إذا كان هناك من لديهم قدرة علي التلون مثل الحرباء فإنهم لا يستطيعون الآن أبدا أن يخفوا مواقفهم القديمة فلا مكان للحرباء الآن.
هؤلاء الذين طالما دافعوا عن شلة كانت تنهب في البلد وتسرق أموالنا من جيوبنا لتلقي لنا بالفتات يحاولون الآن أن يتلونوا مثل الحرباء لكنني أؤكد لهم أن أمرهم مكشوف تماما، فالتاريخ لا يمكن أن يفقد ذاكرته أبدا.
التاريخ يحمل بكل وضوح مواقف هؤلاء بالصوت والصورة ولا يمكن بأي حال أن يتقبلهم الناس الآن وهم يحاولون دفن مواقفهم القديمة والخروج علينا وهم يرتدون لونا جديدا في محاولة فاشلة للتواجد والبقاء .
هؤلاء ينسون أو يتناسون عمدا أن الناس تعرفهم جيدا وتتذكر أنهم لم يكونوا يوما في صفوف البسطاء وإنما كانوا في صفوف اللصوص والقتلة وكان من الأفضل أن ينسحبوا ويتواروا لكن إذا لم تستح فافعل ما شئت وهؤلاء لا يستحون ولذلك يحاولون أن يتلونوا ويقفزوا فوق ثورة الشعب وكأنهم كانوا جزءا منها!
هؤلاء الذين كانوا يتباهون بصورهم مع من هم في السلطة، بل وكانوا يتحدون الآخرين ويرهبونهم من خلال علاقتهم بأصحاب الكراسي.
يتعاملون معنا الآن وكأننا مجموعة من السذج البلهاء ويظنون أننا سننسي لكننا لن ننسي ولن نتركهم أبدا يقفزون علي دماء الشهداء الغالية.
هؤلاء الذين لا يستحون عليهم أن ينسحبوا .. هؤلاء المعروفون لكل البسطاء لــــــم يعـــــد لهـــــم مـــــكان ، لابــــــد أن يـــــدركـــــــوا هـــــذا وسواء طال الوقت أو قصر فمن المؤكد أنهم سيكونون خارج الصورة الصورة النظيفة التي لا مكان للحرباء فيها.
جاء وقت الحساب
نعم كنا نعلم أننا نتعرض للسرقة.. كنا ندرك أن بلدنا غنية وأن هناك من ينهبها.. كان كلاماً كثيراً يتردد في الشارع عن شلة «الحرامية الكبار» لكننا لم نكن نتخيل أبداً أن تصل السرقة إلي هذا الحد الذي انكشف أخيراً.. لم نكن نتخيل أنهم يسرقون كل شيء وأي شيء وأنهم لا يريدون أن يتركوا شيئاً لهذا الشعب المطحون.. مليارات لم يصل خيالنا إليها لكن يبدو أنهم اعتادوا عليها فأصبحت المليارات هي أقل ما يرضي أطماع هؤلاء اللصوص لكنهم نسوا أن هناك شعبا قد يصمت ويصبر وعندما يقرر الانفجار لا يمكن أن يسكته شيئاً أو ترهبه القنابل والرصاص الحي.
هؤلاء الذين سرقوا بلدنا ووضعوا أياديهم بكل بجاحة في جيوبنا ولم يتركوا لنا شيئاً جاء وقت حسابهم الذي ننتظره جميعاً.
لقد سقط الحرامية الكبار والاتهامات الموجهة لهم بقدر ما صدمتنا وأحبطتنا لأنها كانت سرقات بلا حدود تغطي ديون مصر الخارجية وتزيد لكن في النهاية كانت هناك فرحة بسقوطهم وأمنية بأن تعود تلك المليارات إلي البلد والشعب الأحق بها لأنها فلوسنا في النهاية.
إن الذين هربوا بأموالنا من قبل ربما لصوص أصغر بكثير من الذين تجرأوا علي سرقتنا وهم يكلموننا عن الشرف وعملهم لصالح الشعب، كانوا يسرقون المليارات ثم يمنحون الناس ملاليم تحت حجة قلة الإمكانيات لكن لكل ظالم يوم وجاء يوم الحساب الذي لابد أن يكون عسيراً ولابد من شفافية كاملة لأن الشعب لن يرتضي بأقل من أن يري بعينيه هؤلاء اللصوص وهم يحاكمون ويسقطون.. نعم لم يعد الحساب فقط يوم الحساب لكن الحساب جاء وقته الآن.[b]