظات لمتابعة دروسه.
وأضافت أنه كان دائم التغيب عن المنزل لفترات يعود بعدها, لكنه هذه المرة طال غيابه وحاولت البحث عنه دون جدوى وشعرت وقتها أن مكروها أصابه خاصة بعد أحداث الثورة وسقوط عدد من الشهداء واعتقال الشباب حتى أتى إلينا بعض الأقارب وأكدوا أنهم شاهدوا صورة شبيهة له في الأهرام ووجوده بمستشفى الهلال فحضرنا وفوجئت بشكل ابني وعرفته من ابتسامته التي لم تكن تفارق وجهه, ولا أريد شيئا من أحد وحسبي الله ونعم الوكيل في من قتله وكل ما أتمناه أن أكرمه وأدفنه لأن أكثر ما آلمني هو الحالة التي وصل إليها بعد بقائه في المستشفي مدة طويلة.
متاعب أمنية
وقال والده وهو موظف بسيط على المعاش : أحمد ابني الكبير وكان دائم التقرب من الله والتزم دينيا إلا أنه تعرض للعديد من المتاعب الأمنية وتم اعتقاله عدة مرات من أمن الدولة ولا أعرف ماذا كان يتعرض هناك وكل مرة كان يعود من هناك أكثر إصرارا على حدوث تغيير بالبلد لأنه زهق وكان يهرب من المنزل بالأيام ويعيش حالة نفسية وعصبية سيئة خوفا من القبض عليه, وفي المرة الأخيرة غادر المنزل قبل 25 يناير بفترة وحمل حقيبة ملابسه متجها إلى القاهرة واتصل بي بعدها وقال إنه يبحث عن أي عمل هناك لمساعدتي لتربية أشقائه وبعد اختفائه ظننت أنه معتقل وسيعود حتى اكتشفت استشهاده, ولا أملك إلا احتسابه عند الله شهيدا وعزائي أنه استشهد في ثورة ستغير وجه مصر إلى الأفضل ولكني أطالب بمحاسبة من قتلوه.
وأطاحت الثورة المصرية التي استمرت 18 يوما بالرئيس المصري حسني مبارك الذي أعلن تنحيه يوم 11 فبراير وتسليم السلطة للجيش.