[b]ابنتى أهلاً بك ، تعبت نفسك وأرهقتها في حب كان محكوم عليه من البداية بالفشل لكنك أطلت فترة العقوبة وأطلت عقاب نفسك حتي وصلت حالتك إلي ما أنت عليه الان رغم أن كل شيء كان منالسهل بأن تنهيه ولا تكابري وأن تسلمي بقضاء الله وقدره
ولا تعاندي أهلك ، خاصة وان رقة مشاعرك وحسك المرهف لم يساعداك علي المواجهة والصبر والاحتمال فانهارت قواك سريعاً ، وانهارت قوي الشخص الآخر .
فتركك وتزوج ولكنه لم يحتمل فعاد إليك ،بلا أساس ولا هدف الا الاستمتع بك فى الحرام، فلا هو تزوجك ولا هو بقي مع زوجته ولا هو طلقها، والحقيقة أنك لست أول ولا آخر من انكسر قلبها لفقدانها حبها الأول فهي عادة الحب الأول مع الجميع لا يصمد في مواجهة أول مشكلة ويسقط معلناً الهزيمة ورافعاً راية الانسحاب ، وهو ما يجب يا ابنتى أن تعترفي به جيداً وتبني حياتك القادمة علي أساسه إن أنـت أردت أن تفكري بشكل سليم ،بعيداً عن هوجة الموت والانتحار التي تجتاحك الآن 0
أما حكاية انك لن تستطيعين الزواج من غيره فهي ليست بيدك ولا بيده لكنها في يد الأهل الذين رفضوا الزواج من البداية ولا أظنهم سيوافقون الآن .
ولأن الزواج ليس علاقة بين شخصين فقط لكنه ارتباط عائلتين وانصهارهما معاً ، فيجب أن تتوافق العائلتين وتتفقا ، لتكتمل منظومة الزواج والنسب ، لذا ليس أمامك سوي التسليم برغبة الأهل في الرفض واحترام وجهة نظرهم لأن لهم نظرة عميقة للأمور أفضل منا في كثير من الأحيان لأنهم يرون الحقائق بعين من عرك الحياة وأنضجته تجاربها ،
ابنتى
إنه ليس من العدل ولا من المنطق السليم أن تظلي عمرك كله رهن تجربة حب كانت وفشلت من حقك أن تعيشي حياتك الآن بالشكل الذي يليق بك .
من حقك أن تعيشي الحياة الهادئة بلا عواصف وأنواء أنت في غني عنها ، خاصة مع سنك الصغير ومستقبلك الممدود أمامك علي اتساعه .
ابنتى
اطوي هذه الصفحة من حياتك تماماً ، علي أمل أن تعوضك أقدارك بأفضل منها وأن ينعم الله عليك برجل يحفظك ويحميك ، تنعمين معه بالسعادة والاستقرار ولا تشقين بحبه كما تشقين الآن ، وأظنه من حقك لأنك لم تعيشين من الحب سوي العذاب والألم ولم تعرفين من الحياة سوي المرارة ، فقد حان الوقت لتستريحي من كل هذا العناء وتدفعي عن نفسك كل هذه العذابات ، وتبدئي صفحة جديدة من حياتك ملؤها الأمل والتفاؤل بغد أفضل يحمل لك معه كل الخير والسلام النفسي والعائلي واستغفرى الله وتوبى لعله يقبل توبتك ولما لا وهو التوات الرحيم 0.[/b]