نبتدى منين الـحكاية
اهلا وسهلا بك ضيفا عزيزا على المنتدى ويشرفنا ان تقوم بالتسجيل لتساهم معنا فى بناء صرح ثقافى ينتفع به الجميع
عبد الفتاح غنيم
نبتدى منين الـحكاية
اهلا وسهلا بك ضيفا عزيزا على المنتدى ويشرفنا ان تقوم بالتسجيل لتساهم معنا فى بناء صرح ثقافى ينتفع به الجميع
عبد الفتاح غنيم
نبتدى منين الـحكاية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» اخون زوجي مع حبيبي السابق... وأكاد انهار !!!
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالأربعاء 14 يوليو 2021 - 17:02 من طرف admin

» مات النبى ومات الصَّحابه
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالأربعاء 14 يوليو 2021 - 17:00 من طرف admin

» فضل الأطعمة التى يحتاجها الجسم بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة،
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالأحد 14 يونيو 2020 - 16:02 من طرف admin

» لازم نرجع ونستغفر لعل الرب يتقبِّل
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالجمعة 28 يونيو 2019 - 8:53 من طرف مستر/عطيه الخضرى

» صباحك(127)
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالخميس 28 مارس 2019 - 18:30 من طرف د. محمد عبد المطلب جاد

» صباحك(128)
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالخميس 28 مارس 2019 - 18:28 من طرف د. محمد عبد المطلب جاد

» يا ايها العام اللى عَدَّه
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالثلاثاء 2 يناير 2018 - 5:48 من طرف مستر/عطيه الخضرى

» خذينى إليكِ(7)
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالإثنين 11 ديسمبر 2017 - 6:16 من طرف admin

» برج الحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــل
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالثلاثاء 28 فبراير 2017 - 0:22 من طرف admin

المواضيع الأكثر نشاطاً
برنامج (نبتدى منين الحكاية )
أجمل ما قيل فى حب رسول الله
رجل فى غرفة نومى (حلقة الاربعاء26/10/2011)
يوميات اتنين متزوجين
احترمه ولا احبه!!! واخونه!!!حلقة 7/76/2010
ام زوجى اغتصبت عذريتى حلقة الاربعاء 26/5/2010
زوجى صفر على عشرة فى اختبار الثقة (كيد النسا 1)الاربعاء 7/3/2012
هل أكون له زوجة ثانيةلانه تستر على ويقول انه يحبنى ؟
قلبى يحترق لان امى تقتل حبى(حلقة الاربعاء 22/8/2012)
جوازه على ورقة كراسه(حلقة الاربعاء 27/3/2013)

 

 رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد فوزى البلقينى
المشرف العام لمنتدى عالم بلا حدود
المشرف العام لمنتدى عالم بلا حدود
محمد فوزى البلقينى


ذكر
عدد المساهمات : 17662
نقاط : 34130
تاريخ التسجيل : 03/10/2009
العمر : 73

رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير Empty
مُساهمةموضوع: رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير   رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالسبت 31 يوليو 2010 - 13:44

الكود:
در لـه الرحمن أن يحيا بين البشر لنفع الناس، يهتدى الحائرون بكلماته، قلمه سيال أمام هموم الناس ومشاكلهم، تحلى رحمة الله بالصدق وتحمل المسئولية والالتزام بالعمل الدءوب، والموضوعية فى التعبير، والدقة فى سرد الحقيقة، واحترام القراء الذين عاش لهم يمسح العبرات من فوق وجناتـهم ويرسم البسمات داخل قسمات وجوههم، وتتحول التعاسة على يديه إلى أمل وسعادة. عبد الوهاب مطاوع الابن البار لجريدة الأهرام ظل يعمل فيها طيلة أربعة وأربعين عامًا لم يكتفِ بأن يكون محررًا عاديًا بل كان ابنًا وأخًا وأبًا وصديقًا للجميع، كان يؤثر الجميع على نفسه على الرغم من صحته التى أضناها المرض. اشتهر بين أسرته فى العمل بألقاب عديدة منها: نـهر الحب والعطاء – صاحب القلب الكبير – حمال الهموم – صاحب القلم الرشيق – الأستاذ الإنسان – الصديق الفنان – حلال المشاكل – صاحب الأيدى البيضاء – الكاتب المثقف – كاتم الأسرار- الفارس الأمين. هذه الألقاب تعبر عن مكانة الرجل وشخصيته ذات الجوانب المتعددة. لقد استطاع - رحمه الله - أن يبنى جسرًا من الإخلاص والحب بينه وبين قرائه حتى اعتبروه اقرب الأقرباء والملاذ وقت العسرة والضيق من خلال بابه اليومى "بريد القراء" وبابه الأسبوعى "بريد الجمعة" استطاع عبرهما أن يحل العديد من المشاكل؛ فكم من نفس أعانه الله على انتشالها من دوامة الضياع ومن قهر الطغاة، لقد وفقه الله أن يكون سببًا فى إسعاد آلاف الناس؛ فقد ساعد فى لم شمل الكثير من الشباب حديثى الزواج وحل مشاكلهم فى السكن أو ضيق الذات اليد أو عدم استطاعتهم شراء أهم مستلزمات الحياة الزوجية، كما أسهم فى إيجاد فرص عمل لكثير من الشباب على مختلف مستوياتـهم العلمية والعمرية. ذكورًا وإناثًا. وعندما اتسع نشاط بريد الأهرام، أنشأ جمعية أصدقاء بريد الأهرام، وفى لمح البصر نال مصداقية وثقة الجميع وانهال عليه فيض واسع من التبرعات العينية والمادية، وكان لـه - رحمة الله - الأسبقية فى ابتكار الحلول لمساعدة الناس، فقد ابتكر التبرع بالأدوية الفائضة لدى البعض، كما استطاع بريد الأهرام أن يمد يد العون لمعظم المستشفيات والملاجئ ودور المسنين ودور متحدى الإعاقة الموجودة فى مصر بوجه عام من حيث الأجهزة أو الإمداد المادى شريطة عدم ذكر هذه المساهمة، وهذا تحقيقًا لرغبة المتبرعين فقد امتاز كاتبنا الراحل بكتمان أسرار قرائه وأصدقائه. وأخذ نشاط التبرعات يتسع شيئًا فشيئًا حتى استطاع أن يجعل الناس يتبرعون بأنفسهم للخير، وليس بمالهم فقط، فقد انضم لجمعيته محامون شرفاء لإحياء حق قد مات، وأطباء يتكفلون بالمريض منذ دخوله المستشفى وحتى خروجه سليمًا معافى بإذن الله بدون مقابل. وكان يوم الاثنين من كل أسبوع يومًا شاقًا لدى أستاذنا، فقد كان رحمه الله يخصص ذلك اليوم لمقابلة الناس وسماع شكواهم بنفسه دون الشعور بالتعب مهما زادت ساعات العمل حتى لو امتدت لصباح يوم الثلاثاء، كان حريصًا على مقابلة جميع من يطرق بابه فى هذا اليوم وحل مشكلته، أو على الأقل تخفيف آلامه لحين تيسير سبيل يحل المشكلة. وبعد ذلك يعكف الثلاثاء والأربعاء على كتابة بابه الأسبوعى "بريد الجمعة" ليسلمه فجر الخميس، بالإضافة إلى الأعمدة التى ابتكرها من خلال هذا الباب مثل "أصدقاء على الورق" وكان يتضمن تعقيبًا من القراء على المشاكل التى يتولى البريد نشرها. أما "المفكرة الحمراء" فتضمن الرمز لبعض القراء لمعرفة موعد المقابلة لتقديم يد العون. ونجد أيضًا "كلمات بريد" وهى عبارة عن بعض العبارات التى تعتبر نبراسًا فى ظلمة الحياة ليهتدى بـها الناس أو كما يسميها العامة "حكم ومواعظ"، أما عمود "ردود خاصة" فيحتوى على الردود السريعة لبعض المشكلات التى يرى الكاتب أنها خاصة ونشرها قد يتسبب فى إلحاق الضرر بصاحب المشكلة. وهكذا كان فقيد صاحبة الجلالة حييًّا دمث الأخلاق، وكان رحمه الله عطوفًا سخيًّا، لقد أكسبه عشقه للكتابه والقراءة شيمة الهدوء والصمت وقلة الكلام والإنصات إلى محدثه وإن تكلم كسا عباراته بوشاح الأدب والعفة والاحترام، بالإضافة إلى احتفائه باللغة العربية وعشقه لها ومواجهة أى اعتداء عليها، وكان يمتلكه الحزن إذا قرأ أو سمع أى إساءة للغة حتى لو كانت غير مباشرة، كان رحمه الله غيورًا عليها. وعلى الرغم من أن فارسنا جاء من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ إلا أنه لم يتغير ولم تغيره الشهرة، بل ظل كما هو محافظًا على قيمه ومبادئه وأصدقائه القدامى، وظل هكذا إلى أن عاد من حيث أتى، فقد استقر جسده فى مدافن العائلة بدسوق وواراه الثرى. ومنذ وطأت قدماه بلاط صاحب الجلالة وهو يعمل فى جد، فلقد عمل فى مختلف فنون العمل الصحفى حتى استقر به الأمر فى النهاية رئيسًا لتحرير مجلة "الشباب"، وفى الوقت نفسه مديرًا لتحرير الأهرام ورئيسًا للديسك المركزى فى "الأهرام" ومشرفًا على "بريد الأهرام"، وأهدى للمكتبة العربية العديد من الكتب التى تحمل فى طياتـها مشاعر إنسانية عظيمة تذوب بـها الصخور، كما قدم للتلفزيون قصصًا صاغها فى صورة مسلسلات فكانت منها العظة لكل من شاهدها مثل "افتح قلبك"، "قلوب حائرة"، "الأبواب المغلقة". كذلك قدم على الفضائية المصرية برنامج "لحظة صدق" الذى احتفل بتصوير الحلقة رقم 100 منه يوم 9 سبتمبر الماضى. عرف عنه أنه كاتم للأسرار، وكان رحمه الله محبًا للرياضة وبخاصة لعبة تنس الطاولة ولكن عندما تمكن منه المرض منعه الطبيب من مزاولة أى رياضة. كان يتألم للمرضى، وربما يرجع ذلك لإحساسه المرهف ومشاعره الفياضة، وربما لأنه تجرع كأس المرض وهو فى المرحلة الثانوية حيث أصيب بمرض الروماتيزم فى القلب الذى لازمه طيلة حياته، وما لبث أن برأ من عملية القلب المفتوح حتى هاجمه الفشل الكلوى على غرة، ومن عظمة الكاتب الكبير أن المرض لم يمنعه من إسعاد ملاين البشر والإسهام فى شفاء الكثير من المرضى. كان – رحمه الله - يتدفق حنانًا وحبًا فوسع قلبه كافة البشر بكافة أجناسهم ومستوياتـهم، واستطاع أن يجمع ملايين الناس داخل وخارج مصر والوطن العربى بل العالم يوم الجمعة على دعوته للتواصل بينه وبين الناس من خلال بريد الجمعة. • رحم الله صاحب القلب الكبير والعقل الراجح والنفس السمحة واللسان العفيف واليد النظيفة والذكاء المتقد بلا حدود والحنكة الصحفية، أستاذ الأجيال عبد الوهاب مطاوع. • وداعًا لمن أسعد الحزين وأعان المحتاج. • وداعًا لمن جاهد بقلمه وحارب الجوع والجهل والمرض. • وداعًا لنسيم عليل لم يشعر أحد إلا بحبه وحنانه. • وداعًا لمن تتلمذ على يده الكثير من كبار الكتاب وكان لهم نعم القدوة والعون والمرجع الصائب. • وداعًا لصاحب أعظم المواقف الإنسانية. • وداعًا لمن زرع الأمل فى أفئدة قد أصابـها جدب الحياة. وإن كنا نقدم رثاء فإنما نقدمه لأنفسنا، أما عبد الوهاب مطاوع فهو ينعم بدعوات محبيه وكل من أزاح عنهم ستائر الظلم لتسطع عليهم شمس الحق. وإن رحل عنا جسده فهو معنا بفكره ... فالفكر لا يموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فوزى البلقينى
المشرف العام لمنتدى عالم بلا حدود
المشرف العام لمنتدى عالم بلا حدود
محمد فوزى البلقينى


ذكر
عدد المساهمات : 17662
نقاط : 34130
تاريخ التسجيل : 03/10/2009
العمر : 73

رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير   رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالسبت 31 يوليو 2010 - 13:58

قصة رائعة ، لكاتب عظيم هو عبد الوهاب مطاوع
فهو الكاتب الذي بنى مجده بمآسي الناس
لمع نجمه في بلاط صاحبة الجلالة صار علم من أعلامها
أحتل هو وبابه - بريد الجمعة - قلوب الكثيرين
رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد فوزى البلقينى
المشرف العام لمنتدى عالم بلا حدود
المشرف العام لمنتدى عالم بلا حدود
محمد فوزى البلقينى


ذكر
عدد المساهمات : 17662
نقاط : 34130
تاريخ التسجيل : 03/10/2009
العمر : 73

رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير   رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير I_icon_minitimeالسبت 31 يوليو 2010 - 14:03

قلب جديد .....للراحل عبد الوهاب مطاوع
بيزات
قلب جديد !



ثلاث سنوات وهو يعمل معها في نفس المكان ، ولم تلتفت إليه ، ولم تشعر
بوجوده ، إنه شاب خجول منطو على نفسه . . قليل الكلام يؤدي عمله في صمت
، ويغادر المكان في هدوء ، وهي شابة جميلة تحب الحياة والناس ، لكنها تقول
عن نفسها أنها لا تعرف كيف تختارحياتها . . فمن تحبه لا يلبث وأن يهجرها بلا
سبب ، ومن يرغبها تعمى عنه إلى أن ينصرف عنها ، وليس لها من صديقة
سوى زميلتها السمراء التي تعمل في نفس الكافتيريا وتتهمها دائما بالسذاجة لأنها
تقبل على من تحب بلا تحفظ ، وتغمره بحبها فلا يلبث أن يزهد فيها . .


وصديقها قد فاجأها بالغدر على غير انتظار ، فكرهت كل شئ ، وقررت أن تغلق
قلبها في وجه الجميع إلى أن تتعلم خبرة الحب التي تتيح لها أن تكون هي
المرغوبة ويكون الطرف الآخر هو الحريص على الاحتفاظ بها .


وبين حديث العزاء المتبادل بين الصديقتين خلال لحظات الراحة من العمل تلتفت
الشابة الحزية إلى ذلك الشاب المنطوي الذي يعمي في هدوء في مظبخ الكافتيريا
وتسأل صديقتها السمراء هل هو قادر حقا على الكلام ؟ وتشاركها صديقتها
التعجب لأحواله وصمته وشعره الطويل المنسدل على جانبي وجهه . . ثم تنهض
كلتاهما لأداء عملهما قبل أن يوبخهما مدير الكافتيريا أو المطعم .


وفي المساء تغادر الفتاة الحائرة مع قلبها المكان عائدة على الأقدام إلى بيتها
فيلاحقها شابان عابثان يتحرشان بها ويتجاذبانها في الحدية الخالية التي تقطعها
كل مساء في طريق العودة . . وتدافع الفتاة عن نفسها بكل طافتها فلا تلبث أن
تنهار مغمى عليها ، وفي اللحظة التي يوشك فيها الشابان على اقتراف جريمتهما
يظهر فجأة الشاب الصامت عامل الكافتيريا ويطيح بهما وينحني على زميلته
الشابة وينظر إليها بتألم شديد ثم يخلع سترته ويغطي بها ما تكشف من جسمها
خلال تعرضها لمحاولة الشابين للاعتداء عليها ، ويحملها على ذراعيه وهي
غائبة عن الوعي ويتجه بها إلى بيتها فينزلها أمام بابه ويجلس غير بعيد عنها
يترقب تنبهها مما غشلها إلى أن تفيق مرتعبة فتنظر إلى نفسها في فزع وإلى
الشاب الغريب الصامت في قلق ثم تفتح باب بيتها وتغيب وراءه بلا كلمة واحدة
ويمضي الشاب في طريقه عائداً إلى بيته .



وفي اليوم التالي غابت الفتاة عن عملها ولم تذهب إليه ، ثم رجعت إلى عملها
تحمل على يدها سترة زميلها ، فتوجهت إلى المطبخ وأعادتها إلى الشاب
الصامت شاكرة ، فإذا به يقول لها متألماً وهو يخفض عينيع حتى لا يواجه
نظرتها إنه شديد الأسف ، لأنه قد تأخر في العمل بعض الشئ ليلة الحادث المؤلم
فلم يستطع حمايتها من هذين الشابين قبل أن يتجرآ عليها بالايذاء .


وتكتشف الفتاة أن الشاب الصامت الخجول كان يتبعها دائماً عن بعد كلما عملت
في وردية المساء واضطرت للعودة وحدها إلى بيتها في وقت متأخر .


وتسأله بدهشة : هل كنت تتبعني من قبل ؟
ويجيبها ورأسه لا يزال منحنيا على صدره : نعم لأحميك من أخطار الطريق
في لليل .


وتغادر الفتاة لتبدأ عملها وهي مشغولة الخاطر بهذا الشاب الغريب . . لقد حماها
من عدوان الشابين العابثين لكنه شديد التألم ، لأنه لم يستطع أن يمنع العدوان من
البداية . ولقد كان يتتبعها كلما غادرت العمل وحيدة إلى بيتها في المساء ليحميها
من أخطار الطريق ويحرص على ألا تراه أو تشعر به خلال ذلك وهو يتحدث
إليها ورأسه منكس إلى الأرض وبصوت خفيض خجول ، ولا يجرء على
النظرإليها ، فأي مشاعر صادقة يحملها هذا الشاب الصامت تجاهها . وشيئا فشيئاً
تجد لفتاة نفسها مهتمة بهذا الشاب الغامض . . وتلتقي به في غير أوقات
العمل فتعرف عنه أنه شاب يتيم تربى في بيت لرعاية الأطفال اليتامى ،
وكان طفلا مريضا معظم سنوات طفولته ، وأنه شاب مثقف يقرأ الكتب
التي لا يقرأها أمثاله بالمطعم ويحتفظ بأسطوانات الموسيقى الكلاسيك ،
ويفسر لها وجود عدد كبير من الكتب في مسكنه انه لا ينام كثيرا وأنه
اعتاد العزلة منذ طفولته المريضه التي حرمه المرض خلالها من مشاركة
الاطفالألعابهم . . وتزداد الفتاة أقترابا منه وأحتراما لمشاعره وأفكاره رغم
غرابتها وتطلب منه أن يرفع عينيه في وجهها حين يتحدث إليها ، وتدعوه
لقضاء ليلة رأس السنة في بيتها مع أسرتها .


وتتكتم الفتاة علاقتها الحميمة به حتى عن صديقتها السمراء الوحدية ،
وتفاجأ ذات مساء به وهو يترنح والدماء تنزف منه بغزارة ، فقد كان يخرج
بعض المهملات من الباب الخلفي للمطعم فترصدة الشابان العابثان بعد أن
برآ من جراحهما وأنهالا عليه ضربا وركلا ثم طعنه أحدهما بمطواة في
بطنه فتحامل على نفسه ونزع المطواة بيده ، ثم دخل إلى المطعم يترنح
ويوشك على السقوط ، وصرخت الفتاة الجميلة صرخة مدوية حين رأته
يتهاوى أمامها ورافقته في سيارة الاسعاف إلى المستشفى ، وصارحت
رجال الشرطة بما حدث لها يوم محاولة الاعتداء عليها وعلاقة ذلك بما
فعله الشابان العابثان بفتاها . . فألقت الشرطة القبض عليهما .


ولازمت الفتى الجريح في المستشفى وراحت تسأل الطبيب بقلق عن حالته
فيجيبها بأنها خطيرة ليس بسبب طعنة المطواة وما تعرض له من ضرب
وإيذاء وإنما لأن الفتى مولود بعيب خلقي في القلب ولا علاج له إلا بعملية
زرع قلب جديد في صدره بدلاً من قلبه المريض . وتهلع الفتاة لما سمعت
وتأمل أن ينجح الأطباء في إنقاذ حياته ، لكن الفتى يرفض يإصرار غريب
فكرة انتزاع قلبه من صدره واستبداله بقلب جديد ، ويتمرد على قيود المستشفى
فينزع الأنابيب التي تربطه بالأجهزة الطبيه ، ويرتدي ملابسه ويغادر المستشفى
في الصباح الباكر ليذهب إلى حبيبته التي لا يطيق الابتعاد عنها وتسعد الفتاة
برؤيته لكنها تتساءل عن سبب رفضه إجراء جراحة زرع القلب له فيجيبها
دهشاً للسؤال نفسه : لأنهم يريدون أن " يأخذوا " قلبي الذي يحبك ! .


وتضحك الفتاة بسعادة ةتحاول إقناعه بأن الإنسان إنما يحب بعقله وأفكاره
وأحاسيسه وليس بعضو معين من أعضاء جسمه ، لكنه يصر على أنه لن
يسمح لأحد بأن يأخذ منه قلبه الذي أحبها به ! . وتأمل الفتاة في أن تقنعه مع
الأيام بإجراء الجراحة الضرورية وتعلن للجميع حبها له وسعادتها به وتفرض
عليهم أن يعاملوه بما يستحقه شاب طيب وأمين مثله من احترام وتقدير .


وترسو سفينة الفتاة نهائيا في مرفأ الشاب الطيب الذي تتعجب لايمانه بخرافة
الحب بالقلب الذي لا يعدو أن يكون مضخة للدم رغم ثقافته المميزة وتصطحبه
معها في كل مكان . . ويبدوا واضحا للجميع أنها قد عرفت أخيرا كيف تختار
حياتها ومن تمنحه حبها وبلا تخفظ أو حسابات فلا يزيده ذلك إلا رغبة فيها وتمسكا بها .


وتصحبه ذات يوم إلى إحدى المباريات الرياضية فيجلس إلى جوارها فخورا
بوجوده معها ، وتنتهي المباراة ويغادران الملعب فتقود الفتاة سيارتها الصغيرة
ويجلس الشاب الطيب إلى جوارها يتحدث إليها بتلقائية الحبيبة وتضحك الفتاة
من قلبها طوال رحلة العودة بالسيارة وتراودها أحلام الاستقرار والأمان مع
هذا الشاب الطيب إلى نهاية العمر وتستريح إلى أنه سيظل يحبها بالقلب الجديد
كما يحبها الآن بقلبه المريض وأكثر ، وتستغرق الفتاة في خواطرها وتأملاتها
بعض الوقت ثم تلتفت إليه فتجده نائما إلى جوارها كالملاك وابتسامة خفيفة تشع
من ملامح وجهه الطيب الذي يتدلى على جانب صدره . وتصل السايرة إلى بيتها
فتدعو فتاها برفق للاستيقاظ لكي تقدمه لأمها وزوج أمها وشقيقها لكن الفتى لايزال
مستغرقا في نوم الملائكة فتضحك الفتاة لاستغراقه في النوم كالطفل البرئ ،
وتكرر عليه النداء عدة مرات بلا استجابة من جانبه فتهزه برفق وهي تغالب
الضحك فلا يستجيب . . فتهزه بشدة أكثر فإذا به نائم نومه الأبدي فلا تصرخ
ولا تولول وإنما توسد رأسه صدرها وتحيطه بذراعيها وتبكي في صمت . .
لقد رحل الفتى الطيب عن الدنيا في لحظة خاطفة سعيدا بأنه قد نال من السعادة
ما كان يحلم ببعض منه ، واحتفظ بقلبه الذي أحبها به فوشت ملامحه شبه الباسمة
بالارتياح والاستسلام وليس بالألم أو الخوف .


وتمت المراسم المعتادة في مثل هذه الظروف الحزينة ورجعت الفتاة مع صديقتها وهي تقول لها :
أخيرا عرفت من يستحق حبي . . لكن ها هو غاب عنب إلى الأبد ! . .
ثم تسترجع ذكرياته معها في مخيلتها فتبتسم للذكرى ابيسامة حزينة وتقول لصديقتها : لقد
كان كالملاك وعزائي الوحيد هو أنني قد أسعدته . . وسعدت به هذه الفترة القصيرة ! .




وتنتهي هذه القصة القصيرة التي نقلتها السينما الأمريكية وقدمتها في فيلم شاعري جميل
منذ عدة سنوات ، ويبقى السؤال المؤلم دائما :


- لماذا لا تمنح الحياة السعادة للإنسان في بعض الأحيان . . إلا وهو يسمع أناشيد الختام ؟ .



من كتاب ( خاتم في أصبع القلب )
للكاتب الكبير / عبد الوهاب مطاوع

رحمه الله عليه وعلى جميع موتى المسلمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحم الله الكاتب والصحفى عبد الوهاب مطاوع كان اعلامى بدرجه فاعل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» @@ كلمات @@ خالده @@ للراحل الجميل @@ عبد الوهاب مطاوع @@
» الكاتب الروائى/ والصحفى/ والاديب/ والمفكر/ والسياسى احسان عبد القدوس
» الاستفتاء الصريح ماذا لو كان باقى من العمر ساعهمتعكم الله بالعمر المديد ماذا انت فاعل فى هذه الساعه ومع من تقضيها ولماذا
»  اليوم عيد الحب المصرى رحم الله الكاتب مصطفى امين والمقصود بالحب لانختزله فى عشق رجل وامرأه ولكن الحب بمفوهمه الواسع هل لديك قصه حب حقيقيه
»  الله الله الله الله على اخر اعجاز قرأنى من التين والزيتون الاعجاز قهر فريق بحث يابانى الله الله الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نبتدى منين الـحكاية :: منتدى الاعــــــــــــــــــــــــــلام-
انتقل الى: