admin Admin
عدد المساهمات : 2245 نقاط : 4031 تاريخ التسجيل : 14/05/2009 الموقع : تنمية مهارات العمل الاعلامى
| موضوع: خانتنى ونادم لاننى سامحتها السبت 5 سبتمبر 2009 - 2:00 | |
| نادم لأنني سامحتها خانتنى زوجتى
أنا رجل عندي أربعون عامًا، من أسرة محافظة، ولا تسمح بالاختلاط، ومستوانا المادى ممتاز , متزوج منذ 12 عامًا، زوجتي أصغر مني بخمسة أعوام، وكنا قد تزوجنا قصة حب عنيفة00 أنجبت منها ثلاثة أولاد، ولكن منذ أربعة أعوام اكتشفت أنها كانت تخونني مع صديق، فقد كانت زوجتي تذهب عند صديقتها التي زوجها –للأسف- صديقي، ولم أكن أصدق يومًا أن تفعل ذلك
وقد علم ابننا الأكبر الذي يبلغ من العمر 12 عامًا بتلك العلاقة وهو الذي أخبرني بها عندما رآهما في البيت عندنا في خلوة، ولما أخبرتها بأني عرفت تلك العلاقة أنكرت في البداية، ثم اعترفت وأقسمت أنها ستكون لي مخلصة، ولن تكرر هذا مرة أخرى، فاضطررت أن أصدقها لكي أربي أولادنا. وفعلاً خلال الأعوام الأربعة هذه لم أرَ عليها أي شيء، وهي تحاول أن تكفر عن خطئها هذا، وتحاول أن تسعدني بشتى الطرق، ولكن بداخلي كره شديد لها، ولم أبينه لها رغم أني كنت أحبها حبًّا شديدًا، ورغم ذلك كله الشك يساورني تجاهها، ودائمًا أتجسس عليها وأراقبها، والآن بالله عليكم أريد النصيحة والإرشاد. هل أطلقها؟ أم أبقى معها في هذا العذاب من أجل أولادنا الثلاثة؟
سيدي الفاضل لقد عفوت عنها وسامحتها رغم جرم ما ارتكبت في حقك، لكن عفوك عنها لم يكن صافياً ولا خالصاً لوجه الله ، فقد عفوت عنها وسامحتها وتعلم أنها قد تابت بدليل أنها تحاول أن تكفر عن خطئها طوال الفترة الماضية حسب قولك ، والحقيقة أنك ترفض طلاقها إلي الآن ليس من أجل مصلحة الأولاد فحسب ولكن لأنك رغم كل ما فعلته بك لا زلت تحبها وتكابد في سبيل ذلك ما تكابده من شك وغير
أخي الفاضل إن من أسوأ الأمور أن يتكتم الإنسان حقيقة مشاعره رافضاً الاعتراف بها ، بدليل أنك حتى لم تستطع أن توضح لها هذا الكره الذي تتحدث عنه ، ولو أنك صارحتها بكل ما تضمره في نفسك وبكل شكوكك فيها وكل ما تدعيه من كره لها ، لربما تغيرت أمور كثيرة في حياتك ولما عشت كل هذه السنوات ممزق هكذا ، بين ما يعتمل في داخلك من شك وغيرة وبين ما تريده من عدم طلاقها واحتفاظك بها ، رغم عدم مقدرتك علي العفو الكامل عنها ، ولو أنك لم تحبها أو لم تعد تحبها لما احتفظت بها إلي الآن ولطلقتها فوراً حتى لو كان ذلك ضد مصلحة أبنائك ، لأنك كنت ستعرف وقتها أن مثل هذه الزوجة طالما أنها غير أمينة علي زوجها وعرضها فلن تكون أبداً أمينة علي أولادها وقد كان من الممكن أن تريح نفسك من كل هذا العناء والعذاب وتخرجها من حياتك وتطلقها ، ولو فترة مؤقتة تتخلص فيها من الضغط علي أعصابك وتتخلص فيها من إحساس الرجل المخدوع الذي لم يستطع حتى أن يثأر لنفسه ممن خدعته ، لكنك ضغطت علي نفسك وحملتها فوق مالا تحتمل ، ولم تحل المشكلة من جذورها فكان حلك لها بشكل جزئي ، أدي إلي وجود المشكلة في داخلك في كل وقت ، كمرض عضال يتفحل دون علاج ، ولو انك كنت قد اتخذت القرار بالانفصال عنها لكنت استرحت ، حتى هي نفسها كانت ستشعر وقتها أنها نالت الجزاء الذي تستحقه حين خرجت من عز الحياة الأسرية الدافئة إلي ذل الوحدة والإحساس بالجرم الذي ارتكبته في حق نفسها وزوجها وأولادها ، لكنك سامحتها ورحمتها من الكثير من عذاب الضمير وقد تكون في قرارة نفسها مقدرة تماماً لكل ما ضحيته من أجلها ، وقد تابت إل الله فعلاً وقد لا تكون كذلك الله وحده يعلم علي أي الأحوال تستطيع أن تسترشد بالقرآن الكريم وبديننا الحنيف الذي يضع لنا الأسس السليمة في التعامل مع أمور الحياة الزوجية "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" ، المبدأ واضح ولا يحتاج تأويل ، والحياة الزوجية لا تستقيم مع العذاب والشك و فقدان الثقة ، فإذا فقدت الثقة والاحترام فقدت الحياة الزوجية أحد أهم عناصر البقاء والتحمل ، وصارت هشة سهل كسرها وتدميرها اخي الفاضل 00 إن أحداً لن يقرر لك مصيرك أو يقول لك طلقها أو ابق عليها فالأمر يرجع إليك وإلي قدرتك علي الاحتمال ، فطالما أنك غير سعيد معها وتري الحياة معها عذاب فلماذا لا تتركها ، ولا تكن حجتك في ذلك مصلحة الأولاد لأن المصلحة تقتضي أن يعيش الأبناء في حياة سوية بين أبوين طبيعيين ، تسير الأمور بينهما علي ما يرام ، لا يكيد أحدهما للآخر ولا يخون أحدهما الآخر ، وقد يكون الانفصال في أحيان كثيرة فيه راحة واستقرار للأبناء في حالة استحالت العشرة بين الأب والأم ، بما يعني إن استمرارهما معاً أحياناً مع شدة الخلافات واحتدامها قد يؤدي إلي نشأة الأبناء بشكل غير سوي وغير طبيعي ،يملأ نفوسهم بالأمراض النفسية ، فتتكون لديهم العقد التي يصعب بها مواجهتهم للحياة فيما بعد ، هذا إن كنت تبحث عن مبررات للانفصال عنها فهي موجودة ولن يؤنبك ضميرك لأن عندك من المبررات ما يريحك تماماً
المهم أن تتخذ قرار أي قرار لأان استمرارك علي هذه الحال لن يؤدي بك إلا غلي مزيد من العذاب والألم ، طالما أنك غير مقتنع بوضعك الحالي بل وأشعر في كلامك بالندم لأنك سامحتها وعفوت عنها ، فقرر ما تري فيه راحتك إما أن تستمر في عفوك عنها عفواً خالصاً لله تعالي لتنال رضاه سبحانه ، فهذا هو العفو الذي يجب أن يكون والذي تكون به راحة الإنسان حين يعفو عن مظلمة أو يسامح من أساء ، إن لم تستطع أن تصل إلي هذه الدرجة من العفو و التسامح فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها وقتها لن يكون أمامك حل آخر سوي الانفصال فقد يكون فيه الراحة لك ولها | |
|