لصعب
يقدمها : شكري القاضي
عندما يشتعل الثلج ..!!
* أنا امرأة في الخمسين من عمري أحببت وتزوجت وأنجبت. وهأنذا أشاهد ابنتي الكبري إلي جوار عريسها في الكوشة. يااااه الأيام تجري بسرعة والعمر أيضاً يهرب مني دون أن أعرف معني السعادة. نعم لم أعرف معني السعادة ولم أشعر بأنوثتي قط. لا تندهش فالزواج لا يعني السعادة وأيضاً الانجاب من رجل اختطفني من حبيبي يعد نوعاً من تثبيت الأمر الواقع. فكم كان حبيبي رجلاً متفرداً كنت أري الدنيا بعينيه واتنفس برئتيه. أحببته بكل جوارحي وأحبني أيضاً إلي حد العشق. أردت أن أعوضه عما أصابه من آلام. تمنيت أن أدفع كرسيه المتحرك بيداي حتي آخر العمر. ولكن والدي رحمه الله خيرني بين التمسك بحبيبي وبينه. واخترت والدي. ولو عادت بي الأيام للوراء مرة أخري سوف أختار والدي أيضاً لأني لو فعلت غير ذلك لم عرفت معني الراحة طوال عمري أو بمعني أدق لسقطت فريسة للندم وفقدت رضي الأب والأم معاً. ولكن في مقابل الحصول علي رضي والديي والتضحية بحبيبي تحولت إلي إنسان بلا مشاعر تقريباً. فالمرأة بدون مشاعر تصبح عالة علي نفسها قبل أن تكون عبئاً علي زوجها. واعترف لك أني ضحيت بأنوثتي في نفس اللحظة التي ضحيت فيها بحبيبي. وكم حاولت أن أعرقل زواجي وأن أنفر زوجي مني حتي لا يتمم الزواج ولكنه كان في واد آخر .وها هي ابنتي الكبري في الكوشة وها هي فرحتي تمتزج بآلام الفراق وقد يسأل سائل ولكن كيف مرت سنوات عمرك دون آثار جانبية بسبب فراق الحبيب. والاجابة علي طرف لساني فقد كنت اتابع اخباره لحظة بلحظة فقد تزاملنا في مؤسسة واحدة. ولأن حبيبي من أصحاب الهمم العالية والإرادات الحديدية. فقد اطمأننت عليه ولم يساورني القلق علي مستقبله. الأمر الذي أعانني علي المقاومة فلم أحاول التواصل معه قط. ولكن كنت أسعي لسماع صوته بشكل أو بآخر كلما غالبني الحنين إليه. وعندما مات والده أرسلت له برقية عزاء باسم مستعار.. المشكلة يا سيدي أني لم أعد احتمل فراقه. أتمني أن أسعي إليه وألقي بنفسي بين ذراعيه. فهو يتنفسني أيضاً ويتمني اللحظة التي يسمع فيها صوتي عبر الهاتف. ولكني أخشي أن أدمر حياتي من ناحية وأفسد عليه حياته من ناحية أخري.. أنا في حاجة إلي نصيحتك ليس فقط. بل إلي نصيحة كل القراء.
المعذبة : ولاء . ف القاهرة الكبري
** قلبي معك يا سيدتي. فالأمر جد شائك وأنت علي وشك الاقتراب من لقب "جدة" ومع ذلك جذبك الحنين إلي الماضي. وإذا كان الرجل يحقق ذاته بتحقيق مجده الشخصي. فإن أقصي طموحات المرأة أن تحققپمشاعرها مع الرجل الذي تحب. ولأني علي يقين أن "الأنثي وما تريد" فإني مندهش من قدرتك علي التحمل. أما وقد نجحتي في مقاومة مشاعرك طوالپربع قرن. فلا أملك لك سوي الدعاء بالتغلب علي لوعة الحب بابتسامة الحفيد المنتظر. وأعتقد أن رجلاً بمواصفات حبيبك. فهو قادر علي تجاوز آلام الفراق. وإن كنت لم تذكري هل تزوج حبيبك أم مازال يعيش علي ذكراك. وإذا كان قد تزوج هل تعتقدين أنك مازلت تتربعين في قلبه أو بمعني آخر. هل تشعرين حقاً أنك مازلت تستمعين إلي دقات قلبه.. رأيي الشخصي أن أحاسيسك غير منطقية ولا محل لها من الإعراب. وإذا كان للقراء رأي آخر فنحن في الانتظار.[b]