"الشخصية النرجسية"
[/color]
- المراد بها :
لكل منا ذات وقدرات وطاقات
يختلف فيها عن الآخرين وقد يكون فيه عيوب
ونقص في بعض جوانب الشخصية تفرقة عن غيره .
ويتفاوت الناس في تصوراتهم لذواتهم وقدراتهم وما لديهم
من طاقات وإمكانات فمنهم السوي الذي يعرف نفسه وقدرها فلا يرفعها
فوق مكانتها ولا يبخسها حقها ويسعى في حياته إلى تحقيق طموحاته واستثمار
طاقته بشكل معقول
دون تضخيم لشأنه وبما لا يسبب له
مشكلات في محيطه ومع زملائه وأقرانه
ولا يتعارض مع القيم الدينية والاجتماعية
فهو يتسم بالصراحة ، ولا يبالغ ، (وقد يتواضع ولا يذكر إمكاناته وإنجازاته)
ومن الناس من يهضم نفسه حقها وينزلها دون منزلتها ويتقوقع
على نفسه رغم ما لديه من إمكانات وطاقات وقدرات.
وأما النرجسي فإنه من فئة ثالثة ،
فئة تتسم بالإعجاب بالنفس وتضخم
مفهوم الذات تضخماً لا يشفع له الاعتذار
ولا يجدي معه التغاضي عنه . يرى أحدهم نفسه بعدسات
تكبير مضاعفه ويرى الآخرين بعدسات تصغير مضاعفه ،
يغلب عليه الإعجاب بالنفس والكبر والأنانية والكذب والرياء
- هل يدرك صاحب الشخصية المعجبة بذاتها علته؟
في الغالب لا يدرك النرجسي علته ولا يستبصر ما فيه من خلل !
- أبرز صفات الشخصية المعجبة بذاتها:
صفات هذه الشخصية كثيرة
وملامحها متعددة وقد لا تجتمع في شخص واحد ،
لأجل تفاوت هؤلاء في كثير من الأمور كالذكاء والقدرات
العقلية والمهارات الاجتماعية والإمكانات المادية وغير ذلك.
ويكثر انتفاخ الذات
عند الشباب خصوصاً في مرحلة المراهقة
حيث لا تزال الشخصية تتبلور والثقة بالنفس تتأرجح
بين دونية الطفولة وعلوية أحلام اليقضة وخيالاتها ..
ومن أبرز الصفات:
1. الإعجاب الزائد بالنفس (العجب).
2. يشعر بعظم شأنه وأهمية أمره وأنه فوق أقرانه وخير من كثير ممن حوله.
3. المبالغة في تلميع نفسه وإظهار ما عنده بأحسن
صورة حتى في الملبس والمقتنيات .
4. يمدح نفسه بتكرار واستمتاع (مباشرة أو غير مباشرة)
بمناسبة أو غير مناسبة.
5. يستمتع ويتلذذ بثناء الآخرين عليه ومدحهم له وترتفع بذلك معنوياته .
6. يكثر من لفت الأنظار إليه.
7. الادعاء و الافتراء بأن لديه من الممتلكات
والقدرات والإنجازات شيئاً كبيرا ويحب أن يحمد بما لا يفعل.
8. يتصور ويوهم الآخرين بأنه يعرف
كل ما يدور حوله من أمور ويفهم فيها حتى التفاصيل الدقيقة.
9. يبالغ في طموحاته وأفكاره وأحلامه
ومشروعاته ويدعي لألمعية والعبقرية والذكاء ....
10. يتطلع إلى الألقاب الفخمة والمؤهلات
والممتلكات والمناصب التي تجلب أنظار الناس إليه (رئيس ...)
11. تجذبه الوظائف والأعمال واللجان ذات الوجاهة الاجتماعية.
12. يتبوأ صدر المجلس ويمسك بزمام الحديث
ويكثر من التعقيب بعجب وتمركز حول الذات
إذا عصف الغرور برأس غر توهم أن منكبه جناح
13. مرتبط بالعجب ارتباطاً وثيقاً فهو كالطاووس
مشغولاً بحاله مفتوناً بنفسه متغطرس على غيره.
14. شدة التأثر بالانتقادات مهما كانت يسيرة.
15. يكاد لا يعترف بخطأ فيه.
16. مصلحته أهم عنده من أي شيء.
17. يحسد الناس بدرجة كبيرة خصوصاً الأقران والمنافسين.
18. يتوهم أنه محسود ويبغضه الآخرون لتفوقه عليهم.
19. ينسب لنفسه إنجازات غيره وحسناتهم
20. يتصف بالمخادعة والمخاتلة والنفاق الاجتماعي
والإنتهازيه ويستغل الناس للعمل لصالحه ويوهمهم
أن هذا للمصلحة العامة أو لمصلحتهم.
[/font]
[font="Arial"]- كيفية علاج الشخصية المعجبة بذاتها:
في الغالب لا يكف التوجيه
والنصح في إصلاح هذا الخلل إن لم
يكن في ذات النرجس شيء من الاستبصار بعلته
(وهذا نادر جداً) مع قدر كبير من التدين العميق .
وقد يجدي الاحتواء
والتهذيب لنفوس صغار النرجسيين
(قبل اكتمال أنفتها واستقلاليتها) وإفساح المجال
لقدراتهم وطاقاتهم بشيء من التشجيع والإصلاح النفسي.
ويبقى الدور الأول في التخفيف
من انتشار النرجسية موكلاً إلى الوقاية التربوية
الخلقية، بحيث يجتمع الثواب على الصواب ، مع العقاب
على الخطأ بأسلوب حكيم ومتابعة تربوية واعية تهذب النفوس
وتحفز الموهوبين بحكمة وعقل وتجنبهم انتفاخ الذات والاستعلاء.
- مجلات نجاح الشخصية المعجبة بذاتها:
من فوائد النرجسية أنها تحفز
صاحبها للنجاح الشخصي وبطرق شتى منها :
1. الانتشار الإعلامي للشخص والهالة الإعلامية
له سواء صنعها هو أم صنعت له.
2. الإنجازات المتنوعة والكثيرة (التعليم ،الشهادات،المناصب،الممتلكات).
3. التواصل مع العديد من الأشخاص المهمين وذوي الجاه والصيت.
4. الطموحات العالية والأفكار التجديديه
(وهذا وإن كانت نابغة من رغبته في كسب الشهرة
إلا إنها قد تخدم جهات أخرى ويكون لها نفع عام).
ومع ذلك فإن النرجسية غالباً ما تكون سبباً لمقت الشخص،
وبغض العقلاء إياه، ولاسيما إذا بالغ في إعجابه بنفسه وكبره
واستعلائه على الناس ، وكما قال الشاعر:
أيها الراضع من ثدي الدعاوى إنما ترضع وهماً واحتيالا
- توجيهات للتعامل مع الشخصية المعجبة بذاتها:
يختلف الأمر باختلاف الظروف
والأشخاص ولا توجد قاعدة ثابتة ولكن
هناك بعض الإرشادات العامة :
1. لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك واسأل الله له البصيرة.
2. في المجالات التربوية والإدارية
قد يكون عنده طاقات تخدم الآخرين
ويتفوق بها على غيره ويكون جديراً بالتمكين فلا ينبغي
حجبه دائماً وتغييبه ، خصوصاً إذا فسح المجال لمن هو دونه
وترك هو فهذا يشعل فيه نار الغيره والشعور بالمهانة والسعي إلى الانتقام
وفي المقابل لا ينبغي تركه
دون رقابه أو تمكينه التمكين التام فإنه
سريعاً ما يتسلط على من فوقه فضلاً عمن دونه.
3. إذا كان صغيراً متعالياً فوق
منزلته بكثير، فلا تمكنه من التسلط فيغرق في إعجابه
ويفسد فيما تمكن فيه من الأمور لأجل مصلحته وهواه.
4. إن كان من المقربين (أخ-والد-...)
فالمداراة والتوجيه الهادئ المرتكز على التذكير بعظم
خطورة الكبر و العجب والرياء وبأهمية التواضع والإيثار والتواد والتعاون.
5. إذا كان بينك وبينه خصومه
فلا تتوقع سعيه إليك بالصلح إن كان
مخطئاً إلا لغرض خفي فاحذره ، اللهم إن فتح الله على قلبه
بالهدى وعرف كبره وسعى في إصلاح نفسه.
6. إذا تسلط عليك بالتعالي والادعاء
ولم يجد معه أسلوب الدفع بالتي هي أحسن
استخدم أسلوب الحزم ولا تدعه يصعد على أكتافك أو يستغلك
أو يحقرك ، قال ابن حزم :
( مسامحة أهل الاستئثار والاستغنام
والتغافل لهم ليس مروءة ولا فضيلة ، بل ذلة وضعف
وتعويد لهم على التمادي في ذلك الخلق المذموم) .
. قد يكون طويل النفس
بعيد النظر محكم التخطيط ذا أهداف
ومطامع شخصية بعيدة لا يعلنها إلا إذا قارب وصولها
فإن كانت تخصه ولا تضر غيره فلا إشكال ولكن الغالب أنه لا يخلو
من استغلال لغيره من أفراد أو جماعات فقد يتمسكن حتى يتمكن
وعندها تسلط على من كان ضده ويعيد النظر في الماضي ويفتح
أرشيف الخلافات ويسوي مع خصومه الحسابات القديمة
[color="#556b2f"]وما أعظم خطره إذا كان عنده سلطة و صلاحيات.
[size="3"]
[b]