بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)
وقال: (والذين أمنوا أشد حبا لله)
وبعد :فإن أصل المحبه المحموده التى أمر الله تعالى بها وخلق خلقه لاجلها:
هى محبته وحده لا شريك له,المتضمنه لعبادته دون سواه.
فإن العباده تتضمن غايه الحب بغاية الذل, ولا يصلح ذلك إلا لله عز وجل وحده .
قال صلى الله عليه وسلم:(والذى نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخارى
وإذا عرف الانسان ذلك(المحبه) هى التى تحرك المحب فى طلب محبوبه الذى يكمل بحصوله له,فتحرك محب الرحمن ,ومحب القران ,و محب العلم و الايمان , ومحب المتاع والاثمان ,و محب الاوثان والصلبان ,ومحب الساء والمردان, ومحب الاوطان , ومحب الاخوان فتثير من كل قلب حركة إلى محبوبه من هذه الاشياء. فيتحرك عند ذكر محبوبه منها دون غيره.
ولهذا تجد محب النساء والصبيان ,ومحب قران الشيطان بالاصوات والالحان لا يتحرك عند سماع العلم وشواهد الايمان, ولا عند تلاوة القران,حتى إذا ذكر محبوبه إهتز له و ربا ,وتحرك باطنه وظاهره شوقا إليه وطربا لذكره.
فكل هذه المحاب باطله مضمحله سوى محبه الله وما والاه ,من محبة رسوله , وكتابه ,وديمه ,وأوليائه. فهذه المحبة تدوم ,وتدوم ثمرتها ونعيمها بدوام من تعلقت به.