ليس بالبغال والجمال تواجه ثورة الإنترنت
بقلم أسامة هيكل ٥/ ٢/ ٢٠١١
لم يكن هناك من يتصور أن تنجح ثورة الشباب فى تحقيق غالبية أهدافها بهذه السرعة.. ولم يكن بيننا من تصور أن شباب مصر على هذه الدرجة من الوعى والفهم والتحضر.. فقد نظموا مظاهرة محترمة، وكانوا حريصين على نظافة الميدان طوال فترة التظاهر، وكانت وقفتهم سلمية بنسبة ١٠٠٪، هدفها التعبير عن الرأى والمطالبة بالتغيير، وكان من الطبيعى أن يحاول البعض القفز على هذا النجاح، وكان من الطبيعى أن تسعى جهات غريبة كى تنسب لنفسها ما تحقق، وكان من الطبيعى أن يندس بينهم مزايدون، وكان من الطبيعى أيضاً أن يغضب النظام مما اضطر للاستجابة له.
وكما أن لهؤلاء الشباب الغاضب حقه فى التعبير عن رأيه، فإن للمؤيدين للرئيس مبارك حقهم فى التعبير عن رأيهم، ومن حقهم تسيير المظاهرات بالطريقة نفسها، ولكن المؤسف أن هذه التظاهرات المؤيدة اتجهت صوب ميدان التحرير الذى يتظاهر فيه المعارضون قبل أسبوع من يوم الأربعاء الدامى. والمؤكد أن هذه المظاهرات التى خرجت يوم الأربعاء الماضى لتأييد الرئيس مبارك لم تكن عفوية، ولم تكن على المستوى نفسه من التحضر، ومن المؤكد أن هذه المظاهرات خرجت بتخطيط فى توقيت واحد لتخفيف الضغط على الرئيس، خاصة بعد أن قدم تنازلات رفض أن يقدمها عبر ٣٠ عاماً، وهنا لابد أن نسأل عن الشخصية أو مجموعة الشخصيات التى خططت لهذه المظاهرات؟!
وأيا كان اسم أو أسماء أو صفات هؤلاء المخططين لمظاهرات تأييد الرئيس، فلابد من إعلان أسمائهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة ارتكاب جريمة ضد الإنسانية، فميادين مصر كثيرة وكبيرة، ويمكن التظاهر فيها كلها تأييداً للرئيس، دون أن يمثل ذلك خطورة، ولكن أن يدفع مخططو المظاهرة بها إلى ميدان التحرير نفسه، فلابد هنا أن نفهم الهدف، فمن خطط كان يريد المواجهة، وكان يريد أن يلقن المعارضين الذين أجبروا النظام على تقديم تنازلات، درساً قاسياً، ولا مانع من إزهاق أرواح بعضهم حتى يكونوا عبرة لمن يريد أن يعتبر. استخدم المتظاهرون المؤيدون للرئيس، الذين وصفهم التليفزيون المصرى بأنهم مؤيدون للاستقرار، كل أنواع العنف مع الشباب الذى تظاهر فى الميدان قبل ذلك بأيام، دخلوا عليهم بالجمال والبغال والخيول وعربات الكارو فى مشهد همجى أعطى انطباعاً بأن مصر عادت للقرون الوسطى، واستخدموا السياط والعصى الغليظة والطوب، وفى نهاية اليوم استخدموا كرات اللهب والرصاص الذى أطلق من فوق أسطح العم