من السهل على أي امرأة أن تكشف كذب زوجها بكل بساطة حتى لو بدا عليها عكس ذلك ، وهذا الأمر لا يعلمه العديد من الرجال ، وبالتالي يتمادون فى الكذب إلى أن يفيض بزوجاتهم الكيل.
ويشير خبراء علم النفس إلي أن هناك بعض الدلائل تعتمد عليها المرأة لكشف كذب الزوج من دون حاجة الى جهاز كشف الكذب وتحقيقات تنتهي بنقاش حاد دون جدوي ، فالرجل عندما يكذب يترك أدلة وإشارات قد تظهر على ملامح وجهه أو على حركاته أو حتى طريقة جلوسه أو على نبرات صوته ، لأنه في هذه الحالة يلجأ إلى ألف طريقة وطريقة لإخفاء الكذب بإغراق الزوجة بتفاصيل واهية ، أو ادعاء النسيان.
الخبير في كشف الكذب دان كروم، الذي سبق له أن عمل في هذا المجال لأكثر من ربع قرن مع وكالة المخابرات الأميركية، يقول إن الرجل لا بد أن يلجأ إلى الكذب بين وقت وآخر ، ليس حباً في الكذب، بل مجرد كذب أبيض في أغلب الأحيان لا ضرر منه، يلجأ إليه ربما للمحافظة على الغرور والمعنويات.
ويضيف قائلاً بحسب جريدة "القبس" إن الرجل يقضي سنوات عديدة من حياته في بناء نفسه وتكوين شخصيته ، ولا يريد بالطبع أن يسيء إلى الصورة المرسومة له في ذهن الزوجة التي يريد لها أن تظل مقتنعة بأن في الإمكان الاعتماد عليه دائماً وأبداً.
يرونه كذب أبيض
قد يحدث أن يقوم بتوصيل زميلته في العمل إلى بيتها لأن سيارتها تعطلت فجأة، ولو قال لك الحقيقة فلن تصدقي، ومن المؤكد أن العلاقة سوف تتدهور بينكما لذلك يلجأ إلى الكذب والادّعاء بأن سيارته تعطلت أو أنه قام بتوصيل زميل له إلى منزله..ويعتبرها كذبة بسيطة الهدف منها تجنب مشكلة.
وربما يقول لك إنه سيتأخر غداً في العودة إلى المنزل لأنه سيذهب إلى البنك لدفع فاتورة الكهرباء مثلاً، مع أنه كان أبلغك قبل أيام أنه سدد هذه الفاتورة ، وعلى الرغم من أن الكذب الأبيض يبدو في الغالب ليس ذا أهمية في نظر الكثيرين فخبير كشف الكذب يحذر من مخاطره لأنه بكل بساطة يهدد أسس الثقة بين الزوجين ، مؤكداً أن الرجل حين يعرف أنه نجح في امتحان الكذب الأبيض ولم تكتشف الزوجة كذبه، سرعان ما ينتقل إلى المرحلة الثانية والثالثة، ويبدأ كذبه يتنقل بين الموضوعات المختلفة، ويتدرج بين كل الألوان إلى أن يستقر على اللون الأسود وعندها تكون الأمور قد وصلت بين الزوجين إلى نقطة اللاعودة.
وكلما تدرج الزوج في الكذب، أصبحت المخاطر أكبر وتفتحت شهيته على المزيد من الكذب. ويقول خبير كشف الكذب إن المرأة في هذه الحالة ليست في حاجة الى جهاز كشف الكذب حتى تعرف حقيقة الزوج.. تكفيها إشارات وإيماءات وحشرجة في حلق الزوج حين يكذب أو تململ أثناء جلوسه.
اكتشفي الحقيقة
الخبير الأميركي دان كروم يقدم للزوجة النصائح البسيطة التالية لكشف كذب الزوج أولاً ولمساعدته ثانياً على قول الحقيقة من دون زيادة أو نقصان من أجل الحفاظ على العلاقة الزوجية المبنية على الصراحة والثقة:
1 - ارسمي في ذهنك صورة لتصرفاته العادية: بعد فترة من العشرة يصبح في إمكان الزوجة أن تعرف بالضبط كيف يتصرف زوجها في الأحوال العادية.. كيف يتكلم أو كيف يتصرف حين يلتزم الصمت في حالة استرخاء.. كيف يجلس أو كيف يأكل. وتتجلى هذه التصرفات حين يتحدث الزوجان في أمور غير ذات أهمية.. هل يتململ في جلسته مثلاً؟ هل تتحشرج الكلمات خلف لسانه؟ هل يبدأ في مسح العرق عن وجهه؟ هل ينظر بصورة مباشرة إلى وجه الزوجة أم يتعمد النظر في كل الاتجاهات إلا وجه زوجته؟
وعندما تنجح الزوجة في رسم صورة الزوج في أحواله العادية، يصبح بإمكانها بكل سهولة ملاحظة أي تغير في ملامح تلك الصورة المطبوعة في ذهنها، لأن ذلك التغيير يعني حتماً أن الرجل يخفي شيئاً ما.
2 - تابعي لغة الجسد: يقول الخبير الأميركي إن أول دليل على كذب الزوج يمكن ملاحظته من خلال الطريقة التي يظهر فيها رد فعل جسمه على أسئلتك، أو ربما على القصة التي سوف يفبركها حتى قبل أن تسأليه.
فالرجل في الأحوال العادية إذا جلس يستند إلى ظهر المقعد، يضع يديه على رجليه أو على مساند المقعد، وغالباً ما يضع رجلاً على رجل أو ربما قدماً على قدم، وعندما تطرحين سؤالاً يشعر منه بأنك تريدين استفزازه أو إزعاجه وإحراجه، فمن المؤكد أن الوضع السابق سوف يتغير فجأة ، يعدل جلسته بحيث يبتعد ظهره عن ظهر المقعد.. يميل إلى الأمام.. يفك رجليه أو قدميه، وتبدأ حركات يديه كأنها لغة ثانية يريد الاستعانة بها للمساعدة في إخفاء أي دليل على الكذب.
3 - سؤال مباشر: يؤكد كروم أن طريقة طرح السؤال هي التي تحدد نوعية النقاش ونهايته ومن الضروري للزوجة أن تعرف كيفية طرح السؤال الذي تريد.
فإذا كنت على سبيل المثال تريدين معرفة إن كان التقى زميلته في العمل التي تكرهينها وتغارين منها، فطريقة رده ستكشف كل التفاصيل، لأن الصورة المطبوعة في ذهنك سوف تتغير حتماً إذا لم يقل الحقيقة، فإذا شعرت بأنه يكذب، ينصحك الخبير الأميركي بالانتقال الى موضوع آخر وعدم الاستمرار في طرح الأسئلة، لأنك إذا اتهمته بالكذب أو أمطرته بمزيد من الأسئلة، فإنه سيتحول إما إلى الدفاع أو مواصلة الكذب، كما أنه سيكون أكثر حرصاً في المرات المقبلة لإخراج كذبه بصورة أكثر اتقاناً.
4 - اعطي لنفسك الوقت الكافي : ينصح كروم الزوجة بإعطاء نفسها مزيداً من الوقت لجمع الأدلة على كذب زوجها وعندها يمكن اتباع التكتيك التالي:
اطرحي سؤالاً افتراضياً بديهياً، فإذا شعرت أنه يكذب حوّلي الفرضية إلى سؤال مباشر، فلو فرضنا مثلاً أن لديك إحساساً قوياً بأنه تناول الغداء مع زميل أو زميلة في العمل قولي له: أين تناولت غداءك؟ مثل هذا السؤال المباشر يعطيه الفرصة لكي يقول الحقيقة من دون أن يشعر بالضغط من جانبك، بالإضافة إلى أن طرح السؤال بهذه الطريقة المباشرة يجعله يعطي مزيداً من التفاصيل وعدم الاكتفاء بالرد سلباً أو إيجاباً.
ويقول الخبير دان كروم إن طرح الأسئلة من دون توجيه اتهامات يجعل الزوج أكثر اطمئناناً بأنه غير معرض للهجوم من جانبك، وبالتالي يصبح أكثر ميلاً الى قول الحقيقة مهما كانت النتائج.
5 - اكشفي الكذب باحساسك : إذا كانت الزوجة لا تزال تشك في أنه مستمر في الكذب يتعيَّن عليها أن تستخدم إحساسها الغريزي لمعرفة الحقيقة كما يقول الخبير، فهناك رايات حمراء تدل على الخطر لا بد من رفعها حين تتجاوز الأمور كل الحدود المعقولة.
هنا يتعيَّن على الزوجة ملاحظة الإشارات التالية:
* المماطلة ومحاولة كسب الوقت، كأن يقول الزوج: "هل نستطيع التحدث في هذا الموضوع في وقت لاحق"،
أو أن يقول: "ليس عندي جواب على سؤالك" ، أو:" لا يمكن أن أفعل ذلك ولا يمكن أن أسيء الى علاقتنا بهذه الصورة".
* المراوغة : وقد يلجأ الزوج في هذه الحالة إلى المراوغة، كأن يرد على السؤال بسؤال من عنده كأن يقول: "ماذا تريدين أن تقولي بالضبط"، "ماذا تحاولين قوله أو إلى أين تريدين الوصول بسؤالك هذا؟"
* السخرية : زوج آخر يرد بنوع من السخرية والاستخفاف فيقول: "حسناً.. ماذا ستفعلين إذا قلت نعم كنت مع فلان أو فلانة؟: ، وقد يلجأ زوج آخر إلى الحيلة القديمة فيقول: لا أتذكر بالضبط.. حسب ما أذكر.. أو أعتقد أن كذا وكذا.
6 - لغة الجسد : من المهم جداً بالنسبة للزوجة التي تريد معرفة الحقيقة أن تفتح عينيها وأذنيها جيداً، فالزوج الذي يكذب يحاول إغراقها بالتفاصيل غير المهمة في حين أن السؤال المطروح يحتاج الى كلمة أو كلمتين أو جملة مفيدة واحدة لا أكثر ولا أقل.
وقد يصاب الزوج بحشرجة مفاجئة وهو يرد على سؤال الزوجة قائلاً: هل تعتقدين فعلاً أني يمكن أن أفعل كذا وكذا.. كنت أتصور أنك تثقين بي.
ومن الدلائل التي يتعيَّن على الزوجة الاهتمام بها أي تغير على نبرات صوت الزوج. فحين الكذب غالباً ما تتغير نبرات الصوت فتصبح أكثر حدّة أو أكثر عمقاً حسب شخصية الزوج أو مستوى الكذب.
ومن دلائل الكذب التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، أن الرجل حين يكذب يتململ في جلسته.. يحرك قدميه أو ينقر بأصابعه ويفرك يديه.. يلعب بشعره.. أو ربما يتلهى باللعب بساعة يده أو بنظارته.. أو الزعم بأنه يريد متابعة هذا أو ذاك من برامج التلفزيون.
ومن الملاحظات الأخرى.. قضم الأظافر أو مجرد التلهي بالنظر إلى الأصابع والأظافر كأنه يراها للمرة الأولى.. وفي كل الأحوال يتجنب النظر في عيني الزوجة[b]